مساء موحش، مساء موجع، أعلن فيه؛
انتصار حرية العراق؟!
ثمة امرأة في هذا الوقت تماما؛ اوقدت الشموع في ملجأ العامرية
رأت المرأة كما في كل مرة، تحرك الزمن في الماضي على شاشة خيالها؛
مؤلما، حزينا، ممتلئا بالقهر والخسران
طفلان يحترقان في اتون النار
اجهشت المرأة بالبكاء، كما النادبات في ليل العراق الطويل
على جسر الأئمة، توقفت مصعوقة، انفجر في دواخلها؛ بركان من الغضب المكتوم
طفلان يسقطان
يرتطمان في وجه المياه
على مقربة منها، من على الجسر، امرأة، يلفها السواد، تنظر الى الطفلين وهما يغرقان في لجة المياه، ثم تهاطل الدمع من عينيها
المرأة، قادمة من صحراء العرب، من عصور غابرة، طواها الزمن بين طياته
ظهرت في الوجود، من افعال وفاعلون، من جوع وفقر قاتلان، من قلبين متناقضين على قاعدة واحدة ببعدين؛ قسوة اليأس، و قهر وألم الفقدان؛
عندما احترق الطفلان في اتون النار، وحين ارتطم الطفلان في وجه المياه
تصاد هذا الظهور في اللحظتين، في جميع الانحاء، في جميع الجهات، معلنا؛
حرية العراق