18 ديسمبر، 2024 6:20 م

حزب الدعوة أخف وطأة من منافسيه

حزب الدعوة أخف وطأة من منافسيه

رغم التذمر الحاصل في العراق نتيجة الفشل الحكومي الواضح المحسوب على حزب الدعوة بسبب تصدي قياداته لمنصب رئيس مجلس الوزراء؛ يطرح العديد من العراقيين رأيا ينادي بضرورة إقصاء أعضاء هذا الحزب من تسنم هذا المنصب المهم في المرحلة القادمة لإتاحة الفرصة لبقية الأطراف وتجريب حظوظهم في ممارسة الحكم لعل الجديد يصحح أخطاء الماضي وينهض بالعراق من كبوته الممتدة من 2003 الى يومنا هذا
لايخلو هذا الرأي من نقاط إيجابية متعددة وأولها التداول السلمي للسلطة ورفض سياسة الحزب الواحد ؛ لكن هذا الرأي يمكن ان ينجح في الدول الديمقراطية الخالية من الميليشيات والجماعات المتطرفة التي لاتعرف الا لغة السلاح والدم وتهميش الآخر وإبعاده بالقوة وبما ملكت ايمانكم
على مؤيدي هذا الرأي أن يدققوا جيدا بمنافسي حزب الدعوة الذين يخوضون غمار المعركة الإنتخابية هل هم أفضل حالا من الدعاة ؟ ماهي مؤهلاتهم لإستلام هذا المنصب ؛ ما هو فكرهم الذي يؤمنون به ؟ ماذا جنى منهم الشعب حينما كانوا خارج منظومة الحكم ؟ هل كانوا خارج شبهات الفساد والقتل الطائفي ؟ هل كانوا لايؤمنون بالميليشيات ؟ هل خلت بطونهم من الفساد المالي والإداري ؟ هل رفضوا الإمتيازات والمخصصات ؟ هل إلتزموا الحوار كوسيلة لحل الخلافات بين مكونات الشعب ؟ هل ساهموا في إطفاء نار الحرب الأهلية ؟ هل رفضوا مبدأ القتل على الهوية ؟
سأصفق لهذا الرأي حين يكون المنافسون معتدلين ومؤمنين بلغة الدولة والحوار والمصالحة الوطنية وتحقيق العدالة والمساواة بين جميع العراقيين لكن حينما يكون البديل أكثر سوءا من الحالي عندئذ أطالب ببقاء الحالي كي لاتنزلق الأمور الى متاهات لاتحمد عقباها
لولا خوفي لكتبت لكم بالتفصيل عن جميع البدلاء ومايحل بالعراق حين يتصدى أحدهم لمنصب رئاسة الوزراء ؛ تصوروا ان يحكمنا من يؤمن بقوة الميليشيا على حساب قوى الأمن الحكومية الرسمية ؛ تصوروا كيف تكون الحريات في ظل حكم يتلقى أوامره من ولاية الفقيه ؛ لوتصدى أحد هؤلاء البدلاء سيكون الوضع العراقي مشابها للوضع الليبي حين ندم الليبيون على القذافي رغم كرههم الشديد له لكنهم أجبروا على ذلك بسبب تصرفات البديل التي مزقت ليبيا
مافائدة التغيير حين نأتي ببديل أسوأ من السابق ؟ التغيير لايمكن أن يأتي بجرة قلم بل يحتاج الى مزيد من الوقت ؛ ومادام الإسلامويون موجودين ومؤثرين في الشارع العراقي لايمكن أن نشهاد تغييرا واضحا ومازال الشعب مؤمنا بنفس الأفكار الطائفية والفئوية والعشائرية لايمكن ان ينتج بديلا صالحا ؛ لاأنكر ان هناك بارقة وعي بدأت تتشكل لدى بعض المواطنين لكنها لازالت في بداية الطريق وتحتاج الى مزيد من التأييد والتشجيع كي تنمو وتتطور لتفرز نظاما جديدا .