22 ديسمبر، 2024 2:53 م

حزب الدعوة وخطة الانطلاق الجديدة

حزب الدعوة وخطة الانطلاق الجديدة

كان اسم حزب الدعوة يثير رعب كبير للسلطة البعثية, حيث كان الانتماء له التهمة التي تدفع العراقي الى حبل المشنقة, وهكذا قام العفالقة بإعدام عشرات الالاف بذريعة الانتساب لحزب الدعوة, الى ان سقط الصنم في نيسان 2003, بعدها دخل حزب الدعوة للعملية السياسية, وكان احد اهم المؤثرين في الحدث العراقي, لكن مر البلد بنكبات وازمات شديدة تمثلت بتضخم حجم الفساد الحكومي بشكل غير مسبوق, ودخول جيوش الظلام الارهابية, وارتفاع النفس الطائفي, حتى كاد ينزلق العراق لمستنقع الطائفية لولا لطف الله بنا, ومواقف المرجعية الصالحة والاخيار من ابناء هذا البلد.

لذلك كان الفشل السياسي سمة لكل المشتركين في الحكم, فلم تتحقق الرفاهية والامان كما تم الوعد.

لذلك يمكن لحزب الدعوة ان امتلك الارادة الصادقة ان يحقق انطلاقة جديدة, وهو دور مهم ومطلوب جدا في هذا الوقت, وتتمثل في بضع خطوات ويمكن ان نرشد لها.. وهي كالاتي:-

 

اولا: التحول الى معارضة نيابية:

في لقاءات اعلامية صرح العديد من رجالات السياسة العراقية ان رغبة المرجعية الصالحة في عام 2006 كانت بتحول حزب الدعوة لمعارضة برلمانية, وترك الحكم لأياد علاوي, لكن في تلك الفترة رفض الساسة تنفيذ تلك الرغبة, وبسبب عدم تنفيذ رغبة المرجعية دخل البلد في نفق مرعب من المشاكل والمحن, حتى اصبح الفساد غولا عظيما.

الان من المناسب جدا ان يعود حزب الدعوة لتنفيذ تلك الامنية, ويتحولون الى معارضة برلمانية تراقب وتقيم الاعمال الحكومية, وتحاسب المقصر, وتكون بحق عين الشعب على مؤسسات الدولة, وتمنع هدر المال العام, لذلك يجب ان تكون الخطوة القادمة لحزب الدعوة هو المعارضة النيابية.

 

ثانيا: اطلاق مشروع سياسي يرتكز على تعديل تقاعد البرلمانيين:

من اكبر مشاكل العراق هو القانون الجائر الذي تم تشريعه لخدمة البرلمانيين! والذي يعطيهم راتب تقاعدي عظيم غير مستحق! عن خدمة 4 سنوات فقط! في مخالفة صريحة لكل القوانين والشرائع, مما ارهق خزينة الدولة وتسبب في ضياع المال العراقي, ونمو طبقة برجوازية مترفة جدا, واسس اساس الظلم والجو في العراق عبر انتاج نظام طبقي بين المتقاعدين.

الان حان الوقت ليكون احد اهم مشاريع حزب الدعوة هو اصلاح الخلل عبر الغاء قانون تقاعد البرلمانيين واسترجاع كل دينار صرف, عندها سيكونون بحق يد العدالة وصوت الشعب, هكذا موقف لو تم سيجعل الناس تثق بحزب الدعوة ويستعيد بريق الثمانينات.

 

ثالثا: الشروع بافتتاح مصرف العون العراقي:

في مقال سابق شرحنا الفكرة, وهي عبارة عن مد يد العون للمواطن الذي يمر بظرف مادي, مثل الحاجة لأجراء عملية جراحية, او شراء علاج غالي الثمن, او تحقيق حلم مواطن بالسفر, او لشراء اثاث او اجهزة كهربائية, او فك ازمة, وهذا عبر اعطاء سلفة للمواطن من بنك او مؤسسة تعود للحزب, وهكذا يسهم في دمل بعض جراحات الوطن التي حصلت بسبب سوء ادارة الدولة, وتحقق عودة بعض الثقة المفقودة حاليا بين الشعب والاحزاب.

 

رابعاً: افتتاح مستشفيات مدعومة للفقراء:

من الممكن ان يفتتح حزب الدعوة مستشفى كبير يكون مدعوم لعون الفقراء وذوي الدخل المحدود, وبهذا يكون انجاز خالد للحزب, وحيوي جدا لأنه انساني, وهكذا مشاريع خيرية تقرب الناس من الحزب, لأنه عندها يكون شاعر بإلام الناس ومصائبهم, وهو مشروع يتناغم مع الهدف الاساسي من انشاء الحزب وهو خدمة المجتمع.

وهو مشروع سهل التنفيذ, خصوصا ان كبار قيادات الحزب, والعلاقات الكبيرة التي يملكها الحزب مع كبار المستثمرين, لها القدرة حاليا على دعم هكذا افكار.

 

خامسا: المساهمة في حل ازمة السكن:

الازمة الكبرى التي يعاني منها الشعب العراقي هي ازمة السكن, والسبب غياب الرؤية الحكومية للحل, لذلك لو عمل حزب الدعوة على خطة عمل لأنهاء ازمة السكن العراقية فيسجل اكبر انجاز في تاريخه السياسي, ويكون الحزب الافضل شعبيا وحتى امام الله عز وجل لأنه ساهم في حل مشكلة الناس ويكون الحل عبر:

1- تبني مشروع برلماني توزيع قطع اراضي على اكثر فئات المجتمع.

2- تبني مشروع برلماني توزيع قروض من دون فوائد لمن يرغب بأقساط على 30 سنة, ومن دون شروط تعجيزية.

3- دعم كل مقاول يبني عمارة سكنية عبر تسهيلات كبيرة.

4- دعوة الشركات والمستثمرون لبناء مدن سكنية متاحة للكل.

 

سادساً: مشاريع شبابية:

من اهم فئات الشعب هي الشباب لذلك على حزب الدعوة الاهتمام بهذه الفئة ورعايتها, لردم خطايا السنوات السابقة, فكل الاحزاب كانت مقصرة اتجاه الشباب, ويكون هذا الاهتمام عبر:

1- دعم كل شاب يتزوج بغرفة نوم.

2- دعم الكتاب الشباب بطبع كتبهم وتوزيعها عبر مؤسسات الحزب الاعلامية.

3- دعم الرياضة عبر افتتاح مدارس كروية.

4- دعم الرياضة عبر مبادرة فصلية بجلب منتخب عالمي ليلاعب منتخباتنا.

5- دعم الشباب عبر مبادرة محو الامية.

6- دعم الشباب عبر افتتاح مركز للتأهيل النفسي.

7- اقامة حفل سنوي للمبدعين الشباب من رسامين ونحاتين وشعراء.

والافكار كثيرة جدا حول اليات دعم الشباب.

 

وعبر هذه الخطوات يمكن لحزب الدعوة ان تكون له انطلاقة جديدة وكبير, ترمم كل ما كان في زمن الفوضى, ويكون عند حسن ظن الشعب العراقي, والامر ممكن فقط يحتاج لإرادة سياسية.