لا ريب انّ نتنياهو ومَنْ مِنْ حوله من الساسة المتطرفين والجنرالات المُعتّقين , على ادراكٍ مسبق وعلى حساباتٍ مسبقة بأنّ اغتيال الشهيد هنيّة سوف لن يوقف ولا يؤثّر في نهج وسير العمليات العسكرية لحركة حماس ولا حتى بأقلّ من قيد انملة .. وهؤلاء على ذات الدراية والإدراك بأنّ ” ردود أفعالٍ ” انتقامية وثأرية ستنهال عليهم من عدة جبهات واتجاهات وبثقلٍ عسكريٍ اشدّ مما سبق , وسوف يتكبّدون قتلى وجرحى من الجنود والضباط وسواهم , وسوف يتكبّدون ايضاً خسائراً فادحة وجارحة في المعدّات العسكرية والأسلحة , بجانب الخسائر المقبلة في الجانب الأقتصادي وبُنى تحتيّة وفوقية وسواها .
إذن ما هو ميزان الربح والخسارة في حسابات رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا .!؟
إنّه فقط اغتيال وقتل شخص قيادي واحد وبارز من حماس , مقابل الأعداد من يهود وصهاينة اسرائيل التي ستلقى مصيرها المحتوم بشظايا الصواريخ ومتفجّرات المُسيّرات ” وبأسلحة اخرى محتملة ” .
لسنا هنا بصدد ما سيكتبه ويدوّنه التأريخ عن نتنياهو وزمرته , انّما ماذا سيحاكمه الجمهور الأسرائيلي بعد انتهاء الحرب .!؟
ينبغي ايضاً الأخذ بنظر اعتبارٍ آخرٍ ” اشدّ سخونةٍ ” أنّ مضاعفة المجازر على الآلاف المؤلّفة من جموع العوائل الفلسطينية في مدن قطاع غزّة , ومع تشديد وتكثيف آليّات ووسائل الضغوط والقتل على قيادات ومقاتلي حماس في الداخل , ومحاولة خنق الأنفاق بالنار وإيصالٍ مفترض للحركة الى حدّ اليأس بما يدفع نحواضطرار إفتراضي للجهاد الإنتحاري .! , فقد يجرّ ويدفع قيادة الحركة الى تنفيذ الإعدام المباشر لكل ما يسمّى برهائن او محتجزين او اسرى اسرائيليين لديهم .! , وماذا ستتبقّى من فائدةٍ ما لإبقائهم على قيد الحياة لثوانٍ اخرى , حين الإضطرار للجوء الأنساني للإنتحار الجهادي ” مثلاً ” .! … ما حققّه ونفّذه نتنياهو بإغتيال الشهيد القائد هنيّة , لا يتعدّى كونه عملية دعائية – هوليودية .! يدفع ثمنها الشعب الأسرائيلي , بالرغم من الخسائر المعنوية المؤلمة والمحزنة للشعب الفلسطيني وللعرب جميعاً , على الأقل .!