يجب أن يخرج العراق من المحيط العربي “المزيف” ..هكذا يبتديء حسن زادة رئيس تحرير جريدة مهر الإيرانية مقالته, مضيفاً في مقالة نشرها اليوم الأحد 15 مارس 2015( أن العربان يضمرون العداء لهذا البلد على خلفية إنتماء أكثرية سكانه للمذهب الشيعي، ودعا إلى أن يتوحد البلدان لمّا يربطهما من قواسم مشتركة).
السيد زادة نسيّ أو تناسى نفسه في مقالته التي لاتخرج عن إطار سياسة إيرانية خارجية ممنهجة وموضوعة بعناية شديدة؛ أبعادها العمل السياسي الدؤوب مع أطراف حليفة وصديقة لها تشترك بل هي في صلب العملية السياسية في عراق مابعد 2003, ولانريد أن ندخل في حديث وجدل مع بعض من يريد أن يسفّسط لنا عن تبعية هذا التنظيم أوذاك التيار, وذلك الحزب لإيران,لأننا سنجد الجميع وطنيين بل ومنغمسين في أعماق بحر الوطنية العراقية الغائبة.
ماأريد أن أقوله أن هذا العمل أبتدأ سياسياً عبر تحالفات مع عراقيين عاشوا وتزوجوا , وولدوا ابنائهم في إيران,وحملوا جنسيتها ,وكانوا جزءاً من مؤسساته الأمنية, وقاتلوا إلى جانب جيش إيران في حربها ضد جيش العراق خلال حرب السنوات الثمان 1980- 1988 ,فضلاً عن أخرين أصبحوا أكثر ولاءاً وإلتصاقاً بإيران الثورة؛ بحثاً عن الوزارة والمنصب والمال الذي يأتيهم عبر مساندتهم إيران في ماتقوله وتفعله في عراق العربان والمنطقة..
ولم تألوا إيران جهداً منذ ثورتها الدموية عام 1979 وليومنا هذا العمل على كل الجبهات التي تتوافر لها فرصة التحرك فيها, ففي المجال العسكري, حيث السيطرة المطلقة لها على كل مؤسسات الدولة العراقية، الأمنية والعسكرية في الوزارات السيادية كما يسمونها ذكور المنطقة الخضراء, الداخلية والدفاع والأمن الوطني والأجهزة الأمنية الأخرى,كما نشطت منذ عام 2003 على إنشاء وتأسيس ميليشيات ترتبط بها
أيدلوجياً,وتسليحياً ,ولوجستياً. ومن ثم جاء تدخلها العسكري المباشر في أحداث العراق بعد سقوط مدينة الموصل 2014 بيد تنظيم داعش المتطرف, عبر تدخل مباشر لقواتها العسكرية وضباط حرسها الثوري الكبار في المعارك بصفة مستشارين.
على الجانب الدبلوماسي تنشط عبر إستغلال مباحثاتها الطويلة منذ 10 سنوات تقريباً مع الدول الخمس الكبار في مجلس الأمن وألمانيا,ومن ثم إنفرادها بالولايات المتحدة الأمريكية,في تلك المحادثات لتثبيت حقوقها ودورها, وإطلاق يدها في العراق بإعتباره الأهم على الأطلاق بالنسبة لها من الناحية الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية.
ثم نشاطها الإعلامي المتصاعد من أجل الدفع بإتجاه دمج العراق بإيران ,بدأها النائب الأول للرئيس الإيراني السابق محمد رضا رحيمي , في 22 نيسان 2012 خلال استقباله رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي بالدعوة لاتحاد تام بين البلدين .
وقد سبقه قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني بذلك، فخلال ندوة إقيمت في طهران ,تحت عنوان “الشباب والوعي الإسلامي” بتأريخ 20 كانون الثاني 2012 بحضور عدد من الشباب من البلدان العربية بالقول (أن اتحاد العراق وإيران بشكل تام سيجعلهما يشكلان قوة كبيرة على الصعيد العالمي).
وليس بعيداً عنا تصريح المعمم علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي قال بحضور رئيسه (أن إيران أصبحت الآن أمبراطورية ، كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا التي هي مركز حضارتنا وثقافتنا كما كانت في الماضي).
