18 ديسمبر، 2024 11:24 م

حزب الدعوة … ازدواجية المعايير في تقييم العلاقات الكردية – الإسرائيلية

حزب الدعوة … ازدواجية المعايير في تقييم العلاقات الكردية – الإسرائيلية

  يوم خريفي من عام ١٩٩٦في مدينة الناصرية .. ابلغني مدير إدارة نادي الناصرية الرياضي (المؤسسة الرياضية الجنوبية العريقة التي تتشاطر التاريخ الرياضي العراقي الجنوبي مع نادي الميناء البصري) التي كنت اترأسها… يحمل اشعارا عاجلا من بغداد مفاده ان يتهيأ فريق كرة القدم للتوجه الى أربيل لخوض مباراة امام نادي أربيل وكان التوقيت حينها بعد دخول الجيش العراقي للمناطق الشمالية المشمولة بنظام الحماية الدولية شمال خط٣٢ وخروجه منها.
      فتم استدعاء الكادر التدريبي وإبلاغه للتهيؤ بغية السفر لملاقاة نادي أربيل بكرة القدم، وقد تم تهيأت واسطة النقل والتوجه صبيحة اليوم التالي الى شمال العراق وفي كركوك تحديدا في سيطرة كركوك – أربيل ابلغني امر السيطرة ان ليس لديه أوامر تسمح باجتيازنا السيطرة على الرغم مما احمله من كتاب صادر من اتحاد كرة القدم المركزي في بغداد ورغم اتصالاته التي أجراها بمراجعه لم يسمح لنا.. فاضطررت للرجوع الى كركوك ومقابلة محافظ كركوك الفريق الركن اياد فتيح الراوي بمكتبه اجرينا اتصالات لبغداد توصلنا لنتيجة مفادها يمكن الدخول لأربيل في اليوم التالي … وكان باستقبالنا الأخ الصديق كاكا فاروق رئيس نادي أربيل والأخ الملا عبد الخالق مسعود رئيس اتحاد كرة القدم لأربيل ( رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم حاليا) ونخبة من رياضي أربيل وكان استقبالا رائعا ينم عن حفاوة وتقدير، وبعد انقضاء وقت الراحة توجهنا بالفريق الى ملعب أربيل وكان وقتها تحت الإنشاء لأداء وحدة تدريبية زارني حينها في الملعب محافظ أربيل وقتذاك المرحوم الشهيد فرانسو الحريري ,وبعد تبادل أطراف الحديث … حيث كان رائعا في انتقاء كلمات الود والترحيب وحسن الضيافة.. قدم لي دعوة عشاء لكن قاطعه الأخ كاكا فاروق سيكون الأخ قحطان السعيدي ضيفا شخصيا على داري و عائلتي وغادر الملعب على أمل ان نلتقي في اليوم التالي ، وبعد توديعه ورجوعي لمشاهدة الوحدة التدريبية تقدم شاب حسن المظهر قدم نفسه انه إعلامي من صحيفة إسرائيلية يطلب تحقيقا صحفيا معي أجبته: صحيح ان الرياضة هي الرسالة الانسانية السامية التي تجمع كل شباب العالم بغض النظر عن أوطانهم وأعراقهم ولكن …  اعتذرته مازحا اذا كان وجودك في اربيل بمأمن عن سطوة بغداد فأنا راجعاً الى بغداد وانت تعلم موقف بغداد .. فاستجاب ضاحكا متمتما لك الحق.
      لم أحرج احدا بسؤال حينها عن وجود الصحفي الاسرائيلي في كردستان ,ويجب ان أكتم الامر لان التحدث بالأمر سيجلب لي المسالة القانونية في بغداد.
      بعد عام ١٩٩٨ وتحديدا بعد اعلان الولايات المتحدة الامريكية قانون تحرير العراق وما تخبرنا به وسائل الاعلام المسموعة لظهور قيادات المعارضة بحركة مكوكية بين كردستان ولندن وواشنطن… بدأت تتناقل وسائل الاعلام عن العلاقات الكردية – الشيعية ومدى تطورها واعلان التحالف الاستراتيجي الكردي – الشيعي.
   لحين عام ٢٠٠٣ ظهر التحالف الكردي – الشيعي بشكل جليَ وقتها،  ومن تلك المسميات تحديدا الحزبين الكرديين الحزب الديمقراطي الكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني والجانب الشيعي هو المجلس الأعلى للثورة الاسلامية وحزب الدعوة.
     راودني حينها سؤال ما هو موقف المعارضة الشيعية من العلاقات الكردية -الإسرائيلية الواضحة المعالم ؟
      واستمر الدعم الكردي لحليفه الشيعي في جميع المراحل السابقة لعام ٢٠٠٣ واللاحقة بعدها وفي كتابة الدستور .. لم اسمع قط يوما ان التحالف الشيعي وضع خطا احمر على العلاقة الكردية الإسرائيلية.
     ولغاية عام ٢٠١٠ انجلت العلاقة الكردية – الشيعية بأوضح صورها حين تخلى الأكراد عن دعم رئيس الكتلة العراقية الأكبر د. اياد علاوي لصالح رئيس حزب الدعوة نوري المالكي وإعادة تكليفه برئاسة الحكومة.
      والآن نسمع الصيحات والاستنكار من قيادات حزب الدعوة لاتهام الكرد بالعلاقات والتعاون مع اسرائيل.
     أودّ القول انا زرت اربيل ثلاثة ايام عام 1996 عرفت ان هناك علاقة كردية – إسرائيلية من خلال التواجد الإعلامي الذي التقيته.
السؤال : هل ان التحالف الشيعي لم يعرف بالعلاقة الكردية – الاسرائيلية … واليوم عرف حزب الدعوة  وبدا يتباكى بعد سحب الأكراد مؤازرة السيد نوري المالكي.
وما هو موقف التحالف الوطني الشيعي من العلاقة الكردية الاسرائيلية ؟
هل نسمع في الايام القادمة فرمانا يطلب من الاكراد قطع العلاقة مع اسرائيل؟
ام نحن سائرون للتطبيع؟
لا يسعني القول الا ما قاله الشاعر:
ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم
[email protected]