بعيد سقوط الموصل والمحافظات الأخرى, في حزيران 2014, لم يكن أمام العراقيين حل لإرجاع الثقة بالقوة الأمنية, حيث أصبح تنظيم داعش على تخوم بغداد.
آتت الفتوى التاريخية التي أصدرها السيد السيستاني, لينهض الشعب العراقي, بواجبه الانساني والاخلاقي, ناهيك عن الواجب الشرعي, ألقت فتوى المرجعية المباركة, بظلالها على كافة الأصعدة, كونها مَثَّلتْ بَعثا لروح جديدة, في جسد وصل حَدَّ المَوت السريري.
بعد النجاح الذي حققته الفتوى, وتشكيل الحشد الشعبي, الذي قام بعمليات تحرير سريعة, أغاضت القوى المضادة للنجاح, فكالوا الاتهامات المتعددة, فتارة يطلقون اسم الحشد الطائفي, واخرى الحشد الصفوي, تلك الاسطوانات المشروخة التي اكل الدهر عليها وشرب.
مر عام تحقق تحرير ديالى وتكريت, بقراها ونواحيها, وتطهير النسبة الأكبر منها, تحت ضغوط إقليمية وعالمية, أخرت عمليات تحرير ما تبقى, فأمريكا منعت الطيران, بحجة عدم التنسيق مع قوات التحالف الدولي! وهل هلال شهر الخير الفضيل, ليثبت مجاهدي الحشد الشعبي, قوة إيمانهم, رغم حرارة الطقس, وضراوة المعارك, فأغلبهم بصيام كمجاهدي بدر الكبرى, معركة صدر الاسلام الأولى.
ها نحن نقترب من عيد الفطر, وحشود المقاتلين المؤمنين, قرب الرمادي وتحيط بالفلوجة, لتقطع رأس الأفعى الداعشية, تلك المحافظة بأقضيتها, التي عصت على الأمريكان, والقوات الأمنية لعشر سنين, سيدخلها رجال مؤمنون, لبسوا القلوب على الدروع, مع من تبقى من شرفاء سكانها, جنبا لجنب لتطيرها من أنجاس شتات المجرمين.
يسأل بعض الساسة الذي لا يملكون غير الفشل: ماذا بعد التحرير؟ سؤالهم هذا ليس لأجل تنظيم العمل, بل لمعرفة مصيرهم, فهم خائفون على مصالحهم, إن لم نقل أصابتهم نوبات رعب.
فهل سيكون رد الشعب عليهم, اذهبوا فأنتم الطلقاء, أم سيكون الحساب عسيراً, نتيجة ما أحدثوه من فشل أضاع الأرض والعرض, وهدر دِماءً طاهرة؟