ان تاريخ الحركات الاسلامية بشكل عام يشير الى ان تنظيم الاخوان المسلمين يعتبر من اوائل التنظيمات الاسلامية التي عرفها المجتمع حيث ارتبطت بالسيد حسن البنا وكان التنظيم مشروعا سياسيا يهدف حسب المعلن الى استلام السلطة وتطبيق الشريعة الاسلامية على الحياة الاجتماعية , وبقي هذا التنظيم يسود الشارع الاسلامي ويضم مختلف الاشخاص من المذاهب الاسلامية المختلفة , واذا كانت السنة والجماعة تضم المذاهب الاربعة حصرا فان كثيرا من الذين هم على مذهب اهل البيت ( الشيعة الامامية ) كانوا منظمين اليهم والى حزب التحرير من بعده بزعامة الشيخ تقي النبهاني , باعتبار ان المشترك هو الدعوة للاسلام .
وخلال سنوات الخمسينات وبالتحديد بعد ثورة 14 تموز في العراق ظهرت حركات استقطبت العديد من الناس اليها منها القومية والشيوعية ولم يكن غير الاخوان المسلمين من الحركة الاسلامية , وعليه كان الكثير من المسلمين الذين على مذهب اهل البيت حيارى الى اية جهة يتوجهون , فالاخوان المسلمين كانوا قد حوصروا في مصر واتسمت حركتهم بالعنف والحركة الناصرية اخذت شوطا كبيرا في الساحة العربية باعتبار ان الرئيس جمال عبد الناصر كان يعتبر انذاك بطلا قوميا ترفع صوره في كل البلاد العربية وواجهة لكل الثورات العربية , وبرز حزب البعث ايضا يستقطب الجماهير باعتباره حزبا قوميا منظما له ايديولوجيته تختلف عن الحركة الناصرية باعتبار ان الاخير ليس حزبا منظما وانما يرتبط بشخص الرئيس عبد الناصر دون تنظيم معين علما بان حزب البعث كان قد تاسس في العام 1947. وحيث ان معظم الناس في العراق التف حول الزعيم عبد الكريم قاسم لما عرف من نزاهة ووطنيه و حبه واخلاصه للشعب وخاصة الفقراء اضافة الى تأييد الحزب الشيوعي له تاييدا كاملا باعتباره يمثل الطبقة الكادحة و لما قام به الزعيم من منجزات كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة جدا من توزيع اراضي على الفقراء و الشروع فعلا ببناء مجمعات سكنية ومستشفيات ومدارس وحدائق وساحات عامة … الخ بينما القوميون والبعثيون كانوا يعادون الزعيم لانه لم يقم الوحدة الفورية مع مصر والتي كانت تعرف انذاك بالجمهورية العربية المتحدة وتنصيب الرئيس جمال عبد الناصر رئيسا للوحدة .وبطبيعة الحال فان الشعب انحاز للحزب الشيوعي باعتباره الجهة الوحيدة المؤيدة للزعيم .
وحيث ان الشيوعية العالمية هي اصلا ماركسية لينينية ولها موقف غير تصالحي مع الدين , لذلك استغلت القوى القومية المناهضة للزعيم عبد الكريم قاسم في اقناع البسطاء من الناس من ان الشيوعيين والزعيم هم اعداء الدين , وبدأ التناحر بين الاحزاب بين مؤيد ومعارض.
