22 نوفمبر، 2024 10:20 م
Search
Close this search box.

حزب الدعوة العربي الاشتراكي بقيادة صدام المالكي – 2

حزب الدعوة العربي الاشتراكي بقيادة صدام المالكي – 2

الشخصنة:
تحول حزب البعث بعد وصول صدام حسين للسلطة الى حزب غايته تمجيد السيد القائد ونشد القصائد والمديح في عبقريته الفذة وانه صلاح الدين الجديد وانه يوحى اليه وانه محرر القدس وقائد العرب, وقام الحزب بتصفية كل من يقف في طريق القائد الضرورة على اساس انه يجب تهيئة الطريق وازالة العقبات امام هذا العبقري فلتة الزمان لينفّذ خططه في البناء والاصلاح! وللامانة والموضوعية فقد قام حزب البعث بالكثير من الانجازات من مجانية التعليم والتامين الصحي وبناء المدارس والطرق والجامعات بالطبع ليس من بيت مال صدام الشخصي ولكن من اموال نفط العراق, وهكذا تحول حزب البعث ومبادئه في الوحدة والحرية والاشتراكية الى حزب صدام ومبادئه هي الولاء والانصياع والخضوع للاب القائد المهيب الركن والقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء بطل التحرير القومي, فاتح القدس ومحرر البشرية.الخ هذه الصفات والنعوت, واخذ البعثيون المتملقون في التسابق في تأليف الاشعار والقصائد والتسابق في بناء الجداريات والتماثيل ورسم الصور ورفع الشعارات التي تمجد هذا الرجل فلتة الزمان حتى اتذكر احدى المرات واثناء عرض زيارة “الاب القائد” الى احدى بيوت المواطنين وكان بعثياً متملقا الى حد القرف, قام هذا العراقي الشريف بتسليم حلقة زواجه الى السيد الرئيس (اي تقديم زوجته) ثم اقترح ان يجمع من كل مواطن دينار ويصنعوا بالمال المجموع تمثالا من الذهب الخالص ويطلقوه بصاروخ الى الفضاء لكي يعلم اهل الارض والسماء من هو هذا القائد الضرغام صدام حسين ونكتفي بهذا القدر من انحدار حزب البعث الى حضيض الشخصنة. .
اما  حزب الدعوة فهو لم يتوقف عند السعي الى جعل الولاء للحزب الفيصل في اختيار الكفاءات وتصنيف الناس الى دعاة وغير دعاة بل تعدى ذلك الى مرحلة تعتبر غاية في الخطورة وهي الشخصنة للسيد المالكي, هذا المرض الذي كان يعاني منه الحزب نفسه في فترة حكم الجعفري حيث كان قادة الدعوة يشتكون من تحول الجعفري من احد قادة الدعوة الى الدعوة كلها او اعلى من الدعوة وانه كان يتجاهل مشورتهم او الاجتماع بهم في الامور الحساسة وانه كان يستعين بشلة من الوصوليين والنفعيين الذي التفوا حوله واخذوا يغدقون عليه من صفات علي بن ابي طالب وصفات الانبياء احيانا كما كانت شعارات الجعفري اثناء الانتخابات ( القوي الامين) او المقال الذي نشره احدهم في جريدة البيان التابعة للدعوة بعنوان الجعفري مع الحق والحق مع الجعفري ( مقولة قيلت في حق علي بن اي طالب)  , ولكن ما ان تخلّص الحزب من الجعفري وتمت ازاحته من منصب رئاسة الوزراء حتى بدأ الحزب بالسير على نفس النهج فصارت شلة نفعية حول المالكي تمجده وتنعته بالصفات والالقاب وانه العبقري ورجل المرحلة والوطني الغيور ورجل القانون والقائد الضرورة محرر كركوك وموحد العراق..وقد تضخّم مرض الشخصنة لدى المالكي واتباعه بشكل لافت للنظر بعدما حصل على 600الف صوت (4%)  في الانتخابات الاخيرة مما دفع بالرجل الى تصديق انه يحمل كل هذه الصفات وانه بهذه العبقرية وهو ما دفعه الى الاحتفاظ بكافة المناصب المهمة في الدولة ليقودها بنفسه كونه يملك هذه القدرات الخارقة! فتحول السيد المالكي بسبب الازمة السياسية ابان حكم الجعفري وبسبب التوافقات والمحاصصة المقيتة وبضغط من الكرد, من مسؤول الدعوة في قضاء الطوريج والهندية الى رئيس وزراء والقائد العام للقوات المسلحة والامين العام لحزب الدعوة ووزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير الامن القومي الى اخر ذلك من المناصب التي كان يتبوؤها صدام حسين انذاك وللامانة ايضا فان صدام حسين لم يترك وزارة الدفاع او الداخلية شاغرة ليوم واحد طوال فترة حكمه. لم يكتفي المالكي بكل هذه المناصب بل سعى ولازال الى السيطرة على البنك المركزي العراقي ليكون ثلاثي الحكم بيده الامن والسلاح والمال ولكن محاولاته بائت بالفشل لحد الان والحمد لله.
