انت الذي تكبرت وصعرت خدك لابناء جنسك ومشيت في الارض مرحا وحسبت انك تخرق الأرض او تبلغ الجبال طولا اتيتك من حيث لاتدري ولاتحتسب. اتيتك كالخنس الجواري الكنس بالليل اذا عسعس او بالنهار اذا تجلى فادخلتني بفعل انفاسك الى دهاليزها دون ان تشعر فوطأت انسجة جسمك وليس لك علي سبيل. وما ان حطت شويكاتي على جدار خلاياك موهتها تمويها وضللتها تضليلا حتى حسبت اني لها غذاء فشرعت لي الابواب وقالت هيت لك قلت معاذ الله ما جئت الا لاستعبدك كيف اشاء. بعدها نزعت عني رداء التمويه واطلقت برنامجي المشفر الذي سيطر على اول خلية ولم يكن لها من الامر خيار الا العمل بما اريد. اطاعتني دون نهيك فانت عن الامر رغم وجودي في داخلك بعيد. واخذت جميع معامل الانتاج في خليتك المسيطر عليها استنساخ الاف النسخ مني ففعلت ما اردته منها ولم تستطع انت ان تمنع ذلك بل ساعدتها بغذائك وشرابك وجميع فعاليات جسدك كله بما فيه قلبك ودمك ودماغك وسائر جسدك صار مسخرا لي. انت في كل ما اوتيت من علم وقوة ايها المتجبر لاتعرف عني الا القليل فانت تضن انني غير حي ومجرد شريط من الشفرة الوراثية يحيطهاغلاف. صحيح ان حجمي لايتعدى قطره جزء من الف جزء من قطر شعرة رأسك ولكنني استطيع ان ادمرك وادمر حضارتك وانهي على الارض وجودك فتعود شيئا غير مذكورا. انا مجرد فيروس اسميته انت كورونا لانني اشبه تاج الملك فهل فكرت قليلا بالتاج الذي به أيها الانسان تجبرت وتكبرت وقتلت ولطالما شنت من اجل التاج والسلطة الحروب، فهل فهمت لماذا انا أصبحت كالتاج؟!
لقد اذللتك وكسرت جبروتك وقهرت سلطانك وارغمت انفك وسلبت عزك. انا الفيروس (التاج) شتتك فاصبحت وامسيت كأنك هباءا منثورا خابت مساعيك في احتواء جبروتي وفشلت جهودك في التصدي لي هذا وانا قليل النشاط ولكن سريع الانتشار فماذا لو جمع لي النشاط مع الانتشار؟! ستكون حينها اسيرا بين يدي لاينفع معها عند ذلك مال ولابنون ولا علومك التي اوقفتها وعطلت منشئاتها. اين كبريائك أيها الانسان وأين اساطيلك الذرية وأين مؤسساتك العملية وأين عنجهيتك؟ انظر الى نفسك ماذا حل بها لقد دمرت اقتصادك واوقفته رغما عنك وجعلتك قعيد بيتك او قريتك والخوف يلازمك مني حتى وانت سجين بيتك. ضضنت ان علمك وقوتك أصبحت لاتقهر فذهبت مغاضبا ورجعت مغاضبا وضننت ان لن يقدر عليك احد؟! واليوم خاب ضنك فانا فيروس قليل الحجم ضيئل الوزن لا افكر وليس لدي دماغ ولكني ادمرك واشتتك واشل حياتك فهل فهمت لماذا؟ لانك طغيت ضد التوازن الطبيعي وطغيت ضد بعضك البعض بينما انا الذي لاتفكير لديه اُكَثِرُ نفسي واستنسخها و بعد ان ادخل الى رئتيك اقفز منك الى غيرك.
انت لاتستطيع ايقافي الا اذا شاء الله فهو خالقي وخالقك بل وجعل حياتي في داخلك لانك ارضي التي سادمرها كما دمرت انت ارضك. والفرق بيني وبينك انا استنسخ نفسي ولا اقتل أبناء جنسي وليس لي عليهم سلطان ولا قهر بينما انت تقتل أبناء جنسك وتدمر ارضك وتقهر غيرك بل وتفعل ذلك كله باسم الرب وباسم الدين وباسم القيم. واعلم أيها الانسان انك ضعيف واتعض واعلم انني سأختفي بعد حين ولكن اذا عدتم عدنا واذا عدنا سنعود اشد واقوى واسرع بعد سبع او ثمان سنين كما فعلنا في ٢٠٠٣ ثم بعد تسع سنين في ٢٠١٢ ثم بعد سبع سنين في ٢٠١٩ . وسؤالي لايزال اليك أيها الضعيف المتجبر من الذي انتصر لحد الان في هذه الحرب العالمية انا الذي لا أُرى ام انت؟
اللهم الطف بخلقك فأنت ترى أنهم ضعاف وتنظر اليهم حيث صاروا و كأنهم فروا من قسورة مستنفرين خائفين مرعوبين مسلوبين ليس لهم الا رحمتك يا ارحم الراحمين!
