19 ديسمبر، 2024 12:21 ص

حسبنا الله ونعم الوكيل

حسبنا الله ونعم الوكيل

في الثاني عشر من ايار القادم ستجري الانتخابات العامة في العراق للدورة البرلمانية الرابعة ، وبصرف النظر عن مدى نزاهتها وحجم تزويرها ونسبة الناخبين فيها ، فهي كسابقاتها ستفرز ذات رؤساء الكتل الفئوية من ذوي المصالح الحزبية والعائلية الضيقة ، المتوافقين دائماً على خرق الدستور وتبادل المنافع وعقد الصفقات المشبوهة وحماية الفاسدين وسراق المال العام ، على حساب تطلعات ومصالح وثروات الشعب العراقي ، وهذا ما يستشف الآن من أساليب حملات الدعايات الانتخابية القذرة والرخيصة التي تقوم بها بعض الكتل والائتلافات لمرشحيها من أصحاب السلطة والنفوذ والمال السياسي 0

وسيتمخض مجلس تحاصص المناصب والنفوذ ( النواب ) القادم ، سواء بتوافق المصالح الضيقة للكتل النيابية أو بالإرادات الإقليمية و الدولية ، عن تعيين دمية متخلفة طيعه بيد الأحزاب المتنفذه وميليشياتها الوقحه في منصب رئيس مجلس الوزراء وقيادة القوات المسلحة ، دميه تكون حريصة على تقنين الفساد وحماية الفاسدين وشرعنة السلاح المنفلت، وتعطيل الإنتاج الوطني وتقييد وملاحقة معظم الأنشطة الاقتصادية وإضعاف مؤسسات الدولة وإفلاسها وإقصاء الخبرات وذوي الكفاءات العلمية و اهمال قطاع التعليم والرعاية الصحية ورهن مستقبل ومقدرات البلاد بالقروض وجولات تراخيص نفطيه مجحفه , وذلك لمقتضيات أجندات إقليمية ودولية معروفه 0

ان نتائج الانتخابات البرلمانية القادمة , بمشاركه أحزاب وكتل فئوية متخلفة ثبت فشلها وزيف أسلمتها وتفاهة رؤاها ، أعادت تسويق نفسها بشخوص نفعيه ومسميات وشعارات وطنية كاذبة خاليه من البرامج السياسية والتنموية الواضحة ، لا يمكن ان تفضي إلى عشر التغيير والإصلاح اللذان ينشدهما الشعب العراقي و تتطلبه الأوضاع المزريه والمخزيه بالعراق في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة والمستويات 0

إن التغيير والإصلاح الجذري الواجب إحداثه في العراق ، يتم بعد وقوع احد حدثين لا ثالث لهما ، احدهما هو عصيان مدني شامل و قيام ثورة جياع عاطلين مضطهدين محرومين من ابسط الخدمات العامة ومقومات العيش الكريم وحقوق الإنسان ، ثورة لا تبقي ولا تذر من الوجوه العميلة الكالحة احد ( شلع قلع ) ، وهذا حدث متوقع بعد مرور عام واحد على انعقاد أول جلسه برلمانيه للدورة الرابعة ،أو على الأكثر قبل انتهاء فترتها 0

أما الحدث الأخر الذي يحدث التغيير والاصطلاح الفعلي في العراق ، هو قيام رئيس السلطة التنفيذية والقائد العام للقوات المسلحة بحل البرلمان وتعليق العمل بدستور الأحزاب الطائفية الأعرج المعوج الذي صاغه الاحتلال الأمريكي على ضوء توصيات مؤتمري المعارضة انذاك في لندن ومصيف صلاح الدين، والدعوة إلى إجراء انتخابات عامه بإدارة مفوضية مستقلة نزيهة من القضاء العراقي وبإشراف مباشر من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي ودول عدم الانحياز 0

وطبعاً اتخاذ مثل هكذا إجراءات شجاعة ، بحاجة إلى رئيس سلطه تنفيذية لديه كارزمة الإحساس بالمسئولية اتجاه شعبه والتحلي بالمشاعر الوطنية الصادقه وارداه سياسيه مستقلة ، وقابيله الإقناع ومواجهة التحديات ومعالجة الأزمات ومعاملة الدول بالمثل ، و القدرة على مزاوجة تجارب الماضي مع المتوفر من المعطيات والخروج بحلول مرحلية هجينة تلبي متطلبات الحاضر وتفتح أفاق مزدهره واسعة لمستقبل وطنه وشعبه 0

ولكن كيف السبيل إلى ظهور شخصية وطنية تمتلك الكارزمة اللازمة لإعادة بناء العراق وإنعاش اقتصاده وقيادة شعبه إلى الرفاه والاستقرار والتطور والعدل الاجتماعي ، في الوقت الذي دائرة السلطة بتوافق حكام الصدفه مغلقه على عوائل معينة معدودة وأحزاب فئوية متخلقة ومافيات تزوير وفساد مالي وإداري أمنه وميليشيات خطف وقتل وقحه مدعومه ومحميه إقليمياً 0

لذلك وعلى ضوء هذه الحقيقه التي اسلفنا ذكرها ، لم يبقى أمام شعبنا سوى الإكثار من ترديد الآية الكريمة ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) إلى أن يقضي الله امرأً كان مفعولا