وفي ذلك الوقت كانت قد اختمرت فكرة تاسيس حزب الدعوة كحركة اسلامية تسير على تعاليم اهل البيت وفيها من العلماء الاعلام المشهود لهم بالعلمية والورع وموضع قبول الجميع دون استثناء , وانطلقت لتسقطب الشباب والمثقفين الذين يعتبرون الدين المحمدي الصحيح هو خير للجميع وهو خيمة سمحة تستوعب كل الاديان الاخرى والمذاهب والافكار والاتجاهات التي تؤمن بان رسالة السماء رسالة انسانية لا عنفية ولا تكفيرية ولا اقصائية . وان الناس لو سنحت لها الفرصة في التعرف على جوهر الاسلام وانسانيته لالتفت حوله وتمسكت به , وهكذا كان , وبدأ العمل الدؤوب للرواد الاوائل ببث النظرة الاسلامية في تغيير سلوك الفرد بما يرضي الله تعالى واصبحت الندوات التثقيفية والمهرجانات والاحتفالات الدينية تاخذ طابعا رساليا هادفا تعقد في المساجد , فالدعوة ليست كباقي الاحزاب تغري المنتمين اليها بالمال والجاه والمغريات الاخرى , وانما تدعوهم لمرضاة الله والابتعاد عن معاصيه , ونتيجة للفطرة الانسانية فقد كان الجميع يمتثل لما يطرح من افكار تسمو باخلاق الفرد و ودوره الايجابي في المجتمع وحبه للخير ومساعدة الاخرين والاقتداء بالنبي الاكرم (ص) وكيف وصفه الله تعالى بانه على خلق عظيم وقد امرنا الله تعالى بان نتخذه اسوة وقدوة لنا وبالتالي لابد من التعريف باخلاق الرسول وسلوكه , وكلها فضائل كانت تجذب الناس للدين , ثم انتقلت الى تهيئة مواكب حسينية في ايام عاشوراءعلى مستوى طلبة الثانوية واخرى جامعية بكل هيبة ووقار وصار الناس كلهم يباركون هذه الانشطة وهم يسيرون في موكب محترم يمجد بقصائد شعرية رائعة وسهلة يفهمها الجميع نهضة الامام الحسين عليه السلام وكيف ان الامام ما كان طامعا بجاه او سلطان وانما لاعلاء كلمة الحق ومرضاة الله :
يا شهيدا اين منك الشهدا لم يزل شخصك الا اوحدا
ان دينا بالدما قد صنته كاد ان يمحا فكنت المنجدا
ففريق في حمى الغرب مشا وفريق ركبه الشرق حدا
ليس غير الفتح من امنية كل حل ما خلا الفتح سدى
بمعنى انه يجب ان لا نسير وفق مفاهيم الغرب او الشرق في حياتنا بل ان فتح الله ( انا فتحنا لك فتحا مبينا ) هو طريق الحق والسعادة.وهكذا وبفضل الله تعالى وتضحية الرواد الاوائل وايمانهم الراسخ بدينهم وعقيدتهم ضربوا اروع الامثلة في التضحية والايثار والتواضع وخدمة الناس وبسرعة البرق اتجه الشباب والمثقفين والناس بشكل عام نحو هذا الوهج الرائع . مما اثار حفيظة الدوائر الاستعمارية والقوى الاخرى واتفقوا على الرغم من اختلافهم على وأد هذه الحركة الناهضة, فشخوصها معروفين لدى الناس ولايمكن المساس بهم او تشويه سمعتهم وطروحاتهم ليست دعوة للمناصب والحكم والاثراء وانما على العكس تماما تربية الناس على الصدق والامانة والايثار واحترام الغير ومساعدة الاخرين مهما كان اتجاههم لا لارضاء احد وانما ارضاء لله تعالى فقط , وهذا صعب جدا في ان تؤثر على شخص يؤمن بتلك المبادئ.
هذا في الواقع مختصر لما كان عليه الدعاة وكيف كسبوا الناس بمختلف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية والفكرية والتربوية لا لينضموا الى الدعوة وانما لتاييد هذا المسار والعمل من خلال هذا التوجه ليضمنوا ان الناس تسير وفق الاتجاه الصحيح وبالتالي فان المجتمع قد تغير نحو طلب مرضاة الله عزوجل الذي يامر بالعدل والاحسان ومساعدة الاخرين والاخلاص في العمل والامانة والصدق في التعامل .ولعل من هذه النماذج التي برهنت عمليا انها كذلك لم ولن تتكرر وهذا فعلا ماافتقده المجتمع بعد غيابهم ولعل اهم تلك الوجوه التي انارت الدرب هي :
السيد محمد باقر الصدر , الشيخ محمد مهدي الاصفي , الشيخ عارف البصري , السيد مرتضى العسكري ,الحاج عبد الصاحب دخيل , الشيخ حسين معن , السيد مهدي الحكيم , المهندس محمد هادي السبيتي , السيد حسين كاظم جلوخان , السيد نوري طعمة , السيد عماد الدين الطباطبائي , السيد عز الدين حسن القبنجي , الحاج عبد الزهرة عثمان , السيد عبد الامير المنصوري , السيد محمد صادق القاموسي , السيد مهدي عبد مهدي.
