22 ديسمبر، 2024 10:39 م

حرب غزّة ..هل تكون الأخيرة ؟

حرب غزّة ..هل تكون الأخيرة ؟

 

لا احد يذهب بتحليلاته السياسية ولا حتى مراكز البحوث للإجابة على السؤال الأكثر تعقيداً في الحرب الدائرة الآن في غزّة بين حماس والجيش الاسرائيلي ،فيما اذا كانت ستكون الحرب الأخيرة في المنطقة .

حتى السيناريوهات المطروحة والمتداولة بين الخصوم والاصدقاء يشطح بها الخيال الرومانسي واتجاهات التحليل الإرادوية تتجنب الخوض في الإجابة على السؤال ، والسؤال الأكثر حضوراً هو :

كيف ستنتهي هذه الحرب ؟

قراءة متأنية في مشهد الحرب وذيولها وتفاعلاتها ومخرجاتها المستقبلية تقودنا الى الفكرة الأكثر قلقاً لعنصري الوجود في ساحة الحرب ، وهي ان هذه الحرب القاسية لن تنتهي بتسوية سياسية تقليدية ، وإن على أحد الطرفين ان يرفع راية رمادية تقود الى فرض شروط نصف المنتصر ونصف المهزوم ، وهو مشهد يبقي الباب مفتوحاً على حروب مستقبلية محتملة ، مادامت نهاية الحرب بتوازناتها الحالية واحتمالات انفتاحها لاتتضمن حلاً لجوهر المشكلة وهي القضية الفلسطينية ، القضية التي قامت على قاعدتها حروب التحرير والتحريك والاهلية  في المنطقة !

اندلاع حرب واسعة ، احتمالاً ممكناً وقائماً ومتداولاً ، وهي حرب مكروهة  لايريدها الجميع لكنّها ليست خارج الحسابات والتحضيرات ، فايران البراغماتية لاترغب بخوضها وبديلها اذرعها في كل من العراق وسوريا والابرز حزب الله في لبنان ، الذي يتعرض لضغوط كبيرة للبقاء في دائرة المناوشات في الجنوب ، واسرائيل لاتريدها ايضا ففاتورتها مكلفة ، فيما تراها اميركا الخيار المر  اذا فشلت اسرائيل في تحقيق اهداف اجتياح غزّة برياً والقضاء على حماس نهائيا كهدف رئيسي له ، واميركا لاتريدها فالمنطقة كالرمال المتحركة لأي جيش يخوض حربه فيها .

هل تكون آخر حروب المنطقة ؟

نقول بقليل من التفاؤل ، ان الحل العادل للقضية الفلسطينية سيدق المسمار الاول في نعش حروب متوالدة منذ اكثر من سبعة عقود ، ويغلق الابواب نهائيا على جحيم الصواريخ والمدن المهدمة !