لقد اصبح القوات العراقية ترفع صور نوري المالكي في الاستعراضات العسكرية وهذا ما لم نشاهده في اي من البلدان الديمقراطية واخذ حزب الدعوة يبني الجداريات للمالكي ويعيد رسم جداريات صدام حسين ولكن بصور للمالكي مرة رافعا يده واخرى امام مايكروفونات وثالثة مرتديا نظارات شمسية كما كان يفعل صدام حسين ومن لا يصدق فليمر في طريق بغداد بعقوبة القديم ليشاهد بنفسه.
ان الاحزاب الديمقراطية العريقة في العالم المتقدم لاتقوم على شخص معين ولاتقف عنده, نعم تستثمره وشعبيته من اجل تحقيق برامج الحزب من خلال حشد مؤيديه للفوز في الانتخابات, ولكنها سرعان ما تحاول التخلص منه اذا تحول الشخص الى معرقل وسبب لازمة كبيرة في الدولة, فتراه يقدم بنفسه على الاستقالة من منصبه معتذرا عن كونه اصبح السبب في هذه الازمة والامثلة كثيرة لايسع المقام لذكرها فقط اذكر وزير الخارجية الالماني كيدو فيستر فيلة الذي استقال من منصب رئيس الحزب بعد ان نزلت شعبيته وتسبب في عدة ازمات مع احزاب المعارضة وكذلك الحال مع رئيس وزراء بلجيا واليونان وهولندا, ولكن ما حصل مع المالكي ان الرجل اصبح هو الازمة وليس جزءأ من الازمة واخذ المتملقين حوله يصرّحون بانه لابديل عن المالكي الا المالكي نفسه! وانه لو مات سيقومون باستنساخ خلاياه وانتاج مالكي اخر ليكمل المسيرة كما قال النائب عباس البياتي على فضائية السومرية ومن يريد التاكد فليبحث في يوتيوب, واما المالكي نفسه ومن خلال قنواته الاعلامية والفضائيات التي تمولها ايران فاخذ بالحديث عن المؤامرة لاسقاط القائد الرمز والقائد الضرورة رجل المرحلة وانهم الاعداء ودول  الجوار التي تريد اسقاط هذا العملاق السياسي العبقري الذي كاد ان يقدم شكوى لمجلس الامن متهما سوريا بالارهاب في العراق وتقديم ملفات تثبت ذلك قبل عامين ليقوم بعدها بدعم نظام البعث بقيادة بشار الاسد بالمال والسلاح والدعم المادي واللوجستي والمعنوي حتى وصل الى مرحلة من الانحدار السياسي والتبعية لايران ليصرّح في القمة العربية في بغداد ان بشار الاسد لم يسقط ولن يسقط ولماذا يسقط؟؟
 هكذا اذاً تكون العبقرية السياسية للمالكي الذي يريدون استنساخ خلاياه وانتاج مالكي اخر وهذا ما لم يجرأ اي من اعوان صدام على قوله, رغم ان صدام حسين تحول الى شخصية عالمية شريرة اصبحت على كل لسان في العالم واقترن اسم العراق باسمه, فاصبح العراقي في الخارج يُعرف من انه من بلاد صدام.. ولو اردنا ان نتحدث عن الغباء السياسي للمالكي وحزب الدعوة لاحتاج الامر الى تاليف كتب وما الحال الذي وصل اليه العراق بعد 9 سنوات من التغيير الا شاهدا ودليلا على فشل حزب الدعوة العربي الاشتراكي في ادارة الدولة علاوة على تحويل الاصدقاء الى اعداء كما هو الحال مع الكرد الذين صنعوا المالكي ضمن اتفاقيات اربيل, وتقديم خدمات مجانية الى الاعداء الذي اوغلوا قتلا بالعراقيين واسترخصوا دمائهم سفكا كما هو الحال مع مجرم الحرب بشار الاسد فقط تنفيذا لاوامر الولي الفقيه وحفاظاً على المحور الطائفي الايراني العراقي السوري.
