23 ديسمبر، 2024 5:31 ص

حركة اللون وكتلته المجعدة ……. اسلوب جديد في مدرسة الفنان سيروان شاكر التشكيلية

حركة اللون وكتلته المجعدة ……. اسلوب جديد في مدرسة الفنان سيروان شاكر التشكيلية

عندما يلتقي الاديب والفنان التشكيلي يلتهب عالم الابداع فكرا وخيالا وجمالا ولا يبقى لشيء حضور سوى لحروف وكلمات الاديب وفرشاة والوان الفنان التشكيلي …… رددت هذه الكلمات وانا اخطو خطواتي الاولى في مدخل الاسلوب الجديد للوحات الفنان التشكيلي سيروان شاكر فلطالما كانت لوحاته مثيرة الى حد الدهشة ومستفزة الى حد الخروج عن المألوف ومتمردة الى حد رصدها نقاط الوعي والشعور في ذاكرتي المكتظة بالشعر والفكر والفلسفة …..فالفن التشكيلي ينتمي الى عالم الابداع الانساني مثله مثل باقي الفنون الانسانية الاخرى لكن الاختلاف هنا يكمن في الطريقة التي من خلالها يجسد روح الابداع فاللغة المتداولة فيه هي الفرشاة الالوان وهذا الاختلاف هو بحد ذاته تغير مطلق للعملية الابداعية لهذا عندما التقي بلوحات سيروان شاكر تندلع المواجهة بيني وبينها فلغتي هي الحروف والكلمات ولغتها الفرشاة والالوان هنا تشتبك وتتصارع فيما بينها من نقطة لا مكان لها الى نهاية لا سبيل اليها …..   ·      اسلوب جديد لسيروان شاكر ……  لكل فنان اسلوبه وطريقته في وصف لحظته الابداعية فوق القماش الابيض وبين فسحات الفرشاة وبؤر الالوان هذه قاعدة ثابتة لكن من يتابع المراحل التي مر بها الفنان التشكيلي سيروان شاكر سيتخبط بين علامات السائل والمجيب فسيروان شاكر صاحب مدرسة تشكيلية انفرد بها محلقا كحلم في الفضاء وهذا الحلم مستوفي كافة الشروط لكي يؤسس مدخلا جديدا لعالم الفرشاة والالوان لكن المثير هنا ان المراحل التي مر بها الفنان كانت مختلفة وهذا واضح وملموس في لوحاته المكتظة بالالوان والافكار فمخيلته الواسعة التي اسست مدرسة تشكيلية جديدة لم تبقى عند هذا الحد بل تجاوز الى تغير اصول وقواعد الاسلوب الذي يتبعه فلكل مرحلة ولوحة من انامل سيروان شاكر لها قصة وحلم ولحظة حية فلوحاته السابقة حملت خفايا واسرار الالوان الصامتة والخافتة بينما اسلوبه الجديد تخلص كليا من هذه الاسرار والخفايا وتحللت حالاتها واندثرت بين ثنايا اللوحة وتحول من الرسمDraw بالفرشاة والالوان الى الرسم والنحت مجتمعين  Painting and sculpture وهذا بحد ذاته انتفاضة في مدرسته التشكيلية التي تتشكل كل بضع مسافات من الزمن لتجرد نفسها من هويتها واسلوبها …..  ·      سيروان شاكر وفلسفة الفن …..  دائما اقول عن لوحات سيروان شاكر انها زئبقية اي لا وجود لنقطة بداية ونهاية لها لذا اسميه بالفن التشكيلي الناضج الذي يتحرر من قيود واغلال المدارس الفنية الكلاسيكية السريالية والتجريدية والتكعيبية وغيرها حيث يمكن تصنيف مدرسة سيروان شاكر التشكيلية بالواقعية التي تتخذ من الفلسفة الانسانية متنفسا لها لكي تظهر بحلة جديدة فمجمل الاعمال الفنية المتواجدة حاليا في الساحة جميلة ورائعة وتصنف لها في خانة الابداع نقاط الوعي والشعور لكن المختلف في اعمال سيروان شاكر انها تتخذ من الفلسفة عنوانا لها حيث يرسم الفنان بضميره الحي واحساسه المشع بالجمال هنا يمكن القول ان عالم الابداع لا حصر له من ناحية التنوع والاختلاف لذا يكمن السر في المبدع حيث يستطيع ان يروض جملة هائلة من الاشياء والامور ومن ثم تلخيصها في عمل فني ما شعرا كان رواية كانت او قصة قصيرة او لوحة بتقنية الكولاج او عزفا بألة ما …..فمجمل اعمال هذا الفنان المتميز ذات جودة عالية من حيث اللون والحركة والقصة حيث تنسجم كلها فيما بينها لتظهر متألقة ناصعة نقية فلسفية ملونة يتجول فيها العقل والقلب مجتمعين …..  