بعد القرن التاسع عشر تحولت جميع الحروب من قومية واقتصادية وسياسية الى حروب اكثرها بشاعة واستمرت لفترات طويلة وبدافع الحروب المذهبية اوالطائفية ,فانظمت اليها جماعات خارج اسوار الوطن لتقف مع جهات في الداخل على ابناء البلد بحجة الارتباط العقائدي والفكري , فتسببت بقتل روح المواطنة الحقيقية والشعور بالمسؤولية والمصالح المشتركة لابناء الشعب الواحد , وهذا جزء من افكار الماسونية العالمية لفناء اي بلد وتعمل على استئصال حب الاوطان من قلوب الشعوب ضمن استراتيجيات وضعتها واحكام طوق بدراسات معمقة وبشكل فاعل بعد ان رصدت لها مبالغا طائلة , ومايجري من تداعيات في الدول العربية عكس الواقع المرير لرؤساء دول نفذت تلك المخططات ,وما يهمنا ان الحوثيين يعيشون في منطقة صعدة في اليمن والتي تفوق العاصمة صنعاء من حيث الاستقرار الامني ووفرة الخدمات وغياب تجارالاسلحة والمخدرات على عكس ما نسمعه في مدينة صنعاء العاصمة من اختطاف متكرر لجاليات اجنبية وعن بورصات لبيع الاسلحة والمخدرات , كان هدف الحوثيون ولايزال لهذا اليوم هو بناء دولة مدنية ذات سيادة تحترم جميع الطوائف ولاتسمح بتهميش اي طائفة وتكون قراراتها وطنية بمحض ارادتها دون ان تتحكم دول اقليمية بمصيرها وليس لهم اطماع في الحكم , عرف عن قائد الحوثيين هو عبد الملك الحوثي الاخ الاصغر لمؤسس حركة الشباب المؤمن حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل على يد القوات اليمنية عام 2004 بعد مواجهات عنيفة واسس تلك الحركة عام 1992 نتيجة لما يشعر به الحوثيون من تهميش وظلم وقع عليهم من قبل الحكومة اليمنية, وقد تأثر حسين الحوثي بالثورة الايرانية وما يحمله الامام الخميني الراحل من افكار منقذة اتجاه شعوب الامة الاسلامية واعتبر الثورة الاسلامية في ايران هي نموذجا للتقدم والديمقراطية لشعوب الارض وما احل بكل دولة حاربت الجمهورية الاسلامية من هلاك ودمار , خاض الحوثيون حروب مع الجيش اليمني واخرها لم تكن حربا بمصطلحها العسكري وانما شبه انهيار لمؤسسات الدولة حيث سيطر الحوثيون على معظمها بما فيها المعسكرات , ولم تنهار البنية التحتية اويهجر اي شخص مخالفا لرأيهم بل عمل الحوثيون على حفظ الامن والممتلكات العامة وشتان بين داعش وما تطلقه قناة العربية والجزيرة بان الحوثيون عصابات متمردة , ودعا زعيمهم عبد الملك الحوثي الى اقامة صلاة موحدة يكسر فيها حاجز الفرقة ويهدف الى وحدة الصف الوطني ,في الوقت الذي صرح وزير خارجية اليمن في الامم المتحدة بان عناصر النظام السابق هم من دعم الحثوثيين في السيطرة على صنعاء , متجاهلا الظلم والتهميش الذي وقع عليهم , ستة حروب اندلعت بين الحوثيين والقوات اليمنية الحرب الاولى في 18/6/2004 بين حسين بدر الدين والجيش اليمني بعد اتهام الحكومة لهم بان للحوثيين تنظيم مسلح على غرار حزب الله واستعمال المساجد لبث خطابات معادية للولايات المتحدة , فيما اندلعت الحرب الثانية عام 2005 في اذار واستمرت الى ايار من نفس السنة وقتل فيها اكثر من 200 شخص واصدر الرئيس علي عبد الصالح عفوا رآسيا ولكن دون