22 ديسمبر، 2024 6:28 م

يندهش قلمي وأحرفي مني حتى وأنا في أصعب الظروف لا أتخلى عنها…
أحاور نفسي مرات عدة ترى ما الفائدة التي ستعود علي من الكتابة ؟ فالقلم هو الصديق الوحيد لي والكتابة هي همسات بين قلبي وعقلي ، هي الأنين بينهما الذي يعجز اللسان عن نطقه ،هي افكار وحوارات بين العقل والقلب والصوت الجريء الذي تتحدث به نفسي من خجلها ..أليست حقا الكتابة معجزة بحق؟!
أرى الكلمة تصنع أمام عيني من لا شيء ثم تتحول بعد ذلك الى اللاشيء وشيئاً فشيئاً إلى عبارات وجمل فنص يقرأه شخص لا أعرفه ولا يعرفني لم يجمعنا من قبل أي لقاء أو حتى صدفة كل ما في الأمر أن كلماتي قد وقعت بين يديه بطريقة ما بنشر من أحد القراء أو إصرار احد اصدقاء التواصل الاجتماعي ثم يقرأ هذا الصديق او الغريب كلماتي ويبدأ ليصل إلى جملة ما أو حتى كلمة فيتوقف عندها متأملاً ثم يعيد قراءتها مرة تلو أخرى ثم يقوم بتظليلها أو نشرها في صفحات التواصل الاجتماعي أو إلصاقها فوق مرآته ينظر إليها كل يوم أو ربما لن يكتفي فقط بالنظر إليها بل قد يعيد حساباته كلها من أجل تلكك الكلمة التي كتبتها، قد يرتب أفكاره من جديد ، قد يهدم مبدأ و قد يبني آخر ، قد يغير صفة من صفاته وقد يغير نفسه كلها ، قد ينهض بسببها وقد يقعد أيضاً ويتكاسل ،قد يصبح أي شيء أو لا شيء من أجل، كلمة واحدة قد يتعدى تأثيرها ألف سيف، قد توضع بسببها السيوف في أغمادها وقد تستَل لتعلن حربا فكرية دامية، قد تطفئ إنسانا وقد تنيره ،قد تفعل ما لم يخطر ببالنا يوماً!
إنها حقاً معجزة تولد أمامك ها هنا على الورق لكنها قد تتبنى بعد ذلك في ألف قلب وألف فكر نحن لا نعرف قط أين ستقف أو إلى أي عقل ستصل وإلى من ستصل ، قد تصل بعد خمسين سنة إلى شخص واحد لم يولد بعد وقد ينقلها هذا الواحد إلى جيل بأكمله .. ربما قد تكون أنتَ حينها قد مت .. لكنها ما زالت حية، تنتقل من مكان إلى مكان ومن شخص إلى شخص ومن صفحة إلى صفحة!
ولكن ليست كل الكلمات تحيا فبعض الكلمات ياسادتي قد تموت قبل أن تولد، بعضها تموت وتمحى مباشرة بعد ولادتها ،بعضها يعيش عاماً أو عامين وبعضها تواصل الحياة عقوداً وقروناً فالكلمات التي تنفع الناس هي التي ستمكث في الأرض وغيره يذهب جفاء .

هي أصوات ننطقها عبر اقلامنا وكتاباتنا من أعماق قلوبنا وبراءة احاسيسنا فالنختر
احرف كلماتنا بدقة لأننا محاسبون عليها امام الله .