اضافة الى عدد اخر مثل السيد محمد باقر الحكيم والسيد محمد بحر العلوم والسيد طالب الرفاعي والسيد داود العطار والسيد فخر الدين العسكري والشيخ علي الكوراني وغيرهم ممن كان لهم دور مرحلي في الدعوة ولم يستمروا لسبب او لاخر.
و كان الناس يعرفون مقامهم الكبير في المجتمع وكان اي شخص من العوام يستطيع الالتقاء بهم , وقد عمدوا الى تاسيس الصناديق الخيرية والمدارس النموذجبة والمستوصفات والعيادات الطبية والمنتديات التربوية والثقافية وايصال المساعدات للعوائل الفقيرة والمتعففة و كانوا يعتبرونها واجبا شرعيا عليهم ان يؤدوه بامانة كسبا لمرضاة الله لا مرضاة الناس .وكانت التبرعات تتدفق عليهم من التجار ورجال الاعمال ولم يؤشر على اي واحد منهم قياديا كان او داعية صغير انهم سرقوا المال او اكلوا السحت الحرام او اثروا على حساب الناس بل كل المؤشرات تدل على انهم كانوا يصرفون من مالهم الخاص عندما تستلزم الضرورة ذلك. هكذا كان حزب الدعوة في حقيقته , وهذا هو السر في سبب اقدام النظام السابق على اعدامه لهؤلاء القياديين والدعاة الذين كانوا نموذجا حقيقيا لما يريد الله لعباده ان يكونوا عليه, وتركه للاخرين الذين يعلم النظام بانهم يركضون وراء الجاه والمال وقد اتخذوا الدعوة ستارا وليس ايمانا فمثلا السيد حسن شبر وقد كان من الرعيل الاول للدعوة وليس من المؤسسين و هو والد شهيدين حاربوا النظام السابق ببسالة الا ان النظام لم يتعرض له وكان يتنقل من ايران الى اوروبا وامريكا الشمالية بحرية ودون اية حماية وكذلك علي الاديب القيادي في الدعوة الحالية وهكذا بالنسبة للحاكمين حاليا وكان النظام محقا حيث ان السيد حسن شبر مثلا يرى اليوم فساد الفئة الحاكمة وكيف انحرفت عن مبادئ الدعوة التي هو من ناضل من اجلها , و لكنه يجاريها ويظهر في المناسبات التي تمجد بهم وهو يعلم بانهم سرقوا البلاد والعباد وان الشعب رفضهم لايغالهم بالفساد , اما رجال الدعوة الحقيقيون فقد حوربوا من قبل النظام البعثي الصدامي
( وهنا اؤكد على عبارة البعث الصدامي وليس حزب البعث الذي سناتي عليه لاحقا ) حربا شعواء وقد ارسل النظام السابق كما ذكرنا انفا فرق اغتيال للخارج لقتل من هرب من الدعاة الى الخارج من الذين لايعطون قيمة للجاه والمال امثال سهل سلمان ومهدي الحكيم وغيرهم وهؤلاء كان يخافهم النظام السابق حيث شكلوا تحديا صارخا له .
وجزافا كان يوصف حزب الدعوة انذاك بالحزب العميل مما جعل الناس يسخرون في حينه من السلطة لان محاربة حزب الدعوة من قبل النظام كان منذ عهد الشاه الذي كان يحارب كل الحركات الاسلامية وعليه فان الحزب عميل لمن ؟ الا ان الحقيقة هي ما اخبر به صالح مهدي عماش عندما ارسل مندوبه الى السيد حسين جلوخان عندما كان الطلبة يتهيؤون لمواكب الجامعة في ذكرى العاشر من محرم ليقول له بالحرف الواحد اننا لن نسمح لاي فكر غير فكر حزب البعث في ان يسود الشارع العراقي اسلاميا كان او علمانيا , وعندما اخبره السيد جلوخان باننا لانريد سلطة او حكومة وانما شعائر اسلامية نحييها , رد عليه بان قرارنا واضح لا فكر غير فكر البعث مسموحا له في العراق .لذلك فان مسألة العمالة وغيرها كان موضع استهلاك محلي, وانما السبب الحقيقي هو النموذج السلوكي القويم للدعاة مع الناس و كسبهم الجماهير في مقابل تصرف سيء متعال وغير مسؤول من مؤيدي السلطة جعل الحكم انذاك في موقف محرج , لان البعث الصدامي اعتمد الاجرام والسادية في التعامل مع الناس وهذا ما يفسر اقدامه على اعدام الدعاة وقادته الذين كانوا يمثلون النموذج والقدوة الحسنة .
