18 ديسمبر، 2024 9:04 م

لاهوتُ التحرير Liberation theology الأميركيّ اللّاتينيّ الاجتماعيّ لتحرير الفُقراء، يُؤمِن بأنَّ الله عبر الأنبياء يُخاطب الإنسانيَّة لأجل المُعدَمين خاصَّةً. تاريخ ولادَة لاهوت التحرير مع بداية المؤتمر العام لأساقفة أميركا اللّاتينية في كولومبيا عام 1968م، حيث أصدر الأساقفة في هذا المؤتمر وثيقة تؤكد على حقوق الفقراء وتقول بأن الدّول الصّناعية الكُبرى قد اغتنت على حساب دول العالم الثالث.
كُتب النصّ الأساس لهذه الحركة (لاهوت التحرير Teología de la liberación) عام 1971م، بفضل القسيس اللّاهوتيّ مِن البيرو Gustavo Gutiérrez وأبرز وجوه الحركة رئيس أساقفة السّلفادور Óscar Arnulfo Romero y Galdámez (اُغتيل في 24 آذار 1980م أثناء إقامته لقدّاس على خلفيَّة حرب أهليَّة استمرَّت 12 سنة) واللّاهوتي البرازيلي Leonardo de Boff والأب اليسوعي Jon Sobrino ورئيس الأساقفة مِن البرازيل Hélder Câmara.

اشتدَّ بريق نجم حركة لاهوت التحرير في أميركا الجَّنوبيَّة في سبعينيّات القَرن الماضي، وبسبب النضال السّياسي لأجل المحرومين ضدّ هيمنة النُّخب الغنيَّة واُنتقدَت الحركة بشدَّة من قبل الفاتيكان، واعتبرتها الكثير مِن الشَّخصيات الكاثوليكيَّة امتداداً للماركسيَّة في الكنيسة واُتهمت بالمُدافعة عن توجهات الحركات اليساريَّة. وفي العقد الأخير للقَرن الماضي، حاولت الكنيسة الكاثوليكيَّة بشخص البابا «يوحنا بولس الثاني» الحدّ مِن تأثير الحركة عن طريق تعيين أساقفة أكثر تحفظاً في البرازيل وفي دول القارَّة الأُخرى. لاهوت التحرير في المسيحيَّة فرع من علم اللّاهوت العام الذي يناقش غفران الخطايا ونيل الخلاص.

التحرير بمعنى تبرير الخطيئة

في سبيل بناء كنيسة هذه القارة تأسَّست ما عرفت باسم “جماعات الأساسcommunidades de base”، عبارة عن مجموعات مسيحية محليَّة عدد أفراد كُلّ منها بين 10- 30 شخص تقوم بوظيفتين أساسيتين، الأُولى دراسة الكتاب المُقدس والثانية تلبية الاحتياجات المُلحة لأبناء الكنيسة مِن طعام وماء وبُنية تحتيّة للصَّرف الصّحي وأيضاً الكهرباء. تألَّفت تلك الجّماعات بالغالب مِن العِلمانيين وانتشرت في مُختلف أنحاء أميركا الجَّنوبيَّة. كما يرى الدكتور القس صموئيل حبيب أيضًا أن ” لاهوت التحرير ” يعبر عن الفعل الاجتماعي Social Action وليس الخدمة الاجتماعيَّة Social Service فالفعل الاجتماعي التأثير في الواقع لإصلاح حال الفقراء، وهو وقوف الكنيسة بجوار المطحونين وتوعيتهم لتحقيق حريتهم، والاعتماد على ذواتهم، واسترداد إنسانيتهم السَّليبة، فهو يبحث عن علاج أسباب المُشكلة. أما الخدمة الاجتماعية فهي مد يد المساعدة لهؤلاء المحتاجين للتخفيف من جوانب المشكلة التي يعانون منها، فإعطاء السمكة (المال) هو خدمة اجتماعية، بينما إعطاء السنارة (تعليم حرفة) هو فعل اجتماعي يجعل الإنسان يعيش حياة كريمة مُستقلَّة ( راجع د. ق صموئيل حبيب – لاهوت التحرير ص 33).

ومعنى كلمة ” اللّاهوت ” أي طبيعة الله، فاللّاهوت يبدأ مِن الله، ولا يبدأ مِن الإنسان ويقول د.ق. صموئيل حبيب ” الله بداية اللّاهوت، وكلمة الله المتجسد المركز، وكلمَة الله الموحى بها الطَّريق، وكلها تتعاون معًا على بناء لاهوت مسيحي يُحرّر الإنسان، ويحقق له إنسانيته”( لاهوت التحرُّر ص 38) ومِن الأجدر إطلاق تعبير”نظريَّة التحرير” على تحرير الإنسان بدلًا من “لاهوت التحرير” وبينما يتميز اللّاهوت بالثبات لأن الله ثابت في طبيعته وأفعاله وأقواله فإن “لاهوت التحرير” مُتغير، ويقول «د. حسَن حنفي»: ” إن لاهوت التحرير ليس لاهوتًا أبديًا كما الحال في اللّاهوت العقائدي، بل مُتغيّر بتغيّر الأزمات في كُلّ عصر، ربما جزء مِن ” لاهوت الأزمَة Predivament.”.

وأصبحت الدّراسات اللّاهوتيَّة الآن تتعرض لموضوعات العصر باسم لاهوت التقدّم، لاهوت العدالَة، لاهوت المُساواة، لاهوت الوَحدة، لاهوت التنمية، لاهوت الألم، ولاهوت حقوق الإنسان.. إلخ” (الأب وليم سيدهم- لاهوت التحرير- رؤية عربيَّة إسلاميَّة مسيحيَّة ص 71، 72).

وسمسار أميركا رئيسها “ترمب Trump” يرفض المُساهمة الماليَّة في إعمار العِراق بعد ابتزازه السَّعوديَّة ماليَّاً في أوَّل زيارَة خارجيَّة لَه إليها ودَعمهُ نظير أموال آل سعود لوليّ عهدهم “ابن ملكهم”، الذي يرفض البريطانيّونَ زيارَته لهم لجرائِمه في اليمن ولسجلّ حقوق الإنسان في مهلَكة آل سَعود، رُغم استقبال الرَّئيس العبادي في مكتبه وفداً مِن المعهد الأميركي للسَّلام “USIP” برئاسة Nancy Lindberg رئيسة المعهد، مبينا ان “الوفد اشاد بالانتصارات التي تحققت ضدّ داعش وتحرير أرض العِراق مِن الإرهاب”.

https://www.youtube.com/watch?v=_WrMbD_O04g

https://www.youtube.com/watch?v=L9NFBBkO-uU

https://www.youtube.com/watch?v=-I0mbNO_gls

https://www.youtube.com/watch?v=5HRSTGPZtT0