23 ديسمبر، 2024 6:17 ص

حرمان ناجحين من الدراسات العليا 

حرمان ناجحين من الدراسات العليا 

ورد الى سمعنا ان وزارة التعليم العالي استبدلت طلبة ناجحين في امتحانات الدراسات العليا بآخرين ممن لم يتمكنوا من اجتياز الامتحان المذكور في جامعة بغداد، وذلك بدعوى ان هذه حصة لابناء الشهداء بغض النظر عن معدل الدرجات والنجاح. ليس هناك من يعترض على تقديم تسهيلات لابناء الشهداء وأي فئة متضررة من ابناء شعبنا، ولكن على ان تكون ضمن الضوابط واهمها الحفاظ على المستوى العلمي، ولا يجوز اذا اردنا اعداد ملاكات وكفاءات جيدة من ذوي التخصص للعمل في مختلف المرافق ان يكون ذلك على حساب المؤهل واعداد موارد بشرية من ذوي التخصص المتدني، ويحرم من هو متفوق ومتقدم على اقرانه.

كان يمكن لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ان تعد قناة او تفتح باباً لابناء الشهداء وتحدد لهم مقاعد علناً يتنافسون عليها فيما بينهم أي ان تكون لهم ) على الرغم من ان ذلك فيه نوع من الغبن والظلم للآخرين ويخل بشكل صارخ بالمستوى العلمي، بل انه حتى من الناحية التربوية والتثقيفية في المجتمع ليس صحيحاً اطلاقاً ويشكل فارقاً من دون وجه حق يمكن ان يعوض ابناء الشهداء في الدراسات الجامعية الاولية، وليس في الدراسات العليا التي يفترض بالمتخرج منها ان يكون على مستوى علمي يؤهله لاعداد ملاكات وكوادر الدولة اما ان تكون المسألة بهذا الشكل والصورة فهي محاصصة من نوع آخر وستؤدي الى تدهور جديد وانحطاط في المستويات العامة للمتصدين للمسائل الادارية والتعليمية في الدولة. لا اعرف كيف سولت للوزارة ان صح ما قيل وما هو متداول العمل على هذا النهج الخاطئ..
نحن وغيرنا نطمح ان تكون الدولة للجميع ويتنافس كل الطلبة الراغبون بالدراسات العليا وفقاً للاستحقاق والاداء الدراسي والعلمي، وان تحكم تباريهم مع بعضهم على اساس العدالة والمساواة بحسب ما نص عليه القانون. ليس من سبيل في ذلك الى الاجتهاد الذي ينتهك الحقوق الدستورية.

مرة اخرى نقول ان الذين تظاهروا في جامعة بغداد عندما اعلنت عن النتائج انهم على حق ولابد من تصحيح الخطأ الذي وقعت فيه وزارة التعليم العالي  وهذا التمييز الصارخ والضار لان الدراسات العليا تشترط ان يكون المتقدم هو الافضل دراسياً، وما عدا ذلك يلحق ضرراً ويقلل من مستوى التعليم باعلى صوره اشكاله، او على الاقل توسعوا في القبول  كي يستوعب من تريدون قبوله خارج الضوابط العلمية والمتعارف عليها عالميا .

ان كان لابد من اعطاء ميزة لفئة معينة او شريحة ودعمها ينبغي  ان لا تكون بهذا الشكل المؤذي للجميع وللبلاد، وانما مساعدة معقولة تتوفر فيها على الاقل ادنى الشروط والاسس وهو النجاح.