المعروف ان المواطن العراقي لبيب ويفهم كل ما يجري (مفتح بالتيزاب) ويعرف من يستهدف المواطن البريء , فمن يحرم المواطن من مفردات البطاقة التموينية , ومن البطاقة الدوائية للامراض المزمنة ومن حق التعلم , ومن حق المساواة ومن حقه في الأمن , هو العدو الأول للشعب وهذه لم تكن في قائمة ما يفتخر به النظام السابق من منجزات ولكن بعد ان أطاح بها حزب الدعوة تبين ان هذه الخدمات ذات مغزى لدى العراقيين , فمن يحرم المواطن من أبسط الامتيازات من الطبيعي انه لا يبالي في حياته وان تفخيخه وموته سيكون من أولويات عمل حكومة الدعوة وما حصل للعراقيين خلال السنوات من 2005 إلى 2007 الجهنمية، معلوم وموثق فقد انطلق حزب الدعوة وأجهزة وزارة داخلية الجعفري في ممارسة الاعتقالات الواسعة، وانتهاج أبشع أنواع التعذيب للمعتقلين حتى وهم مجرد جثث لا حياة فيها , وكانت تلك الجثث التي يعثر عليها على قارعة الطرق والشوارع تحمل آثار المثقب الكهربائي “الدريل” الذي حمل بصمة حزب الدعوة وقد جرت خلال تلك السنوات، محاولات محمومة لإثارة الفتنة الطائفية وجهت فيها أصابع الاتهام للحكومات التي تعاقبت على السلطة بعد الاحتلال الاميركي للعراق في عام 2003 والتي حرصت على انشاء اصطفافات طائفية، للاحتماء بها والسير بمشروع تقسيم العراق تحت عنوان الفيدرالية , بالتأكيد لم تكن اليد الأميركية بعيدة عما يجري وفي النهاية، فإن أميركا كقوة احتلال، باعتراف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش نفسه، مسؤولة قانونيا عما حصل وتتحمل التبعات القانونية كاملة , ولا يعفي تهديد بايدن الاميركيين من أنهم كانوا شركاء رئيسيين في محاولات اثارة الفتنة الطائفية بين العراقيين، وانهم استخدموا مختلف الوسائل والأساليب لإشعال الفتنة، وخير دليل على ذلك قصة الاميركيين الذين امسك بهم في العراق وهم يرتدون الكوفية والعقال، ويقودون سيارات فيها كامل معدات التفجير، كما اكتشف اثنين من البريطانيين في مدينة البصرة يحملان المتفجرات واسلاك التفخيخ والتفجير، وهي وقائع جرى رصدها في اوج الاقتتال الطائفي , وحزب الدعوة الحاكم يتحمل مسؤولية التستر على ذلك , والتستر هنا لسببين الأول أن الجانب الأمريكي يمتلك وثائق ادانة لتورط حزب الدعوة في عمليات التطهير العرقي للطائفة السنية , والثاني ان التفخيخ بكل اشكاله يمثل الغبار الذي تتوارى خلفه حقيقة الدور التآمري والتخريبي لحزب الدعوة في العراق , ويكفي هنا التذكير بملف الإرهابي العراقي والعضو القديم في حزب الدعوة واحد قياديي فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني والقائد العسكري السابق في تنظيمات الأهواز للحرس الثوري في الثمانينات وأحد أبطال مسرح الممارسات والأعمال الإرهابية الكبرى التي ضربت الكويت أواخر عام 1983 واستمرت حتى عام 1988 جمال جعفر محمد “أبومهدي المهندس” والذي دخل العراق مع الاحتلال الأميركي وتحول إلى نائب برلماني واستشاري مهم في وزارة الداخلية أيام باقر صولاغ , والولايات المتحدة الأميركية تمتلك مفاتيح ملف الإرهاب لحزب الدعوة والجماعات الدينية العراقية المرتبطة بالنظام الإيراني وهو ملف من نار يهدد بتوريط المالكي أيضاً , وتحتفظ الإدارة الأميركية بملفات، بقطع النظر عن صدقيتها، تسجل فيها أن حزب الدعوة والجماعات الدينية العراقية مارست الإرهاب والقتل والتفخيخ وإدخال المتفجرات للعراق بالتعاون والتنفيذ المباشر مع المخابرات الإيرانية , حيث تشير وثائق استخباراتية إلى أن أغلب العناصر التي تورطت في هجمات داخل العراق في الثمانينات، كانت قد خرجت من تحت عباءته ومظلته منها تفجيرات الجامعة المستنصرية حيث قام عناصر من حزب الدعوة بإلقاء قنبلة على حفل طلابي في الجامعة ، وحين تم تشييع جثامين الطلبة الشهداء قام عناصر من حزب