22 نوفمبر، 2024 11:35 م
Search
Close this search box.

حرب اوباما على الإرهاب

حرب اوباما على الإرهاب

تنتظر العالم و المنطقة العربية حربا عالمية ثالثة ،تقودها الولايات المتحدة الأمريكية بحجة مواجهة الإرهاب ،ويكون انطلاق هذه الحرب هو العراق ،وتحديدا من مدينة الموصل التي تتواجد فيها الدولة الإسلامية والتي تريد امريكا وحلفاؤها إخراجها منها  ،حيث تقوم إدارة اوباما بتحشيد دولي عسكري وإعلامي لإعلان هذه الحرب، وسيقوم وزير الخارجية الأمريكية  جون كيري بزيارة مكوكية للمنطقة لاطلاعها على خطة إدارة اوباما ورؤيته للحرب وطلب المشاركة فيها ،والتي ستكون هذه الحرب طويلة كما يريدها اوباما في كلمته الأسبوعية الأخيرة ، إذن نحن أمام سيناريو أمريكي جديد في المنطقة ،بعد فشل السيناريو الامريكي في معالجة الأزمة السورية وتغيير نظام بشار الأسد،في السنة الماضية ،والسيناريو الجديد يعتمد على معالجة تجاوز الأخطاء الأمريكية وتغيير التحالفات الدولية ،حيث كانت الأخطاء الأمريكية كارثية على سمعة اوباما وعلى سمعة امريكا الدولية ،فقد وصفت الصحف العالمية آنذاك اوباما ب(الجبان) ،لأنه لم يستطع شن حربا على سورية كما هدد وتوعد وأرعد وأزبد،وتخاذل في اللحظات الأخيرة أمام وقوف روسيا وإيران والصين في وجهه في مجلس الأمن ،وتحشداتهم العسكرية نصرة للنظام السوري،الآن تغير (العدو) وتغيرت التحالفات ،وتغيرت الاستراتيجيات ،فقبل كان العدو هو (بشار الأسد)،في في سورية وكانت الفصائل الإسلامية من جبهة النصرة إلى الجيش الحر إلى الجبهة الإسلامية إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام وغيرها هي الحليف لها ، في حين ألان العدو هو(الدولة الإسلامية) له والنظام السوري حليفه أو محايدا له ،إن لم نقل شريكه في الحرب ولو سريا،وروسيا وإيران ستكونان حليفان ،بعد أن أقنعهما بان خطر الدولة الإسلامية يهدد الجميع،هذا السيناريو وأسباب الحرب وفرها اوباما وإدارته ،من خلال دعم حكومة المالكي وميليشياته في العراق،والتي أوصل المالكي من خلالها ، العراق الى قعر الهاوية والخراب والدمار والحرب الطائفية الأهلية ،واستباحته مدن بأكملها وتحويلها الى خرائب وأطلال  ينعق فيها البوم،بعد قتل وهجر أهلها ،واستخدم معهم أقسى أنواع القوة المحرمة دوليا ألا وهي القصف بالبراميل المتفجرة والراجمات والصواريخ والطائرات ،حتى سقط اوباما وإدارته في وحل ومستنقع العراق الذي ورطه فيه نوري المالكي وإيران في العراق ،وعلى اثر هذا الدعم الكارثي اللامحدود لنوري المالكي وميليشياته الطائفية التي يشرف عليها قاسم سليماني شخصيا ،سقطت محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى والانبار بيد الدولة الإسلامية ،وتحولت الدولة الإسلامية من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع عن هذه المحافظات وضمها إلى محافظات سورية أخرى ،وإعلان دولة الخلافة الإسلامية ،وهكذا اكتمل السيناريو الامريكي ،وأصبح له عدوا أوحدا ،هو الدولة الإسلامية في العراق والشام ،ليقود الحرب العالمية الثالثة ضدها ،انطلاقا من العراق ،وتحديدا من أطراف مدينة الموصل وشمالها الذي تشرف عليه الأحزاب الكردية الحليفة له،لذلك انتفض اوباما وأخذته الشيمة الأمريكية ،بوقوفه الحازم مع الإخوة المسيحيين والايزيديين والشبك والتركمان الشيعة ،ونحن ضد تهجيرهم تماما ،ولكن لماذا هذه الازدواجية والحمية لم تأخذه على أهلنا في الانبار والموصل وديالى وكركوك وصلاح الدين ،وهم يقتلون ويذبحون ويقصفون بالبراميل المالكية المتفجرة والميليشيات الإيرانية صنيعة اوباما وإيران ،يوميا ومنذ أكثر من سنة ،أليس من حق هؤلاء الأبرياء والضحايا من المهجرين والشهداء أن يحميهم من كان السبب في احتلال بلادهم وتدميرها ،لكي يأتي اليوم ويريد التحالف معهم لمحاربة ما يسميه الإرهاب ،وينسى ان امريكا هي راعية الإرهاب الدولي الأول في العالم ،وهي المسئولة عن قتل الشعوب وإثارة وتأجيج الحرب الأهلية الطائفية في الدول،كما يحصل ألان في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وغيرها،اوباما في خطابه الأخير يتباكى على (السنة في العراق)،ونقول له من دعم المالكي وميليشيات