ربما يكون الحديث عن كيان سياسي في ظل حمى بدء العد العكسي لانتخابات البرلمان العراقي المزمع اقامتها في 30/4/2014 نوع من الدعاية الاعلامية عند الكثير من المتحزبين لكتلهم السياسية الى حد التعصب الاعمى على شتى مذاهبهم وايدلوجياتهم الفكرية والعقائدية ، وطبعا هذه النظرة لا تهمني ولا احترمها لأنها تأتي من عقد شخصية ونفسية من قبل هؤلاء تجاه حزب الفضيلة الاسلامي .
والاهم هو انني اريد ان اثبت نقطة رئيسية تكون فاصلة للوقف عنده قبل الحكم على هذا المقال وهي انني شخص مستقل وغير مرتبط بحزب الفضيلة لا من قريب ولا من بعيد ، اي انني لست عضوا او قياديا فيه وانما أمين لمؤسسة مجتمع اسلامي هي جمعية الدكتور احمد الوائلي وهي مؤسسة ثقافية واجتماعية في محافظة ميسان والجمعية ايضا لها مرشح مستقل لا ينتمي للحزب وليس مرشحا للفضيلة ايضا .
الا انني وبصراحة من انصار الفضيلة ومحبيها ولكن ليس الى حد التعصب والانغلاق ، لأنني استمديت من ديني ومذهبي ومرجعيتي ان الوسطية هي قمة الاعتدال انطلاقا من قاعدة ( لا افراط ولا تفريط) وكذلك نظرا لأن المؤسسة السياسية ككيان مترامي الاطراف لا يخلوا من الهنات والتقصير على صعيد الافراد الذي ربما يعجزوا عن استيعاب حقيقة اهداف مشروعهم السياسي الاسلامي لاسباب ذاتية .
اما اسباب حبي وتشجيعي للفضيلة دون سائر الكتل السياسية فلأن حزب الفضيلة في كل زمان ومكان حافظ على خصوصيته ومنذ تأسيسه في 2003 وامتاز عن غيره بمميزات عجز الاخرون افرادا ومجموعات سياسية عن الآتيان بمثلها او اكتسابها على صعيد النظرية والتطبيق ، وفي هذا المقال سوف الخص بسطور ما للفضيلة واترك ما عليها لأنه قد يكون مجرد نظرة شخصية ورأي قاصر يستند الى التصورات ويفتقد للمصاديق ..
فعلى صعيد الكينونة والانتماء فأن حزب الفضيلة الاسلامي كيان سياسي اسلامي عراقي 100% كما يحلوا لانصاره ان يصفوه ، وفعلاً فأنه على صعيد ( الولادة ، النشأة ، النضوج ، الرعاية ، الاستقطاب ،المواقف ، التوجهات ، السياسات ، القواعد ، الكوادر ، القيادات ، المرجعية ) يمتاز بكونه منتج وطني خالص متكون من خليط تراب العراق الطاهر بماء الفراتين السلسبيل ممتد عبقه واريجه من تاريخ العراق وحضاراته القديمة ومستقبله كعاصمة لدولة العدل الالهي ، ولم يفسد هذه الخلطة الطيبة لا ريح شرقية أو غربية ، وهي لعمري ميزة تكاد تجعله ان لم يكن فعلا منفردا عن ( الجميع) وهذا رأيي الشخصي هو رأي الكثير من العراقيين ، وحتى ان ذوي النفوس المريضة المتربصة بالفضيلة وابنائها لم تجد اليه سبيلا للطعن او التشكيك من هذه الناحية على صعيد التقييم او التصنيف لحزب على صعيد الوطنية والانتماء .
الفضيلة كمشروع سياسي وحزب اسلامي يملك في مقدمة مقوماته أنه الجهة السياسية ( الوحيدة) التي تمتلك قيادة شرعية متمثلة بأعلى المستويات متمثلة بمرشدها الروحي سماحة المرجع محمد اليعقوبي (دام ظله) ، وهذا الارتباط ليس لاسقاط الفرض او ارتباط شكلي او دعائي وإنما هو ارتباط واقعي وتطبيقي متجسد عملياً بالتزام الحزب على صعيد المشروع والموقف بما أسست له المرجعية الرشيدة من معالم العمل السياسي واهدافه ومشروعية ذلك العمل التي اختصرها سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) بأنه ” فن رعاية مصالح الامة ” ، ولذلك كانت ولا زالت مواقف حزب الفضيلة وعلى طول الخط وخصوصا في بعض الفترات العصيبة التي مرت وتمر بها الساحة العراقية من احداث والتي نشهد في الحاضر بعض فصولها ان الحزب يسعى لتقديم مصلحة الامة على المصالح الضيقة كالفئوية والطائفية والقومية وغيرها من مسببات تمزيق الامة وشرارة صراعاتها والتي نخرت عقول الكثير من الساسة الى حد التساقط والانهيار بالاضافة الى التخبط والتردد في المواقف تبعاً لمصالح السياسيين الضيقة وما تقتضيه عملية قضم اكبر جزء من كعكة الغنائم .