الخلاصة, هذا هو حزب الدعوة الاصيل حزب اعطى اروع الصور للمجتمع وسجل التاريخ باحرف من نور لقياداته ولدعاته الذين ضربوا اروع الامثال في التضحية والايثار ولم يسجل عليهم اية شائبة مهما حاول اعداءهم ذلك , ولو بقي قادة حزب الدعوة الاصيل لما بعد العام 2003 واستلموا الحكم لكان العراق نموذجا عالميا من الرقي والتسامح وقبول الاخر وسخرت امواله للبناء والاعمار وكان في مصاف الدول السائرة نحو التقدم بمنهجية وخطة مدروسة لانه بلد غني بموارده الطبيعية والبشرية وهؤلاء نذروا انفسهم لاسعاد الشعب والنهوض به ماديا وتربويا , ونسال الله تعالى ان يوفيهم اجرهم وهم في رحابه.
اما حزب الدعوة بعد العام 2003 , تجد العكس تماما فقياداته من الدعاة العاديين ويكاد يكونوا من الصف الخامس للدعوة ومعظمهم لم يلتق باي من القيادات الاولى للحزب وانما عاشوا على الهامش وكان مسؤوليهم لم ينتهوا بعد من تهذيبهم وتعليمهم مبادئ الدعوة المستندة على مبادئ الدين والتضحية والايثار وخدمة الناس وقضاء حوائجهم , ومعظمهم توجه الى الخارج واصبحوا مشردين ومنضوين تحت انظمة الدول التي هاجروا اليها واصبحوا تابعين لتوجهاتها مما جعل القلة القليلة من الدعاة الاصليين الذين سنحت لهم الفرصة من الهروب للخارج من ان ينزووا جانبا لانهم احتفظوا بالمبادئ ولم يتنازلوا عنها وتراهم اليوم مبعدين تماما عن الساحة السياسية لان اي واحد منهم لو تبوأ مركزا في ادارة الدولة فأن الطارئين سينهارون فورا لانهم سيحاربون الفساد الذي خلقه الدعاة المزيفون والذين تنكروا لمبادئ الدعوة وبالتالي اثروا على حساب الايتام والارامل والثكالى واصبحوا من اثرياء العالم وان ادق عبارة يمكن ان يوصفوا بها انهم خطفوا الدعوة في غفلة من الزمن ولو استعرضت اسماءهم الواحد تلو الاخر لوجدت تاريخهم سواء عندما كانوا في العراق او بعدما هاجروا الى الخارج بانهم فقراء يتحسرون على قوتهم اليومي وكانوا يتوسلون لجمع التبرعات لهم و كل همهم ايام المعارضة هو ان يديروا شؤونهم الخاصة بعيدا عن عوائل الشهداء وتفرغوا للسفر هنا وهناك بحجة نشر مباديء الدعوة التي لم يطبقوها على انفسهم والتحدث بالسياسة والترف الفكري ويجمعوا التبرعات بحجة ايصالها لعوائل شهداء الدعوة ولاتدري بعد ذلك اين تنفق , وعند استلامهم للسلطة وعلى مدى اكثر من ثلاثة عشر سنة سرقوا البلاد والعباد بل تنكروا للرواد الاوائل من جهة ونسوا عوائل الشهداء من جهة اخرى , ولم تجد احدا من ابنائهم او اقاربهم الا وقد استلم وظيفة حكومية مهمة في الداخل او في سفارات وقنصليات العراق في الخارج بينما ابناء الشهداء وعامة الشعب لايجدون وظائف لهم , واصبحوا يتكلمون باسم الدعوة والدعوة منهم براء وهم يعلمون ذلك جيدا لذا لم تجدهم يوما يستعرضون حياة الاوائل او يحيون ذكرى استشهادهم واقصى ما يفعلونه هو ان يرفعوا صورة الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر في مؤتمراتهم وندواتهم لانهم ان تحدثوا عنهم سيفضحون انفسهم , لذلك تجد ان نجل السيد الصدر السيد جعفر محمد باقر الصدر قد