23 ديسمبر، 2024 2:01 ص

حزني عليك وحزني منك يا بلدي

حزني عليك وحزني منك يا بلدي

لم يشهد هذا البلد اضطرابا منذ آلاف السنين مثلما هو مضطرب الآن ولم يشهد تفككا في نسيجه الاجتماعي مثل الذي يحصل ,ويقينا أن جل العراقيين في ذهول مما يجري ,لاسيما أهل البلد الاصلاء الذين يعتصرهم الالم والفزع معا للذي يدور فوق رحى أرض العراق الابية ,التي لاتستحق أن يفعل بها هكذا , لولا نفر ضال من  أهل السمسرة, والرذيلة, والخنوع بأجنداتهم المخابراتية التي ما عادت تنطلي على أحد من العراقيين, والأيام القادمات حبلى للأسف بما هو أسو للبلد وأهله , والناظر الى ما يجري في العراق خصوصا والمنطقة عموما  والقتول المستعرة في أبنائها بشتى الذرائع والحجج يقينا سيصل الى أن الذي يحصل هو ليس بعبث واختلاف على مسميات محددة ,وإنما كل هذا يجري بترتيب فوق مستوى العادة, وبتخطيط وإتقان لصناع قرار أقوياء بلا شك في كل شيء ,والذي يجري واحد في العراق وسورية واليمن ومصر وليبا وستلحق بهم دولا آخرى , وقد اختلفت اسباب القتل حيثما اختلفت الساحة, فساحة العراق قتلها وتدميرها  بسبب الفشل الحكومي كما هو معروف وكان باستطاعة الاجندة التي جلبت الاشخاص  ان تتخلص من الاشخاص وفشلهم  وبسرعة  ,وفي الشام السبب الدكتاتورية والظلم الذي الحق بأبناء الشعب السوري, ولو ترك الامر لأبناء الشام الاصلاء لتخلصوا من  الدكتاتور بسرعة وقبل هذا الوقت بكثير, ولما جرى للسوريين ما جرى لهم, وهكذا في بقاع الوطن العربي , إلا أننا نجزم أن القاتل واحد في القرار تخطيطا وتنفيذا , مقابل كل هذا أن شعوب هذه الدول  للأسف استسلمت واستكانت لما يجري لأسباب اولاها أنها ماعادت تفرق بين الحقيقة والاستعارة ,لسواد وتشابك الموقف في أكثر جزيئاته , وثانيها أنها ما عاد باستطاعتها التطاول مع هذا الموت الرهيب ,فرمت نفسها بين مهجر ومهاجر, وبين متفرج ومستضبع, وحامل راية يديرها حيثما دارت الريح . السوأل ما العمل ؟ العمل على تعرية هذا المشروع الجهنمي اليهودي الفارسي وبقوة, وفك الاصطفافات بين مشروع  الموت ومشروع الوطن , الذي يجب أن ينهض به أبناء هذه البلد لوحدهم متخطيا كل الاجندة المخابراتية التي زرعت الشؤم والقهر, والموت في أحضان العراقيين خصوصا والعرب عموما ,ان لم نصحو سنعد في عداد المفقودين ونحن أحياء ,حزني عليك يابلدي لأنك تُذبح بين يديً وحزني منك لأنني ذُبحت بين يديك.