الاعمال الجديدة لسيروان شاكر ….. احلى لحظات حياتي عندما ترقص ذاكرتي مع الفن التشكيلي والاحلى من هذا عندما اكون ضيفا في المرسم الخاص للفنان هنا لا تسعفني كلماتي وحروفي لكي ابعثرها هنا وهناك فأحيانا يحتاج الاديب الى كلمات وحروف اخرى كي يصف جمال وسحر ونعومة الالوان والفرشاة ورائحتها وعبقها وتشكيلاتها وفضاءاتها التي لها ايقاع منفرد هذا ما يحدث معي عندما احل ضيفا في صالون سيروان شاكر التشكيلي فحوارنا يبدأ بالفن والفلسفة والشعر ولا ينتهي الا بثورة ادبية مني جانبي وانتفاضة تشكيلية من جانبه فمنذ ان كنت طالبا في مرحلة المتوسطة والاعدادية حيث بدأت رحلتي مع الابداع كنت اتردد على معهد الفنون الجميلة حيث استطعت ان اصنع حلقة فنية من الاصدقاء والفنانين التشكيليين ومنهم الفنان التشكيلي سيروان شاكر الذي ما ان شاهدت لوحاته لاول مرة وظهر ما يسمى حب من النظرة الاولى بيني وبين لوحاته هناك احببت الفن التشكيلي بجانب عشقي الاول الشعر والكتابة لهذا انا منتظم في متابعتي للاعمال الفنية في مدينتي حبا وعشقا للفن التشكيلي وكمتابع وباحث لها كناقد فني لذا فقصتي مع الفن التشكيلي لا تنتهي فكيف بشاعر تنتهي قصته مع عشق امرأة فالاثنان متساويان من حيث الشكل والمضمون ……من خلال متابعتي للاعمال الجديدة للفنان التشكيلي سيروان شاكر وجدت ما هو جديد ومثير ومستفز في اسلوبه الحالي حيث يستلهم الفنان قصة اللوحة من تجاعيد اللون ويربط ما بين الرسم والنحت حيث تظهر اللوحة مرسومة تارة وتارة تظهر كأنها منحوتة هذا الاختلاط الذهني يجعل المتذوق والناقد الفني يشعر بالذهول فابعاد اللوحة اصبحت اكثر واقعية واكثر قربا للحقيقة واصبح بالامكان لمس هذه الالوان والتجاعيد والشعور بها والاحساس بها كأنها تلقي بظلالها للعين والعقل للدخول الى ابعادها التي يمكن القول انها ثلاثية الابعاد 3 dimensional  هنا تجدر الاشارة الى هنالك اختلاف بين فكر ووعي الاديب والفنان التشكيلي فلكل واحد منهما طريقته لتحليل الفن فتفسير وتحليل الفنان سيروان شاكر للوحاته اعطتني رؤية فنية لكن انا ككاتب وناقد فني احاول ان احلل وافسر ما اراه واشعر به من وجهة نظري عندما اشاهد واتفحص لوحات الفنان بتفاصيلها الكاملة المطلقة فربما تختلف الافكار والرؤى بيننا وربما يطول الحوار الى جدل بيزنطي ويتجاوز مرحلة الفلسفة والفكر الى مرحلة الضمير والاحساس والوعي لكن نحن متفقين ان الفلسفة ترتبط باللوحة واللوحة مرتبطة بالاحساس وهذا مرتبط بالوعي اذن الوعي هو دليل كافي لتفسير وتحليل الجمال جمال العمل الفني التشكيلي …..فلوحات سيروان شاكر الجديدة حسب رأيه هي تكبير اللحظة والحركة واللون لبقعة ما في لوحاته السابقة اما انا فأقول ان اعماله الجديدة بعيدة كل البعد عن هذه المعادلة الفنية التي استوحها الفنان من رؤيته الشخصية بل هي تغير شامل وكلي من اسلوب معين ( اسلوبه السابق )  الى اسلوب اخر اكثر واقعية كما اسلفت وكتبت اعلاه هنا الواقعية تعني النضوج في كتلة اللون المجعدة التي تظهر اشكالا واشياء لم تكن ظاهرة قبل الان في لوحاته فالصحراء واعماق البحر والامواج المتمايلة والمسافة بين الالوان حيث تبدأ داكنة وتتشعب الى ان تنتهي فاتحة والعكس صحيح والمعكوس يصح ايضا هنا اللون يظهر منفردا واحدا كالازرق او الاخضر او الاحمر الرمادي حيث تظهر بقعة واسعة داكنة من احدى هذه الالوان وتضمحل تدريجيا وصولا الى احدى هذه الالوان ولكن هذه المرة فاتحة نقية تفرز على سط اللوحة اشياءا ومكونات اخرى ….وهذا هو الرسم والنحت وهو اسلوب ثري فنيا وفلسفيا وقاسي ومستعصي لا يمكن الدخول في دهاليزه اي فنان تشكيلي لأنه اسلوب دقيق جدا لا يقبل الاخطاء وان حدثت فهذا بمثابة فشل العمل الفني بصورة مطلقة وبالتالي تحلل اركان العملية الفنية وهذا ينفي صفة الجمال عنها وبالتالي لا يكون العمل فنيا ولا يندرج سوى تحت تجربة تشكيلية لها صبغة الفن العادي ….بينما سيروان شاكر فله من الاحتراف في عالم الفن التشكيلي ما يجعله يصنع عشرات وعشرات من هذه اللوحات المثيرة والمستفزة وعبر مسافات زمنية معينة مزركشة بحركة اللون وكتلته المجعدة حيث تتوفر كافة صفات العمل الفني الناضج في اعماله السابقة والجديدة وان اختلفت الاساليب لكن التغير هو احد سبل نجاح الفنان التشكيلي في مهنته وحرفته كمبدع انساني …..فتغير اسلوب الفنان سيروان شاكر هنا هو المعادلة الصحيحة في عالم الفن التشكيلي حيث لا يجوز ان يبقى الفنان التشكيلي في دائرة الاسلوب الواحد والموحد فهذا لا يضفي الق الابداع عليها بل تؤسس فكرة عدم خلق الابداع لذا فلوحات سيروان شاكر ذات جودة عالية من جميع النواحي اللونية المجعدة وكفلسفة واقعية وهذا هو الابداع الانساني المتحرك المستمر المرن الذي يدوم للعقل والعين اللذان يعتبران المنفذ الاول لعالم الفن التشكيلي …..