الدعوة يختبئون في بناية المدرسة الايرانية في الوزيرية برمي المتفجرات على المشيعين مما ادى الى سقوط شهداء وجرحى آخرين , كما مارس الحزب الارهاب من خلال تفخيخ السيارات ونصب المتفجرات وتوجيه الصواريخ على الاحياء السكنية والدوائر الحكومية داخل العراق خلال التسعينات، لابل انه هو أول من أوجد أسلوب (العمليات الانتحارية) في العراق ، ويتذكر اهالي بغداد ابشع جريمتين حصلتا في الثمانينات ومن تدبير حزب الدعوة، الأولى حادث تفجير بناية وزارة التخطيط العراقية من قبل ارهابي انتحاري يقود شاحنة مليئة بالمتفجرات وراح ضحية الحادث الاجرامي عدد من موظفي ومراجعي وزارة التخطيط. والحادث الآخر هو تفجير شاحنة يقودها انتحاري امام مبنى دار الاذاعة والتلفزيون في الصالحية وذهب ضحيتها عدد من المواطنين. وما تبعها من تفجيرات استهدفت مدنيين ابرياء وكذلك تفجيرات الدجيل … فاذا كان هذا هو ماضي حزب الدعوة وافعاله الاجرامية القبيحة وهو خارج السلطة، فليس غريبا ان يسفك الدماء البريئة ويرتكب افعال الارهاب وهو في قمة السلطة، وليس غريبا ان يمارس لعبة المفخخات والسيارات المتفجرة وتفجير المباني والمنازل والاسواق لان مثل هؤلاء المجرمين لاتهمّهم دماء الابرياء مقابل الوصول الى اهدافهم الشريرة في التسلط وخدمة اسيادهم في قم وطهران , ويكرر المالكي باستمرار عبارة الواثق من نفسه (ان هناك من يقتل بسلاح الدولة وممتلكاتها ) وهي حقيقة لان حزب الدعوة عبارة عن مليشيا منظمة تمسك بمؤسسات الأمن والسلطة وتوظفها في ممارسة القتل والتفجير , ولحزب الدعوة سجل أسود بل أحمر دموي ملئ بالأفعال الإجرامية الإرهابية ، والتي لا يمكن أن تنسى أو يتستر عليها، ولابد من الإقتصاص من المجرمين ولو بعد حين!.
أما مسرحيات حزب الدعوة في استهداف شخصيات معينة واتهامها بالارهاب فيراد منها اهداف متعددة , منها التخلص من الاتهامات الموجه لحزب الدعوة في الوقوف وراء هذه المفخخات أو تأكيد سطوته على القضاء والتلويح بالاتهامات لردع أصوات المعارضة , وقد يكون استهداف شخص محدد يراد به استهداف مكون بالكامل كما حصل في استهداف طارق الهاشمي الذي كشفت الانتخابات انه الرمز السني رقم واحد وهذا ما أثار الرعب في قلب المالكي وحزب الدعوة من أن السنة سيكون لهم مركز ثقل في المستقبل السياسي للعراق , وقد كان أداؤه في الحكومة السابقة مريرا على المالكي وعلى ايران ولعل احد اهم الاسباب التي ادت الى الحكم على الهاشمي بالاعدام هو اكتشافه لسجن قرب مطار بغداد يديره المالكي شخصيا وقد خصص هذا السجن للسنة , فكان لابد من اسقاط جرائم حزب الدعوة على هذا الرجل للتخلص من عبئها ومن خطر الهاشمي على مستقبل الاستبداد الدعوجي في العراق , ومن المؤكد ان علاقة المالكي بالنظام السوري تكشف حقائق اجرامية لعلاقة حزب الدعوة بتنظيم القاعدة وهذا ما كشف عنه السفير السوري المنشق , نواف فارس، السفير السوري السابق لدى العراق الذي انشق عن نظام دمشق والذي اتهم فيه المالكي بأنه يعلم جيدا ما فعله بشار الاسد بالعراقيين والشيعة منهم بوجه خاص , وفي الحقيقة أن المالكي بدأ يشعر بفداحة ما ارتكبه حزب الدعوة من جرائم بحق العراقيين وكذلك تورط قضائه الفاسد في اصدار حكم الاعدام غيابيا بحق نائب الرئيس العراقي، لذا فأن على المدى القريب اتخذ المالكي تدابير مشددة لتعزيز حمايته من عملية اغتيال وشيكة للتخلص منه , حيث يتحرك علي الأديب من داخل حزب الدعوة لتولى زعامة الحزب , وعلى المدى البعيد يسعى المالكي لمد نفوذه الى العشائر والتحضير لولاية ثالثة وكل ذلك في غياب أي نية للإصلاح , ولكن الأحداث في سوريا لن تمهل المالكي وحزب الدعوة طويلاً حيث ستكون اول تداعيات الثورة السورية على العراق وان المالكي سيحكم بالاعدام على كل جرائم حزب الدعوة في العراق .