23 ديسمبر، 2024 6:45 ص

حزب الدعوة البرغماتي، باقٍ ويتمدد

حزب الدعوة البرغماتي، باقٍ ويتمدد

قلنا في المقال، أن حزب الدعوة باقٍ ويتمدد، ولم نتطرق للأسباب! ونحن لسنا تابعين أو خاضعين أو عابدين لأي من الجهات السياسية، ولا حتى لرجال الدين ، ولا نقول الأصنام، حتى لا يزعل علينا عُبادهم، لذلك نرى الصورة بوضوح وغير مشوشة كما هو حال من أخذته العزة بهم. ان كل ما يجري من صراع بين أطراف كتلة التحالف الوطني وجمهورهم، وخاصة الأحزاب المشاركة في الحكومة، والبرلمان منذ سقوط النظام السابق هو صراع سياسي من أجل السلطة،،، وفي منتصف الطريق، تحول الصراع إلى حرب على إسقاط حزب الدعوة لأنه استحوذ على رئاسة الوزراء التي لها اليد العليا في إدارة دفة الحكم حسب الدستور العراقي، ولكي نقترب من الصورة أكثر، نقول أن كتلة المواطن بقيادة السيد عمار الحكيم، وكتلة الأحرار بقيادة السيد مقتدى الصدر، أصبحتا لا هم لهما سوى إسقاط حزب الدعوة وإيقاف هيمنته على رئاسة الوزراء، هذا هو أصل المرض، وكل الأعراض الجانبية التي نراها هي بسبب هذا السرطان الذي أصيب به البعض، وفي النهاية سيقضي على من أصيب به، وان طال الزمن. ولو عدنا لأهم أسباب بقاء حزب الدعوة وتمدده، وإحكام قبضته على السلطة، نجملها في سببين: أولهما: دولي متعلق بالإرادة الأمريكية، التي ترى في حزب الدعوة وقادته أناساً برغماتيين من الدرجة الأولى، وأمريكا نفسها هي دولة برغماتية،، وهنا لا أريد أن أدخل في التفسيرات الكثيرة للفكر البرغماتي…. بل أطرح قناعتي بما تعنيه هذه الكلمة، أو المصطلح القديم الجديد.. وهي سياسة يغلب عليها الجانب العملي، على الجانب النظري، والجانب المصلحي النفعي على القيم والمبادئ التي لا تغني ولاتسمن من جوع حسب وجهة نظر أصحاب هذا الفكر الدعويين. وكلما بقي العراق ضمن دائرة الهيمنة الأمريكية وسياساتها، فلا يمكن أن تقبل أن يقود العراق أو أن يكون صاحب القرار فيه رجل دين على شاكلة السيد عمار، أو السيد مقتدى، أو كل من يخرج من تحت عباءتيهما. والسبب الثاني لتمدد وبقاء حزب الدعوة هي سياسات كتلة المواطن نفسها، وجمهورها، وسياسات كتلة الأحرار وجمهورها، التي غلب عليها محاولات القفز على القانون والدستور، لأنهما يمثلان العائق الرئيسي لهما في تحقيق هدفهم الرئيسي كما أسلفنا في الاستحواذ على رئاسة الوزراء…. هذه الأسباب تمثل حسب تحليلي وقناعتي 95% من أسباب بقاء حزب الدعوة قائداً للعملية السياسية طوال 12 عاماً الماضية، وسيبقى في هذا الموقع طالما بقي رجال الدين في السياسة… مع انني أرى رجال الدين هم أيضاً برغماتيين، ومكافيليين بدرجة امتياز، وهذا مخالف للمبادئ الإسلامية، التي تؤكد أن الغاية المباحة لا تبرر الوسائل غير المباحة، لكن السياسة والامتيازات (جنة الدنيا) أبعدتهم عن المحرمات الإسلامية في السياسة، التي تسكنهم في (جنة الآخرة). ولكن بالنسبة لأمريكا فان حزب الدعوة البرغماتي، يمثل حلاً وسطاً بين الإرادة الأمريكية، والإيرانية.