إيران ،ومازال يدعمهم ،ولماذا لا يعتبر الميليشيات في العراق (إرهابية ) ،مثل ميليشيا بدر وعصائب أهل الحق وكتاب حزب الله وسرايا السلام ،وهل يعقل احد في العالم أن وزيرا في حكومة المالكي هو هادي العامري وزير النقل ،يقود اكبر ميليشيا طائفية تقتل العراقيين ومسئولة عن آلاف الجرائم من تطهير طائفي وتهجير طائفي وقتل على الهوية ،بحجة محاربة الإرهاب،وهل يوجد إرهاب اكبر من ما ترتكبه هذه الميليشيات في العراق ،وهي المسئولة عن كل ما يحصل في العراق(انظروا الى تصريحات هادي العامري رئيس منظمة بدر الميليشياوية والمسئولة عن آخر جريمة لها في جامع مصعب بن عمير ،هذه الازدواجية الأمريكية هي من أوصل سمعة اوباما وأمريكا إلى الحضيض،وفشل سياستها في المنطقة عموما وفي العراق خصوصا،والآن أليس من حقنا أن نسأل اوباما،هل تستطيع القضاء على الميليشيات الإيرانية في العراق من خلال الحكومة التي قمتم بتشكيلها واختيار رئيس وزارتها في العراق حيدر العبادي،وهل يستطيع العبادي تجاوز أخطاء سلفه وأخطائكم في العراق ،ومنها إلغاء قرارات بريمر وإطلاق سراح الأبرياء من سجون المالكي السرية والعلنية،وإنهاء حالة الإقصاء والتهميش لمكون السنة الذي تتباكى عليه الآن ،ومن يعيد ملايين النازحين لبلدهم العراق،وهل يستطيع اوباما إحالة نوري المالكي على القضاء لجرائمه بحق العراقيين ،والغاءالمحاصصة الطائفية ونهجها التدميري وإلغاء الدستور المسخ،عندها فقط يمكن إعادة العراق إلى وضعه الطبيعي،وإعادة الحقوق لأهلها ،هذه الأخطاء الكارثية التي حصلت للعراقيين جراء الاحتلال الامريكي ،على اوباما تصحيحها الآن كما وعد قبل الانتخابات واخلف كالعادة،لكي يكون العراق عامل استقرار في المنطقة ،وليس عامل تهديد،أما الحرب التي يحشد اوباما لها الآن ،ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام،فإنها ستكون حربا عالمية كارثية على الجميع بكل تأكيد،لانعدام عامل التوازن والتكافؤ في الحرب،التي ستحرق الأخضر واليابس في المنطقة،هذه الحرب ستكون حرب شوارع وقصف مدن ،لمواجهة عدو غير مرئي يتحصن في المدن،لا ساحة له ولا هدف يتخفى خلفه سوى الأهالي العزل ،وان دول التحالف ستحارب أشباح في المدن ،فعلى من ستنتصر امريكا وحلفائها في هذه الحرب،نعم ستنتصر ولكنها على أبناء هذه المدن الذين سيكونون حطبا لهذه الحرب ،وسوف لن تحقق امريكا أهدافها في مواجهة عدوها المفترض ،ولكن في المقابل إذا ما تحققت أهداف امريكا في مواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام،هل يستطيع دحر إرهاب الميليشيات الإيرانية وإيقافها عن قتل العراقيين والقضاء عليها،وهي ميليشيات إرهابية يفترض أن تضع في خانة المنظمات الإرهابية العالمية،كونها تمارس القتل والتطهير العرقي والطائفي في العراق وسورية،وهي ميليشيات إيرانية واذرع إيرانية لإرهاب المنطقة ومعها حزب الله اللبناني ،ثم ماذا عن موقفه من الأنظمة التي تدعم الإرهاب كمحور الشر الإيراني ،لاسيما وان إيران تفرض شرطا للمشاركة في مواجهة الدولة الإسلامية ،على وقف الضغوط الأمريكية على برنامجها النووي العسكري الذي يهدد الأمن والسلم العالميين،إذن هناك قرارات جريئة يجب على إدارة اوباما اتخاذها الآن ،وهي القضاء على الميليشيات الإيرانية التي تمثل الآن جيش المالكي،الذي يقود المعارك ضد أبناء ثورة العراقيين في المحافظات المنتفضة ضد المالكي وحكمته وميليشياته الطائفية،الحرب العالمية الثالثة التي تقودها امريكا قادمة إلى المنطقة بقوة هذه المرة،وسط أخطاء كارثية لم يعالجها اوباما ويتباكى عليها فقط،وهي مظلومية المكون السني في العراق،لأنه هو بيضة ألقبان في المنطقة كلها ،فلا امن ولا أمان بدونهم أبدا ،وهذه حقيقة على الجميع الاعتراف بها ،وإلا ستظل المنطقة تعاني من الحروب الطائفية التي تحرق الأخضر واليابس عاجلا وليس آجلا،والتي ستطال دول المنطقة والعالم أيضا ،الحرب هو الخيار الوحيد الذي يعزف على أوتاره اوباما الآن ،فهل يستطيع تحقيق ما عجز عن تحقيقه سلفه الخائب والمجرم جورج بوش عندما غزا العراق …؟ اجزم أن الحرب الأمريكية سوف تفشل لأنها تفتقر إلى الحكمة والموضوعية وتجاهل قوة الآخر ….

أحدث المقالات