جدوى ولم يلتزم به الحوثيون لعدم مصادقيته ولم تلبي مطالب الحوثيين في تلك الفترة ,والحرب الثالثة في شهر تشرين الثاني عام 2005 واستمرت شهرين الى كانون الثاني واشتبكت فيها قبيلة وادعة الهمدانية المؤيدة لعلي عبد الله صالح مع قوات مؤيدة لعبد الملك الحوثي وتوقف القتال قبل الانتخابات الرئاسية واطلقت الحكومة سراح جميع المعتقلين , اما الحرب الرابعة فهي عبارة عن اشتبكات خفيفة وتطورت الى قتال بعد ان اشتبكت مجموعة من الحوثيين مع القوات اليمنية وقلت 6 جنود وجرح خلالها 20 اخرين وحدثت اشتباكات قريبة من نقطة التفتيش قرب الحدود السعودية واستمرت حوالي اربعة اشهر ونصف من عام 2007 , وقد عادت المواجهات من جديد بين الجيش والحوثيين في 29 نيسان عام 2008 , لتكون المواجهة الخامسة عندما قتل الحوثيون 7 من الجنود ردا على الاعتداءات التي تعرضت لها مدينة صعدة في كمين نصب لهم وزادت حدة المواجهات عندما انفجرت قنبلة بعد صلاة الجمعة خارج مسجد بن سلمان في صعدة وقتل فيها 15 شخصا وجرح 55 اخرين , واتهمت الحكومة الحوثيون وراء ذلك فيما دلت الاخبار بعد ذلك ان الحكومة هي من يقف وراء تلك الاعمال في مدينة صعدة لتأييد الحشد الجماهيري اليها ,اما الحرب السادسة فهي اشد ظراوة وقساوة من البقية وحدث ذلك في شهر أب عام 2009 واستمرت الى شباط 2010 عندما شنت القوات اليمنية حملة عسكرية عرفت بـأسم الارض المحروقة لمدة 6 شهور الا قليلاَ , في هذه الحرب اتسعت دائرة الصراع لتشمل سقوط مديرية رازح وعبور الحوثيون الحدود الى المملكة لتأمين الهجمات عليهم , كما اشتركت السعودية في الحرب بحجة تسلل بعض الحوثيون الى اراضيها ومن اجل الحفاظ على اراضي المملكة ,وهذه الشماعه ارادت بها دعم حكومة علي صالح والوقوف بجانبها من خطر الحوثيين مما ادى الى تراجع بعض من قواتها واسر عدد من جنودها على الحدود لشدة مقاتلي الحوثيون , في هذه الحرب انظم الى جانب الجيش اليمني الكثير من الضباط والقيادات العسكرية في الجيش العراقي التي فرت من العراق وكان لها دور في عملية الطيران ووضع الخطط , ولاول مرة شهدت تلك المعارك طيران كثيف وظل الطرفان على وضعهما دون ان يتقدم الجيش لاحتلال مناطق الحوثيين واقتصر على الكر والفر , الحوثيون لم يثنوا جهدا في مقاتلة الجيش اليمني ومن وقف معهم ببسالة واعطوا تضحيات في الوقت الذي تمكنوا من السيطرة على مواقع مهمة من الجيش , وشهدت الحرب الاخيرة حضورا اعلاميا وتواصلا جماهيرا عبر شبكات الانترنيت مواقع التواصل الاجتماعي , وكشف الحوثيون ان الحرب السادسة لاتوجد في اليمن دولة حقيقة ومثلها في السعودية لتركها اراضي المعركة رغم التفوق في الاسلحة واستخدام احدث الطائرات وبكثافة ,فيما اعلنت امريكا انها ستتخذ موقفا الى جانب السعودية وعبرت عن القلق من الاعتداءات على السعودية ,وسنادت ايران المعارك اعلاميا واتهمت انها زودت القبائل الحوثية بالاعتدة والاسلحة , اليوم الحوثيون في مواجهة مع السلطة ومع حزب التجمع اليمني للاصلاح الذي يصفون اعضائه بالتكفيرين ومع اللواء الاحمر الذي قاده جميع الحروب ضدهم .