23 ديسمبر، 2024 9:00 ص

حركة الشهيد عزالدين سليم ودولة الإنسان المنشودة

حركة الشهيد عزالدين سليم ودولة الإنسان المنشودة

بعد غياب عن المشهد وبسبب ظروف كثيرة عادت النظرية الإنسانية إلى الواجهة مرة أخرى من اجل قيادة التجربة العراقية إلى بر الأمان.. فبمناسبة ذكرى رحيل شهيد الفكر والوطن عزالدين سليم الثامنة في 17 / 5 / 2012 م، طرح أبناء الخط الفكري والسياسي من تلامذة الشهيد والمؤمنون بفكره ونهجه ومحبوه حركة تتبنى أفكاره وأفكار عظماء الأمة من عمالقة الفكر أمثال السيد محمد باقر الصدر، والعلامة السيد مهدي الحكيم، والأستاذ محمد هادي السبيتي، والأستاذ عبد الصاحب دخيّل، والدكتور جابر العطا، والشيخ عارف البصري، والأستاذ عبد الأمير المنصوري، والسيد عبد الأمير علي خان (رحمهم الله تعالى) وأمثالهم من مفكري  وشهداء الأمة … وهذه أول نقطة فخر لأبناء هذه الحركة يشهد بها القاصي والداني وهي تبنيهم لأفكار هؤلاء الأفذاذ الذين يمثلون واجهة التنظير والعمل الحقيقي على الساحة العراقية.
كما اتخذ ابناء خط الشهيد من اطروحة حكومة الإنسان التي رسم معالمها المفكر الشهيد أبي ياسين شعارا وهدفا أساسيا لهم، هذه الأطروحة التي تتألف من ثلاث مراحل تبدأ المرحلة الأولى ببناء الإنسان العراقي الذي تعرض إلى هزات ونكبات أفقدته بعضا من معالم شخصيته الحقيقية وصفاته التي عرفت للآخرين بل وأرغمته على انتحال صفات لا تمت له بصلة.
 أما المرحلة الثانية فتتم باختيار الإنسان المؤهل من جميع النواحي للحكومة التي تمثله وتعمل من اجله، هذه الحكومة التي وصفها الشهيد بقوله: (( أنا أدعو إلى أهمية نزع تجربة الماضي من حياة العراقيين كافة وأدعو ذوي الخبرة وأصحاب الرأي وقادة الفكر إلى تأسيس حكومة الإنسان التي تفتح أبوابها لكل القوى والتيارات وتجد الاكثرية فيها طموحه كما تجد الأقلية فيها مواقعها الحقيقية ))، كما وضع أسس حكومة الإنسان التي أرادها بقوله: (( إننا ندعو لإقامة حكومة الإنسان التي تتوافر فيها الحرية المسؤولة والعدالة الاجتماعية والقضاء المسؤول الذي يراعي الناس ولا يفرق بين جنسياتهم ومذاهبهم إذا قامت عندنا هكذا دولة فهي تحقق ثلاثة أرباع الإسلام ))، والمتتبع يجد أن ما وضعه الشهيد من أسس لحكومة الإنسان يجد أن هذه الحكومة تحقق شيئا كبيرا من حاجات ورغبات الانسان وهي مطمح وأمل المظلومون والمحرومين في الارض.
إن الحكومة التي دعا لها شهيد الوطن هي التي تحترم الإنسان وتحقق له جميع طموحاته بعيدا عن كل التخندقات الضيقة والعنصريات التي لا تسمن ولا تغني المجتمعات الإنسانية.
 هذه الحكومة التي لطالما نادى بها وخصوصا بعد سقوط النظام إذ دعى جميع القوى الموجودة على الساحة لبنائها باعتبارها ضرورة مرحلية ملحة وذلك بقوله: (( اعتقد بأننا نحتاج في هذه المرحلة سواء أكنا إسلاميين أم كنا علمانيين نحتاج إلى دولة إنسانية، تهتم بالإنسان وتبني حكومة الإنسان، وحكومة الإنسان التي اقصدها: هي التي تهتم ببناء كرامة الإنسان، بحماية حرية الإنسان للتعبير عن إراداته، باحترام الرأي والرأي الآخر، وبعد ذلك كفاءة الطرح وكفاءة الرجال سواء أكانوا إسلاميين أم  كانوا علمانيين هي التي تجعلهم كفوئين لقيادة التجربة )).
اقد اثبت الواقع وأزمات الحاضر حاجة البلد إلى حكومة إنسانية تضع مصالح الشعب والوطن في اولى اهتماماتها, والتي ستنتج فيما بعد الحلقة المكملة الثالثة من مراحل النظرية الإنسانية ألا وهي “دولة الإنسان” التي يعيش فيه الإنسان حرا كريما محترما.
 ومن اجل هذا وغيره قامت حركة الشهيد عزالدين سليم وبدأت وهي تسير بخطى سريعة واستراتيجية واضحة، ونهج معروف هو نهج الشهيد أبي ياسين وامثاله من أفذاذ الأمة، ساعية لرفع جزء من الألم، وتغيير شئ من الواقع المر الذي يرزخ تحته أبناء بلدنا الحبيب، متعاونة مع كل وطني يسعى لخدمة هذا البلد وشعبه أي كان انتماؤه, وبموازرة كل الوطنيين الشرفاء من أبناء الوطن ستحقق أهدافها إن شاء الله .