أن المفكّر والمثقف يشعر بالإفلاس حينما يقرأ مؤلفات السيد محمد الصدر(قدس) وسبب ذلك لا يحتاج الى تفلسف بل هو ما أوضحته فيما سبق من التركيز على زاوية نظر واحدة وإهمال الزوايا الأخرى وهذا الأسلوب الأحادي في التفكير ليس خاصاً بالمفكرين بل هو صفة عامة يتصف بها جميع المسلمين والعرب إلا من رحم ربي!!!!..
والدليل على ذلك إننا في الحوارات وإبداء وجهات النظر كأنما في ساحة معركة أو حلبة قتال يتمسّك المحاور بوجهة نظره وعدم قبوله لوجهة النظر الأخرى، بل يؤدي الأمر الى الصراخ وتبادل الشتائم وجرح العواطف وخدش المشاعر وكأنها حلبة ملاكمة ننتظر فيها الضربة القاضية متى تحصل وفي أي جولة..
مع إن وجهة النظر تمثل أطروحة من الأطروحات وهي لا تغني صاحبها ولا تشبعه من جوع بل تؤدي الى إنكماش المعرفة وإنكماش المفكّر نفسه!!!…
إن نظام الأطروحات بأساليبه المتعددة يوفّر المناخ الصحي المناسب للتجرد والموضوعية فالذي يريد أن يتحلى بأقصى درجات الموضوعية والتجرد فعليه أن ينهج هذا الأسلوب الفريد الذي أبتكره السيد الشهيد محمد الصدر.
وهذا الشيء لمسه كل من أطّلع على مؤلفات السيد محمد الصدر(قدس) أو حضر وسمع دروسه أو خطبه.!!
بل من المستطاع القول أن المحظوظ من قرأ للسيد محمد الصدر(قدس) بتدبّر وإمعان لأنه من حيث يشعر أو لا يشعر سوف تتسرب الى عقله حرية التفكير وإلانفتاح العقلي وغربلة جميع المعلومات والمرتكزات الثقافية التي حصلت من قراءاته السابقة..