(ليس من الواضح كم جيلا من المجاهدين أو أعضاء وأنصار المجلس الوطني للمقاومة من المفترض أن يعتبروا مجرمين ؟ ) ، هذا ما جاء في رسالة السجين السياسي الإيراني حسن صادقي الى مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ، الرسالة التي تضمنت قصة تدمي القلوب وتهز الضمائر الحية لما تحمله في طياتها من حزن وأسى ، إنها قصة إنسان تعرض للظلم منذ صباه ليكون أطفاله وارثين للظلم أيضاً ، فأجيال المعارضين للنظام الملالي في إيران يتوارثون البطولة والتضحية والفداء كما يتوارثون المعاناة والعذاب على أيدي زمرة الجلادين الحاكمين بإسم الدين .
حسن صادقي يقول في رسالته أنه تم اعتقاله من قبل السلطات الإيرانية عام 1981 ولم يبلغ من العمر 16 عاماً دون أي ذنب ، فسبب الاعتقال أن والديه معارضان لنظام الملالي ومنتميان لمنظمة مجاهدي خلق النضالية التحررية ، ولبث صادقي في السجن حتى عام 1987 ، ليغادر السجن نحو حياة مثقلة بالفقر والحرمان والاضطهاد ، فقد صادر النظام منزل العائلة والمتجر الذي كان مورد رزقهم الوحيد وحرموا أفراد هذه العائلة المناضلة من كل حقوقها الاجتماعية .
ويسرد صادقي تفاصيل مؤلمة جداً في رسالته الموجهة الى الأمم المتحدة ، يذكر فيها تعرضه وزوجته فاطمة وابنه وابنتيه إيمان ومريم للاعتقال بسبب إقامتهم مراسيم تأبين لوالده الذي توفي عام 2012 ، وكما ورث صادقي عن والديه المعاناة والتعرض للاعتقال ، ورثت عنه ابنتاه هذا الإرث الذي تتناقله الأجيال المناضلة ضد الحكم الاستبدادي لولاية الفقيه .
يقول صادقي الذي يكتب رسالته من سجن (هنا تتم محاكمة الأبناء من أجل الآباء ومحاكمة الآباء من اجل الأبناء وذويهم….. فقد أدى اتهام أبي وأمي بأنهما ناشطين سياسيين الى صدور حكم عليّ بالسجن لمدة 15 عاما ، كما حكم على زوجتي بالسجن لمدة 15 عاماً لأن لها أخ معارض للحكومة ، وقد كان من بين الأسئلة التي طرحت علينا خلال استجوابنا : لماذا تزوجتما ؟! ) .
رسالة صادقي ليست مجرد سرد لمعاناة مواطن إيراني من أسرة معارضة لنظام الملالي ، بل هي وثيقة من بين العديد من الوثائق التي تدين هذا النظام الفاشي القمعي وتكشف عن غابة يأكل فيها القوى الضعيف ومستنقع للعفن ومسرح جرائم مليء بانتهاكات حقوق الإنسان .
إذا كان هذا النظام الحاكم باسم الدين (إسلامياً) كما يدعي ملالي الدجل والانحطاط ، فهل كان المسلمون في زمن النبي محمد (ص) يعتقلون الأبناء بجريرة آبائهم ؟ وهل كانوا يعتقلون المرأة بجريرة أخيها ؟! أي دين هو دين ملالي إيران ؟ هل هو إسلام حقيقي أم إسلام على الطريقة الداعشية الموغلة في الإجرام والإرهاب والسادية ؟!
في حقيقة الأمر إن من يحكمون إيران اليوم هم حفنة من المرضى الساديين والمصابين بالشذوذ وأصحاب العقد النفسية المستعصية ، هؤلاء الملالي هم أوسخ وأقذر من في الأرض ، هؤلاء باختصار هم مؤسسو الثقافة الداعشية ومصدّرو الإرهاب الى دول العالم .
إن قصة المناضل حسن صادقي واحدة من بين مئات آلاف القصص التي عاش أبطالها في غياهب السجون ، عاشوا غرباء في وطنهم ، يحملون أحزانهم في طيات قمصانهم ، يقولون للجلاد افعل ما تشاء فالوطن مسروق من قبل الملالي ولم يعد لدينا ما نخسره .
ولكن ، على الملالي وزعيمهم الدجال الأكبر خامنئي أن يفهموا جيداً أن من أخطر الأمور هو تحدي شخص ليس لديه ما يخسره ، فحسن صادقي وكل رفاقه المناضلين داخل وخارج إيران ليس لديهم ما يخسروه ، وعندما لايبقى لدى الإنسان ما يخسره سيتحول الى قنبلة تنفجر في وجه الظالمين ، وهناك مليون حسن صادقي تنبض بداخلهم شموس الحرية التي لن يتمكن ظلام الملالي من إطفائها ، هيهات ثم هيهات ، فشمس الحرية لاتغيب .