تدور الآن رحى حرب طائفية واضحة في منطقة الشرق الأوسط ،يؤججها ويقف خلفها بكل قوة نظام الملالي في إيران ،وهم يفتخرون بهذا ولا ينكرونه ،ولكي لا نلقي الأمور على عواهنها ونتهم طرفا وندلس على آخر ،علينا البدء بذلك الطرف الذي يتخفى خلف ستار الدين ،ويمارس التكفير والإرهاب بأبشع صوره (ما يجري في سوريا الآن وما جرى في العراق قبله من ذبح وتفجيرات في الأسواق والأماكن المزدحمة بالسكان )،ولم يكن هذا سوى ردة فعل طبيعي على ما خططت ونفذته إيران من أعمال إرهابية وإجرامية شاركت بها قوات الاحتلال الأمريكي خلال سنوات الغزو وبعده ،حتى طلب احمدي نجاد من الأمريكان تسليمه العراق بعد رحيل قواتهم الغازية بحجة (ملء الفراغ) ،وقد نفذت أمريكا هذا الطلب لضمان خروج امن لقواتها من العراق بصفقة معروفة للجميع ،إلا أن إيران لم تملئ الفراغ فحسب ،بل احتلت العراق أبشع من الاحتلال الأمريكي، وقتلت قوات الحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني والميليشيات التابعة لها، أضعاف ما قامت به قوات الغزو والأمريكي من أبناء الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته ومذاهبه ،ولم يسلم من هؤلاء الأوباش
حتى لاجئو سكان مدينة اشرف العزل من السلاح وقدموا المئات من الضحايا والجرحى ،بتواطؤ حكومي واضح أدانته الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية ،ومازالت تعبث وتعيث فسادا وقتلا وتهجيرا وتفجيرا بالعراقيين ،وهذا يؤكد قوة النفوذ الإيراني عسكريا وسياسيا ودينيا في العراق ،أما حكومة المالكي ودولة القانون فهم من يقف وراء تأجيج البعد الطائفي والشحن في العراق، نقولها بوضوح لسبب بسيط أن المالكي وحزبه ودولة القانون التي يتزعمها المالكي نفسه ،هم يقود السلطة في العراق وتقع عليهم مسؤولية حماية العراق وحماية أمنه واستقراره ومحاربة الطائفية والقضاء عليها ومحاسبة من يروجها في المجتمع العراقي كائن من كان ودستورهم الذي وضعوه هم يؤكد هذا ،ولكن نرى العكس من هذا كله أمس فقط خرج علينا المالكي نفسه في حفل أكذوبة خروج العراق من البند السابع وقال( إن على الحكومة حماية الشيعة التركمان في كركوك وطوزخورماتو) ،وهذه أول مرة يسمع الشعب العراقي بيافطة (الشيعة التركمان ) ولم يقل مثلا تركمان العراق في حين خرج آخرون من دولة القانون ليطالبوا باعلان طوزخورماتو وتلعفر كمحافظتين (شيعيتين ) ،يا سلام عالطائفية كيف يغذيها ويروج ويخطط لها البعض ،وفي تصريحاته يتباكى ويحارب الطائفية ويتهم الآخرين بالطائفية بمجرد أن رفع صورة أو علم ، في حين يرى العراقيون صورا وجداريات ولافتات واحتفالات لرموز دينية إيرانية في اغلب محافظات العراق، أليس هذا استفزازا واستخفافا بمشاعر ملايين العراقيين ،أليست هذه إثارة للنعرات الطائفية وببرقعها الرسمي والحزبي والديني ،هذه الأفعال بذور الفتنة ووقودها لتأجيج الحرب الطائفية الأهلية ،وهي من أبقى العراق بعد رحيل الأمريكان في أعلى درجات العنف الطائفي قبل أن يتحول الى سوريا بإشراف إيران وحزب الله والميليشيات العراقية الموالية والتابعة لولي الفقيه الإيراني ،وكلنا نرى ماذا حل بشعب سوريا من خراب ودمار واقتتال على أسس طائفية واضحة ،لن يستطيع احد إنكارها ،بل هي من تدق طبول الحرب الطائفية الكونية في العالم ،إذ تحول الاقتتال الطائفي الذي تقوده إيران وحزب الله من سوريا والعراق الى لبنان والبحرين واليمن ،وما جرى في مصر في حادثة حسن شحاتة لم تخرج من دائرة ما يجري في سوريا والعراق من عنف طائفي وتحشيد طائفي، ونتج عنه بالمقابل قتل مصري ردا على قتل شحاتة في مصر ، وما المظاهرات الطائفية التي أحاطت بالسفارة المصرية ،وإطلاق شعارات طائفية نتنة نتانة من أطلقها بسب الصحابة الكرام وأم المؤمنين، إلا شرارة الحرب الطائفية التي ستطال العالم الإسلامي ،وهل نتجاوز معركة الجيش اللبناني وحزب الله مع الداعية اللبناني احمد الأسير، وقتل أكثر من عشرين لبنانيا بدواع طائفية، أشعلها حزب الله في لبنان ،إذن فلنعترف بجرأة ووضوح أن الحرب في العراق طائفية سياسية لا طائفية شعبية وهي كذلك في سوريا ولبنان والبحرين ،إذ لا يوجد في الشعب من يريد الحرب الطائفية وقد داسها الشعب العراقي والسوري والبحريني وغيره ولم تبق إلا في ذهن وعقل الساسة الطائفيين ،لأنهم يعتاشون عليها، وهي سبب استمرارهم في قيادة السلطة، وبغيرها هم أناس نكرات كما يقول المثل العراقي (دايحين بالشوارع )،عليه ونحن في هذا الشحن الطائفي والسعير الطائفي الذي أصبح إقليميا ويتجه الى العالمية بإصرار حكام طهران وملاليه ،أصحاب المشروع الكوني الإيراني التوسعي في إشاعة المد ألصفوي في كل أنحاء العالم ،هو من ينذر بحرب طائفية كونية تقودها إيران، ومن يتبع ولاية فقيهها ويلبس الثوب الطائفي ألصفوي ،وهذا حتما سيقود الى ردة فعل متقابلة وقد رأينا بوادرها في حادثة حسن شحاتة الأليمة ،وحادثة قتل المصري في بغداد كرد فعل مقابل له ،ناهيك عن ما تقوم به الميليشيات الإيرانية بوضع سيطرات وقتل على الهوية ،أو حوادث أخرى مشابهة لها هنا وهناك في دول عربية أخرى ، فهل نحن سائرون الى حرب طائفية عالمية كما حذر منها ونوه إليها رئيس الوزراء نوري المالكي قبل يومين عندما قال (أرى أن حربا طائفية في المنطقة تلوح في الأفق فعلينا التصدي لها؟؟؟)،هذه هي رؤية تحليلية لما يجري في المنطقة من تحضيرات الحرب الطائفية العالمية .