23 ديسمبر، 2024 10:28 ص

حرب ايران.. أسست لحروب طائفية في الشرق الاوسط

حرب ايران.. أسست لحروب طائفية في الشرق الاوسط

تعد من أطول حروب القرن العشرين، وأكثرها دموية وشبه طائفية، أثرت في نفوس الشعب وحياتهم الاجتماعية والاقتصادية، ومن قال إن هناك نصر فهو واهم؛ وغير مدرك لما حصل بالفعل، كانت حرب استنزاف، فرض فيها النظام الصدامي اقسى أحكام العقوبة (الإعدام) لمن يترك ارض المعركة.
دفع بعض الجنود إلى تسليم أنفسهم للجانب الإيراني ليس لخوفهم، بل ادراكهم انها اصبحت حرب طائفية، انعكست على الواقع الاجتماعي، ومن حينها غرست الطائفية في نفوس العراقيين شيعة وسنة.
لنتكلم بواقعية وقراءة ثلاثية الأبعاد، لما نعيشه؛ بعيدا عن الظنون وترهات الإعلام والطائفية وغيرها من القراءات المغلوطة للواقع العراقي.
بدأ العد التنازلي؛ لتحويل المجتمع المدني إلى مجتمع عسكري. لغته الرصاص والبندقية، وشاع الجهل وعدم الاهتمام بالجانب التعليم والتربية، وتدني مستوى الثقافة، ليصبح العنف والعصبية هي اللغة السائدة.
الجانب الاقتصادي أكثر تأثيرا بعد الحرب، أدى إلى تدني الدخل الشهري للعائلات العراقية، لإجبار الشباب على الانخراط بالسلك العسكري، واستنزاف طاقة الشباب، في تأسيس جيوش مرادفة منها “الجيش الشعبي”،”جيش القدس” وغيرها من الاجهزة، التي حتمت على العوائل أن تفقد معيلها الوحيد.
مما أدى إلى استشراء الفساد في المؤسسة العسكرية، فضلا عن الدوائر المدنية، التي اشتهرت بـ الرشوة، وانتشار ظاهرة تبادل الرشا بين الموظفين والمدراء والمراجعين.
ان الجيل الذي نشأ تحت فكر البعث، وسياسة صدام القمعية والدكتاتورية؛ لا يمكن تجاوزه بسنوات قليلة، مع تفشي الفساد في دوائر الدولة، وسلطتها العسكرية والمدنية، في زمن الطاغية كانت واضحة للعيان، المعاملة في دائرة الجنسية لا تكتمل دون دفع الرشوة، كنا نعبر السيطرات ب١٠٠ دينار فقط.

هذا كله ترسبات لا يمكن نفيها أو حذفها، في عمر الدول؛ اليابان والمانيا، دول خاضت حروب مدمرة أفرزت جيل لا يمكن إصلاحه، ولم تتطور إلا بعد مرور أكثر من ٢٠ عام، أي أزالت جيل كامل و تأسيس لجيل جديد؛ بعد ٤٠ عام على الحرب .. حتى وقفت تلك البلاد على قدميها، وبدأت تصنع وتبني وتتطور.
العراق لا يزدهر؛ إلا بعد مرور ٢٠عام من نهاية حروبه المتتالية، بلدنا على مدى ٣٧ عام من الحروب؛ اليس لها تبعات اقتصادية واجتماعية هذه الحروب؟! نحن ندفع ثمنها إلى يومنا هذا؛ وعشر سنوات قادمة، منذ حرب ايران ١٩٨٠ ثم حرب الكويت ١٩٩٠ -١٩٩١ انتفاضة الشعبانية، ثم سنوات الحصار، وحرب ٢٠٠٣ ، ثم الطائفية ٢٠٠٦-٢٠٠٧، آخرها حرب داعش ٢٠١٤، الى اليوم ونحن نخوض الحروب، جميعها تؤسس لأجيال نشأت في ظروف غير طبيعية، ستنتج مرحلة غير مستقرة، حتى يتسلمها الجيل القادم، الذي يكون مستقراً نوعا ما، في ظل هدوء نفسي واجتماعي .. يوفر صناعة قادة مستقبل.
كانت حرب مدفوعة الثمن خسر بها الجانبان شبابهم واقتصادهم، لإرضاء دول الخليج وامريكا، تبعات نظام صدام تطاردنا للسنوات العشر قادمة، حتى يتغير جيل كامل، بعدها نتكلم عن المستقبل.
كنا وقود لحرب طائشة، لا ناقة لنا فيها ولا جمل، سوى ملايين من الشهداء والمعوقين؛ من شباب العراق، ندفع ثمنها إلى اليوم ..
مختصر عن المعاناة، وهناك كثير من الجوانب التي لها أثر كبير على نفسية المواطن العراقي