قبل أن يدلوا السيد حسن هادي زادة بدلوه ليعّلمنا نحن عرب العراق ,ماذا نلبس؟ ,وماذا نأكل؟, وكيف نمشي؟, وبأي طريقة نتزاوج؟, وأي آله نعبد؟ ..تمعنوا جيداً ماذا يقول السيد هادي: يقول العراق بحاجة الى حلّة (ثياب) جديدة بعيدة عن (الكوفية والعقال والدشداشة) ويتجه نحو ثقافة جديدة ليس فيها عنصرية لا بل قريبة من الواقع الديموغرافي والمذهبي في العراق.
وأنا أقول يارؤساء قبائل العراق وشيوخ عشائره , أرموا العقال واليشماغ والدشداشة من أجل عيون هادي زادة, لأنهم لاتمثل حقيقة تأريخكم ,ولا عاداتكم, بل هي عادات أخذتموها من العربان, ياقبائل زبيد , وربيعة, وكعب, وخزاعة, وبني أسد , والدليم, والجبور , والعبيد, وكل العشائر العربانية الأخرى, أرموا عقالكم,وكوفيتكم, ودشاشيكم , وألبسوا ملابس هادي زادة وجنده, كي لايزعل هذا المعتوه على عربانيتكم.
ياعراقيين , أنه يتحدث عن الأكثرية الشيعية,ونحن معه ,الشيعة هم الأكثرية في العراق, ولكن هذه الأكثرية ,هي من تعّتز بلباسها وثقافتها وتأريخها, وتعتز أكثر بعروبتها ونسبّها المرتبط بآل البيت الأطهار, وأغلب العشائر الجنوبية الأصلية التي ذكرها زادة, هي عشائر يرجع نسبها إلى أبو العرب قحطان إبن نبي الله هود عليه السلام, وتعود جذورها إلى اليمن,وجزيرة العرب في نجد وحجاز.
العراقيين بإعتراف الأعداء والأصدقاء سبقوا العالم في سّن القوانين,أول مسلة تحكم بالحق والعدل سنهّا الملك العراقي حمورابي.. هم من علموا العالم القراءة والكتابة,هم من صّنعوا أول عجلة في التأريخ, هؤلاء العربان,علموا السيد هادي زادة كيف يغسل يديه بعد أن يتناول طعامه, وعلموه كيف يُسلّم , وكيف يتوضيء,وكيف يحب ويكره. العربان كانوا ي أوج حضارتهم ورقيهم عندما كان هادي زاده وقومه يعيشون في الكهوف.
الشيعة والسنة ,ليسوا عربان ,ياسيد هادي,همّ سليلي,أولئك الذين نشروا الإسلام في بلاد فارس. بعد أن كان الجميع في فارس خارج سور الإسلام , يعبدون النار, ويعبدون الأصنام, والحكام .
زادة كنت مخطأ بمقالتك التي تعبر عن عنجهيتك وغطرستك وجبروتك, ونشوة النصر لبلاد فارسكم المزعوم في لبنان وسوريا والعراق, واليمن, والذي سينقلب عليكم نقمة, بظلمكم وجهلكم وتعاليكم في وقت أقرب مماتتصور – فالله أعلى وأجل مما تخططون.
نقول نحن العربان , ملبسنا ومأكلنا وديننا وأن أختلفنا في بعض جوانبه, أحلى وأجمل وأشيك بالعقال والدشداشة, وأغلى وأعز عند الله بلساننا
العربي الفصيح. نحن أمة القرأن ..أمة محمد صل الله عليه وسلم. نحن أمة أبا بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين,نحن أمة خديجة وفاطمة الزهراء وعائشة وحفصة والخنساء, نحن أبناء العقال والغترة, والعِصّابة والجَرغد والفوطة , نحن أبناء الملحة..وهؤلاء كلهم عرب يأبن زادة ولم يكونوا من بلاد فارس, وهذا مايجعلكم حانقين وحاقدين علينا..
وأخيراً أذكر هادي زادة بماقاله النبي العربي محمد (صل الله عليه وسلم ), والد العربية فاطمة الزهراء, وأبن عم العربي علي بن أبي طالب , وجد العربين الحسن والحسين عليهما السلام(رضوان الله عليهم أجمعين) عن بلاد الفرس, عسى أن يرتدع ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله) . البخاري (2952) ومسلم (2918).