لقد قال صدام حسين بعد الانتفاضة الشعبية في اذار 1991 انه مهما حصل من احتجاجات لن نتنازل عن السلطة حتى لو حصل عشرة اضعاف ما حصل! ومن سخرية الاقدار ان يقول المالكي كلاما مشابها في احدى اجتماعاته التعبوية للعشائر عندما نهض بعض المتلمقين من شيوخ العشائر الذين كانوا قديما يهزجون لصدام حسين ليطلقوا نفس الاهازيج هذه المرة للمالكي ومن بعض ما هزجوا به ما معناه ” لا تسلمها” اي السلطة, فرد المالكي بكل غرور وغباء “هو يكدر واحد ياخذها حتى نطيها بعد” (اي لن يستطيع احد ان ياخذها لكي نعطيها) اي  انه نزع القناع واعلنها صراحة انه لايؤمن بالديمقراطية التي اوصلته للحكم وكيف يؤمن بها ومبدأ الحاكمية الالهية والولي الفقيه يمنعه من ذلك من اجل حماية المذهب, ولهذا قرر ان يتمسك بها مهما كان الثمن وانه مستعد لاستخدام القوة الى ابعد مدى من اجل التشبث بالحكم وهذا ما حصل لحد الان, والله وحده العالم بما سيحصل في القادم من الايام.
 لقد استبد المالكي وتجبر وتفرعن وسيّس القضاء فقام بنقل الدعوة القضائية على فلاح السوداني كونه من حزب الدعوة تنظيم العراق الى مدينة الديوانية لوجود قضاة موالين للمالكي وحزبه ليقوموا باطلاق سراحه من هناك بكفالة مخزية وهي 50 مليون دينارعراقي (40الف دولار) بينما رفض نقل قضية الهاشمي الى كردستان العراق وتحديدا الى اربيل رغم دعواته اليومية من ان العراق واحد موحد. هكذا اذا يسيّس القضاء الذي يدعي المالكي انه حرّ ونزيه وهكذا يُحلّ لنفسه ما يحرم لغيره. وعلى قاعدة من فمك ادينك فقد اعترف بنفسه من انه يمسك بالقضاء ويتحكم به, فقال في المؤتمر الصحفي بعد اعلان امر القاء القبض على الهاشمي ان بيده ملفات تدين الهاشمي منذ سنين عدة وانه كان يقول لاتباعه اصبروا ليس الان, في الوقت الذي ادعى في مستهل مؤتمره ان قضية الهاشمي قضائية بحتة وليست سياسية! فلماذا لم يترك القضاء لياخذ مجراه منذ ان وقعت الملفات بيده؟! وهكذا يستخدم القضاء ضد خصومه السياسيين لصالح حزبه, ومهزلة مشابهة كانت عملية تبرئة مشعان الجبوري الذي كان يعلم المشاهدين كيف يصنعون العبوات الناسفة على فضائيته ولكن حب المالكي للسلطة ورغبته الجامحة لحشد المؤيدين من اين ما كانوا دفعه الى عقد صفقة مع مشعان عن طريق عرابه المتلون عزت الشاهبندر ليقوم المالكي باخراج مسرحية الدعوى المقامة ضد مشعان ويتم الافراج عنه بعد جلسة استغرقت 11 دقيقة فقط!! قام بعدها مشعان بحشد ابناء عشيرته للوقوف مع المالكي وشراء ضمائرهم.
اذاً هو الحكم وحب السلطة وربع عشر دنيا هارون الرشيد التي كنا نلعن صدام ليل نهار بسببها والمصيبة ان صدام صنع دولة خاضت عدة حروب واصبح رقما مخيفا في المنطقة والعالم في حين ان حزب الدعوة والمالكي لازالوا يتحصنون بقلاع المنطقة الخضراء ولايتجرأ اي منهم ان ينزل من سيارته المصفحة او ان يسير موكبه في شوارع بغداد دون الحاق الاذى بالناس وشتمهم والتضييق عليهم ورفع السلاح في وجوههم وهكذا كان العراقيون موضع اتهام من قبل صدام حسين ويخافهم وبنفس الطريقة اصبح العراقيون موضع شبهة واتهام من قبل المالكي واتباعه الذين يشهرون السلاح بوجه المواطنين يوميا عند خروج مواكبهم اللعينة الى الشوارع للانتقال من جحر فار الى اخر ليخفوا رؤوسهم من سيف الشعب البتار, وسيكون لنا عروج على هذا الامر لاحقا.
* يتبع الحلقة الثالثة الجبن وعقلية المؤامرة والاستعانة بالعشائر

أحدث المقالات