23 ديسمبر، 2024 7:22 ص

حزب الدعوة وأصنام التمر

حزب الدعوة وأصنام التمر

متاهة من الدماء والخراب والضياع، ومستقبل مجهول غير واضح المعالم، لإن ثمة أشخاص يعتقدون أنهم الوطن، تزول الشعوب وهم باقون للأبد، وجودهم ضمان الإستقرار ولا يحفظه الاّ عوائلهم!
لا يمكن تغيير السياسات القديمة، إذا لم يتغير القدماء، ولا يمكن أن تبنى دولة، إذا كانت الحكومة تعتمد على الصفقات السياسية والعائلة.
يعتقد المنتفعون من الفساد السياسي، إن السياسة (حواسم) وصدفة، وكل شيء تصله أياديهم يصبح ملكهم، وتشخيص أخطائهم من الأخرين مكيدة للإطاحة بهم، بينما يحل لهم إستباحة الكرامة ودخول إنفاق المجهول، بذريعة عدم وجود البديل، وأفضل السيئين والمختار رجل المرحلة، وكأن حياتنا مرحلة تتلوها مرحلة،كمن يكرر الرسوب سنوات ويبقي على نفس مدرس المرحلة!
لا أحد لديه مصلحة في تفكيك العراق، أو دعم النشاطات الإرهابية والفساد، إذا ما كان الوطن غاية أسمى، كما ليس من مصلحة الشعوب عبادة الأصنام إذا كانت احجار صماء، لا تأكلها كما إذا مانت من التمر عند الجوع، والديموقراطية إذا إنحرفت تضرب التضحيات عرض حائط، وتعود الى دكتاتورية تمسخ الدولة والمجتمع، وتهدر الكرامة بحقائق دامغة تقول: إن السلطة وليمة عائلية لا يحق لاحد التدخل في تراكيبها، ويتحول الحزب الحاكم من منظومة فكرية وتنظير، الى أدوار عائلية ومماليك تترك فلسفة الإنتصار للحقوق، الىىطغاة أقوى من الشعوب، وإعتقاد الوصول للسلطة؛
 أنسلاخ عن المفاهيم والأعراف، وعبادة شخص كسلم للإنتفاع أزلي.
واقع أقر وقرر إنهم منبوذين من العشائر والعوائل، وفاقدين طريق الصواب والمنطق الذي يدعو لتبديل وجههم، ما دفعهم للمناورة وتبديل مكان الترشيح، حسن السنيد ترك الناصرية متيمناً بالرقم 100 في بغداد، وصلاح عبدالرزاق نسى إن ما حصل عليه في مجالس المحافظات أكراماً للتسلسل الاول، لكن ابو مجاهد الركابي رغم عدم زيارته الناصرية منذ اربعة سنوات حصل على 18 ألف صوت، والطامة الكبرى إن ازواج البنات حصدوا عشرات الألاف على حساب علي الاديب الذي سبق المالكي بالإنتماء الى حزب الدعوة، ولأن الدولة لعائلة تمنح مطلق الصلاحيات على حساب الحزب والدولة، خسرت
 معظم قيادات الحزب، ووصل خمسة من عائلة المالكي الى البرلمان.
السنيد لا يزال مصراً على قنوات الفضاء للتبجح بأصوات المالكي (720) ألف، إالغاء للذات وذوبان في نظرية الإستنساخ البشري التي يدعو لها عباس البياتي، ولم يعرف السنيد وكل المتغزلين بالمالكي أن هذا الأصوات لم تعطى لأحد لأن النظام الإنتخابي متعدد الدوائر بالقائمة المغلقة المفتوحة، وأصواته حصل منها على مقاعد، والألية لم تكن بالحساب النسبي الذي يعطي مقعد واحد فقط ، وهذا يعني أنه ليس بالمتفضل على الكتل والشعب.
أستشراء الظاهرة المالكية العائلية، جعل حزب الدعوة وقادته يقفون بإستحياء وأستجداء للسلطة، بالتهليل والتبجيل للعائلة المالكة. تغير المنظومة المالكية لا ينتهي بإزاحة المالكي من السلطة، بعد تحول الحزب الى أدوات بيد العائلة، التي يتوجب عليهم طاعتها، ومحاباتها في إنتهاكها الدستور وحقوق المواطنة، لكن تلك المساعي وصناعة الأصنام كانت لأغراض نفعية، صنعوها من التمر وسوف يضطرون لأكلها من شدة الجوع الذي ينتظرهم، بعد سيطرة العائلة على كل الخزائن الموارد.