شهدت الساحة العراقية بعد الإطاحة بالنظام السابق ظهور الكثير من الأحزاب والحركات والتيارات منها ما كان منظم قبل ذلك التأريخ وله قواعده الشعبية والجماهيرية ومنها ما تأسس بعد ذلك التأريخ . ولكون الشعب العراقي لم يألف التعددية الحزبية وكذلك الراسخ الذي علق في ذهنه من اسماء لأحزاب كانت فاعله وعاملة كمقاوم للنظام السابق لذا اصطف بغالبيته المضطهده مع تلك الأحزاب للوهلة الاولى وظهرت نتائج ذلك الاصطفاف في الانتخابات الاولى خصوصا بعد استغلال عاملي ” الدين والتمذهب الطائفي ” من قبلها . وشيئا فشيئا أخذت تقل شعبية ما يعرف بالأحزاب الكبيرة لأسباب لا تخفى على الكثيرين وصعود نجم بعضا من الاحزاب الصغيره واتساع قواعدها الجماهيرية خصوصا ما افرزته نتائج الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات . حركة الوفاء للنجف كانت الى وقت قريب تعد من الحركات الصغيرة التي لا تمتلك شعبية واسعة ضمن قواعدها سوى ما اختصر منها على بضعة آلاف من النجفيين لكنا وجدناها في السنين الأخيرة اتخذت قواعد هذه الحركة بالنمو والاتساع والتمدد حتى وصل عدد المصوتين لصالح ناخبيها اكثر من 120 الف مصوت في الإنتخابات الأخيرة جلهم من الشباب . هذا الاتساع لم يك يتأتى من فراغ بل جاء نتيجة عمل مضني ودءوب وممنهج وبطريقة مثلى للإدارة والتكيف مع جميع المتغيرات التي تحدث على الخارطة السياسية سواء في الداخل النجفي أو خارجه وكذلك العقلية التي امتلكتها قيادات الحركة في التأثير على قناعة المواطن من خلال التواصل المستمر معه والوقوف على حل المعوقات التي تعترضه وتسهيل المهام التي ربما يكون الروتين يقف حاجز عثرة في تنفيذها هذا من جهة . من جهة اخرى وكسبب آخر لأتساع شعبية الحركة يأتي بفضل امينها العام والمؤسس لها السيد ” الزرفي ” حيث كان نجاحه في عمله في ادارة المحافظة في الدورة السابقة ومن خلال الجهد المميز له في بناء مدينة النجف والحفاظ عليها من اي خرق امني الأثر الكبير في استمالة الناس اليه وترسيخ قناعاتهم به كشخص قادر على القيادة وإدارة دفة المحافظة بما يحقق طموح وأمال الجماهير النجفية في العيش الكريم وبأجواء امنه ومدينة حضاريه جميلة . لهذين السببين استطاعت الحركة ايضا من ان تلفت اليها انظار جميع المواطنين من سكنة المحافظات العراقية الأخرى عند زيارتها المدينة وما تشاهده عليها من تغير عمراني بين الحين والأخر لذا أخذت الحركة الآن بفتح مقرات وفروع لها في بقية المحافظات خصوصا في محافظات الوسط والجنوب . وهنا لا بد من ان نذكر من ان المهمة باتت اكثر صعوبة كون يجب على قيادات الحركة من فهم خصوصيات كل محافظة على حده وطبيعة التعايش فيما بين افرادها ودراسة شخصياتهم عن كثب وما تتميز به من عادات وأعراف عشائرية .