هناك من يجادل بان لتنظيم داعش “حسنات”. في مقدمة هذه الحسنات ان لم تكن “ام الحسنات” وعذرا للتكرار المخل باللغة هي انها “وحدت العراقيين”. ياللهول “على كولة” صموئيل بيكيت في مسرحيته ذائعة الصيت “في انتظار غودو”. فمن غير المنطقي ان يبحث العراقيون عن وحدتهم خارج سياقات المعقول. اما بهدف كروي في مرمى الخصم يجعلهم يطلقون النار عشوائيا فتزدحم المشافي بالشهداء والجرحى جراء هذا الفرح المجنون المفضي الى وحدة هي اقرب الى “عرس الواوية” منها الى وحدة هدف ومصير في وطن واحد. أو عن طريق تنظيم ارهابي, همجي, لايقيم وزنا لكل شئ بدء من الثور المجنح الى مسجد الباشا الكبير. فهناك من يرى ان البعض بحاجة الى ادلة مادية اخرى على جرائم داعش في العراق لكي يتوحد العراقيون وفي مقدمة القرابين التي كانوا يحتاجونها عنوانا لهذه الوحدة التي لا “يغلبها غلاب” هي تدمير متحف الموصل ومدينة النمرود الاثارية.
وحين تحاول ان تفكك “شيفرة دافنشي” العراقية وتقول لهذا البعض .. وماذا عن جريمة سبايكر التي ـ وللتوضيح فقط ـ راح ضحيتها اكثر من 1700 انسان عراقي؟ تاتيك الاجابة التي هي الاكثر افحاما في التاريخ .. الم تشكل لجنة برئاسة حامد المطلك لكشف ملابسات الجريمة؟ ماذا تريدون بعد غير الكشف عن “الملابسات” اما ما فوق الملابسات اوماتحتها فالرجاء عدم التطرق اليها حفاظا على وثيقة “الاتفاق السياسي. ومن باب الاستزادة تواصل في ايراد الامثلة المدوية .. وماذا عن السجر والصقلاوية وقبلها مقاتل عشيرة البونمر التي ربما تكون بلغت الالف ايضا. الاجابة تاتي دامغة هذه المرة.. هذه الجرائم لاتثير فتنة طائفية طالما انها تحصل في محافظات سنية وضد افراد من نفس الطائفة. وبعد هنيهة من الصمت كما يقول ابن المقفع يطلب منك ان “لاتحمي حمامك” فمن “حسنات” داعش كما يرى هذا البعض انها ليست طائفية. وعندما تفغر فاك متسائلا عن تركيب حروف هذه الجملة يقول لك نعم .. داعش لاتفرق بين سنة وشيعة. هنا تجد نفسك تملك الشجاعة لتقول .. اذا كان هذا التوصيف “السني ـ الشيعي” مقبول لاغراض التسويق “الطائفي” فاي توصيف يمكن ان نضعه لما حصل للمسيحيين والازيديين وهم ليسوا مسلمين لكي تتحقق عدالة داعش في قتلهم وتهجيرهم وسبيهم واغتصاب نسائهم؟ فالقول بطائفية جهة تقتضي الاعتراف بالضرورة بكونها تنتمي الى دين هو الاسلام. داعش تقتل السني او الشيعي ليس بوصفهما سنة او شيعة بل بوصفهما مرتدين. اذا اين الطائفية بالموضوع؟ بل واين العدالة في توزيع الجريمة؟ وداعش تقتل المسيحيين والازيديين والصابئة بوصفهم كفرة مثواهم النار حرقا على طريقة الكساسبة. معاذ الكساسبة مسلم لكنه في عرف داعش مرتد وقد قتل حرقا. والاقباط المصريون مسيحيون وهم في عرف داعش كفرة وقد قتلوا حرقا. فماذا عن نمرود والثور المجنح؟ يتراجع هذا البعض الموغل في حسنات داعش معترفا لك وبمرارة ان هذه الاخيرة قد تكون من .. سيئات داعش.