تبرء منهم واستقال من كل مناصبه الرسمية والحزبية واعلن بان هؤلاء لايمثلون الدعوة التي استشهد والده والكوكبة الاولى من الدعاة الحقيقيين من اجلها ومن اجل اهدافها. وعليه فيجب التمييز بين حزب الدعوة الاصيل وبين هؤلاء المنتحلين لصفة الحزب , والذين تركهم النظام السابق دون ملاحقة فمثلا يقوم النظام بارسال فريق اغتيال الى الخارج لقتل السيد مهدي الحكيم و سهل سلمان ويذهب رئيس المخابرات في حينه الى الاردن ويقابل الملك نفسه ويتحدث باسم الرئيس طالبا تسليمه المهندس محمد هادي السبيتي الذي يعيش في الاردن , ويأتي به الى العراق ويعدم ليلتحق بقافلة الشهداء حيث كان الناس عراقيون وغيرهم يلتفون حولهم لسمو اخلاقهم ونبل سلوكهم والايثار المتأصل فيهم بينما ترك النظام السابق الاخرين امثال علي الاديب وخضير الخزاعي وابراهيم الجعفري ونوري المالكي ووليد الحلي وكمال الساعدي وعباس البياتي وعلي العلاق وحسن شبر وحسين الشامي وامثالهم دون ملاحقة ولم يكترث بهم وهو يعلم بسفراتهم وتنقلاتهم وتحركاتهم لانه يعلم بان هؤلاء ليسوا اصحاب فكر ومبادئ وقيم وان ديدنهم الشهرة وكسب المال من خلال جمع التبرعات او الفتات التي يحصلون عليها من الدول التي التجؤوا اليها, وقد اثبتت الايام صحة هذه النظرة وهاهم اليوم يسرقون وينهبون ويعقدون الصفقات والشعب متذمر يحصد الفقر والجوع لا امن ولا خدمات ولا فرص عمل , ونفس العوائل التي كانوا يتبجحون باخذ التبرعات من الناس ليوصلوها اليهم هي ذات العوائل التي تبحث اليوم ( وهم على خزائن العراق ) في القمامة لسد رمقها وهم يتمتعون بما لم يحلموا به ابدا من قصور وسيارات وحمايات وسفرات راحة واستجمام هم واولادهم في الخارج.
ان استعراضنا لحالة حزب الدعوة بين زمنين هو للوصول الى ضرورة الفصل بين حزب الدعوة الاصيل والذي يعتبر اسطورة تاريخية لن تتكرر وحزب الدعوة الحالي الذي يضم مجموعة تم جمعها من هنا وهناك ولا تمت للدعوة الاصيلة بصلة الا الاسم, وحيث انهم اليوم بيدهم السلطة فكان لابد من التعامل معهم شئنا ام ابينا , وان الوقت اصبح مؤاتيا لينقض الشعب عليهم ويخلص البلاد من فسادهم المالي والاداري والسياسي والاخلاقي ,(حيث ان القوى التي جاءت بهم الى السلطة كانت غير مستعدة للتضحية بهم لانهم نفذوا ما ارادوا من تهميش العراق عربيا ودوليا وتشريد ابنائه واستئصال حضارته وجذوره ونهب ثرواته وايقاف الاعمار والبناء وضرب التعليم والصحة لافقار الشعب ماديا وثقافيا ) . وبعد ان استبعد الشعب الحزب عن السلطة في الانتخابات الاخيرة بشكل ذليل صرح امينه العام بضرورة عقد مؤتمر عام للحزب يستدعى له الدعاة الكفوئين الخيرين الذين لم تسنح لهم الفرصة بالمشاركة في العملية السياسية !!!!! والسؤال هو لماذا استبعدوا اصلا ؟ واليوم لن يعود الدعاة المخلصون الى الحزب الا بعد ان يعيد قادته وبطانتهم الاموال المسروقة من الشعب ويتنازلوا عن امتيازاتهم اللامشروعة ويعترفوا للشعب بانهم اجرموا بحق الوطن , وهذا سوف لن يحصل لان المال الحرام والجاه المزيف لن يجعل عاقبتهم خيرا .