أهم قضية تشغل الوزير والمدير والمحافظ في العراق وتسيطر على تفكيره، يومياً، هي قضية سيكولوجية – ميتافيزيقية تتعلق بسمعته السياسية – الادارية – البيروقراطية حين يقرأ نقداً عنه في صحيفة أو يشاهد متحدثاً على شاشة التلفزيون عن أخطائه أو نواقص عمله مما يغير ،فوراً، مشاعره واحاسيسه وعواطفه فيلجأ، على الفور، الى القضاء في إحدى محاكم الرصافة او الكرخ ، للدفاع عن ذاتيته وعن تياراته المتدفقة ، بنظره، لتطوير العمل السياسي – الاداري في بلاد الرافدين ، وللدفاع ، أيضاً ، عن تمثاله في المنصب الذي يشغله ولتبرير تدخينه لمزيد من السجائر..!
لكي نساعد الوزير والمدير والنائب والمحافظ وغيرهم حتى لا يظلوا مرابطين في المحاكم الجنائية ومحاكم الجنح اضع امامهم ، جميعاً، كما في ادناه مواقف بعض القادة من الزمان القديم واجهوا نقدا أشد وتشهيراً أوسع لكن فكرة اقامة الدعاوى عل المنتقدين لم تصاحبهم وابعدوا عن اذانهم كل ضجة وضجيج . للتذكير فحسب عسى ان تنفع الذكرى:
· قال بعض الصحفيين الأحرار في المانيا في ثلاثينات القرن الماضي ، منتقدين ادولف هتلر وللتشهير به، أن لديه شذوذ جنسي. ضحك عندما قرأ المقالة ولم يرفع دعوى قضائية..
· قالوا عن القائد العسكري البريطاني الجنرال مونتجمري انه يحب ممارسة الجنس مع الاطفال . ضحك ضحكة عالية لكنه لم يرفع دعوى..
· قال صحفي تونسي في ستينات القرن الماضي ان الحبيب بو رقيبة عنده خصية واحدة، لم يرفع دعوى قضائية لكنه ظهر على شاشة التلفزيون معترفا أنه بخصية واحدة..!
· قالوا عن زوجة تيتو أنها خانت زوجها وقالوا أن زعيمة الهند انديرا غاندي لها علاقة بمدرس اليوغا وقالوا عن الزعيم المصري جمال عبد الناصر وعن فيدل كاسترو والقذافي أن أصولهم يهودية ..! لكن احدا منهم لم يرفع دعوى قضائية، بل كانوا يكتفون بابتسامة او ضحكة لأنهم يعتقدون ان ابواب الحرية اذا اغلقت والاقلام اذا عوقبت فان نور العقل ينطفئ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· قيطان الكلام:
· بعض السادة القادة في العملية السياسية العراقية يعتبرون النقد شراً لا بد من مكافحته.. بينما القادة العظام في أنحاء العالم كله يعتبرون النقد خيراً لا غنى عنه..!