اما على صعيد المشاريع البناءة والمنجزات فلن احاول الخوض فيها لأن من الصعب احصائها في عجالة ، وكل الانجازات التي تحققت هي منجزات للشعب العراقي حسبت للفضيلة وان حاول ان يحجبها الحاسدون بسحب حقدهم القاتم الكثيف وبالرغم مما مارسه اخوة يوسف من تدليس وسرقة وتعتيم على تلك المشاريع ومحاولة مصادرتها كمنجز ولو بعد حين كما حصل مع قانوني (منحة تلاميذ وطلبة المدارس الحكومية) و ( منحة طلبة الجامعات والمعاهد العراقية الحكومية) واللتان اقرتا للطلبة في شهر كانون الاول من العام الماضي ، فالقانونين قدمها حزب الفضيلة وبتوجيه من المرجعية الرشيدة الى البرلمان العراقي بهدف التصويت عليه واقراره في اوائل عام (2007) كما نشرت انذاك جريدة الصباح الرسمية هذا الخبر على صفحاتها الاولى آنذاك ، وتم تأجيل الموافقة على تنفيذ القانون وصرف تلك المنحة الى شهر كانون الاول من العام 2013 للتسابق الكتل السياسية الاخرى في مصادرة جهود الفضيلة وتجير انجاز القانون لكتلها البائسة وتجيره لصالح دعاياتها الانتخابية بهذا الاسلوب الرخيص ولم يكن هذا القانون الاول او الاخير في سلسلة الجهود التي صادرها الاخرين من حزب الفضيلة الاسلامي .
اما على الصعيد الوطني فأن لحزب الفضيلة قصب السبق والريادة في سمة الاعتدال والحكمة بالتعامل مع الازمات التي ألمت بالعراق ولا زال عصفها يؤتي أكله كلما اقتربت الانتخابات لتتم المتاجرة بها على حساب ارواح العراقيين الابرياء الذين لا تزال قوافل شهدائهم مستمرة في التضحية والفداء نتيجة نزوات السياسيين عدم وجود رغبة جدية في تجفيف منابع الارهاب كحل جذري للارهاب وبؤره الساخنة وهذا ما أشر له سماحة المرجع اليعقوبي ايضا قبل خمس سنوات ببيان توجيهي لوسائل القضاء المبرم على الارهاب .
وبعيدا عن الدخول كطرف في أزمة الصراعات والتنافس المحموم بين السياسيين حول السلطة والمقدرات فأن حزب الفضيلة عمل جاهداً ليكون السباق في حلحلة الازمات وفض النزاعات بين الفرقاء السياسيين ، وامتاز موقف الحزب على الدوام بالتعامل مع الاطراف المتصارعة على اساس الاحتكام الى الدستور كمنفذ قانوني لحلحلة المسائل الخلافية والتداخل في السلطات والنزاعات الجهوية والفئوية خصوصا بين اطراف التحالف الوطني وان كان ذلك التدخل لم يؤتي ثماره بصورة دائما فأن ذلك بسبب الرغبات الجامحة للفرقاء في القبض على مقاليد السلطة لمجرد التسلط والاستحواذ وليس من اجل البناء والمشاركة وهو شعار الحزب ومبدئه في العملية السياسية وبناء حكومة وبرلمان فاعل .
ومن اهم مميزات الحزب الاخرى هي تميزه بالكوادر القيادية التي تمتاز بالعناصر الشابة الى درجة ملحوظة ، وخير شاهد اليوم على هذه الحقيقة هي عملية المشاركة الواسعة للكوادر الشبابية في قوائم أئتلاف الفضيلة والنخب المستقلة الذي يستعد لزج الدماء الشابة الفاعلة الى قبة البرلمان المرتقب ، ولقد جاءت قوائم الحزب على صعيد مرشحي الحزب او المرشحين المستقلين لتمنح الفرصة للشباب لاثبات ذاتهم ووجودهم والانتصار لمشاريعهم التغيّرية وطموحهم في ادارة ملف البناء لبلادهم خصوصا مع الحضور الواسع للطاقات الشبابية الاكاديمية والتي اثبتت فاعليتها ونجاحها على صعيد المسؤولية والادراة في مجالات وميادين عملهم ومراكزهم ومواقعهم الوظيفية .
في بغداد وكافة المحافظات التي سوف تشهد حضور أئتلاف الفضيلة والنخب المستقلة سوف تكون الفرصة سانحة للشباب للمشاركة وبقوة في عملية التغيير نحو مستقبل أفضل خصوصا مع الخيارات المفتوحة التي منحها حزب الفضيلة للناخب العراقي وخصوصا قطاع الشباب لاختيار اقرانهم من المرشحين لتجسيد طموحاتهم وتلبية احتياجاتهم ورفد السلطات التشريعية والتنفيذية بالعناصر الشابة الكفوءة .
هذه بعض الخصوصيات التي تبرز اسباب قناعتي بحزب الفضيلة الاسلامي كمشروع سياسي يستحق مني الاحترام والتشجيع والمحبة وهي بكل تأكيد مبررات منطقية سواء كنتم مختلفين مع الفضيلة او متفقين ” فأن الشمس لا يحجبها الغربال ” .