23 ديسمبر، 2024 8:38 ص

حرب امريكا الاقتصادية على ايران، لمصلحة من؟

حرب امريكا الاقتصادية على ايران، لمصلحة من؟

مع بداية التحول الجديد في السياسة الامريكية او السياسة الامريكية الجديدة في الشرق الاوسط وعلى وجه التحديد في المنطقة العربية وجوارها الاقليمي؛ زار وزير خارجية امريكا العراق في زيارة خاطفة ومن ثم الى القاهرة في اطار جولة يزورلاحقا، فيها الاردن والكويت وقطر والامارات والسعودية وعُمان، على ضوء المدخلات الجديدة للسياسة الامريكية في المنطقة العربية وفي العالم التى تستوجب حشد التاييد وما إليه لتلك السياسة. امريكا هذا الثور الهائج والمتجبر تخطط لشييء خطير وستراتيجي في الشرق الاوسط، يستهدف دولة بعينها وهي ايران كنظام وليس كدولة.. واول هذه المنصات في الاستهداف هو محارتها اقتصاديا والضغط على دول المنطقة ومنها العراق في اجباره بشكل او باخر بحجة او باخرى على ان يركب في سفينة العقوبات الامريكية هذه على ايران. ايران شكلت وجع وسخونة دائمة للراس الامريكي وما ينتج هذا الراس من خطط في الميدان وفي اول هذه الخطط، صفقة القرن، بل هو المخطط الجامع لكل الخطط الفرعية الاخرى والتى تغذي او توفر الميدان لنجاح هذا المخطط.. بصرف النظر عن وضع ايران وما تعمل، ايران لها مالها وعليها ماعليها، ايران ليست حمامة سلام او حمل وديع او هي ليس لها اطماع او توجهات ذات بعد قومي، جميع دول المنطقة والعالم تنشط في العمل من اجل مصالحها اكثر باكثير مما تقوم به ايران ومنها روسيا وتركيا ودول اخرى في الجوار عبر المتوسط، لكنها تدعم محور المقاومة للاطماع الامريكية في المنطقة العربية وجوارها الاقليمي وكذلك خططها في صفقة القرن التجارية. امريكا تريد قص اذرع ايران في المنطقة العربية وفي مقدمة هذه الاذرع هو ذراع المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله المقاوم في لبنان، الذي شكل ويشكل باستمرار هاجس قلق امني للكيان الاسرائيلي ومن الطبيعي هناك امور اخرى لاتقل اهمية وربما اكثر اهمية من محاربة حزب الله عبر تقزيم ايران وتهشيم قوتها الاقتصادية..وزير خارجية امريكا في كلمة له في الجامعة الامريكي في القاهرة قال بما معناه: لسنا غزاة ومحتلين، سوف نرحل عندما تنتهي مهمتنا، وهذا هو الكذب في اقبح صورة من صور الكذب والخداع الامريكي والتى لا تدانيها في مضمار الخديعة هذه اي دولة في العالم. هناك من يظن او يتصور بان امريكا سوف تقوم بتوجيه ضربات لأهداف منتخبة في ايران، هذا امر لن يحصل إلا في حالة واحدة؛ ان يحدث خطأ ما، وهذا الخطأ من المستبعد ان يحدث ويكون له في الميدان فعل، لأحتراس الطرفين من الاقتراب من منطقة الاحتكاك..ان اللعبة هنا، لعبة في الاقتصاد ولي الاذرع والغلبة في النهاية لمن يصبر دولة وشعب على تحمل الحرمان وقرص العوز والحاجة والقدرة على المطاولة في الصبر، وهنا ما نقصد ايران دولة وشعب. السؤال هنا والذي توججه المقبلات من الاسابيع والاشهر وربما السنوات؛ هل ان هذا المخطط سوف يمر او يبدأ او يتابع اجراءته بسهولة؟.. ان هذه السياسة الامريكية الجديدة على درجة كبيرة من الخطورة سواء باتجاه حركتها او ما تنتج تلك الحركة من افرازات خطيرة على المنطقة العربية المهتزة اصلا، وعلى العراق تحديدا…لأنه سوف يكون الأكثر تاثرا بتلك السياسة. امريكا تسعى ان تحقق في الميدان، تحققا مستداما: امرين اساسين، هما امن اسرائيل المستدام عبر تمرير صفقة القرن التجارية؟..وتحويل دول المنطقة العربية الى حقول ابقار حلوبة، كي تسيطر بها وبغيرها في مناطق اخرى في العالم، على الكرة الارضية( دول العالم الثالث..) بما على سطحها وتحتها من خيرات..بوتين الرئيس الروسي قال في معرض حديثه عن العلاقات مع امريكا: ان امريكا تسعى للسيطرة على العالم. نعود الى حرب الاقتصاد الدائرة الآن والتى سوف يشتد اوراها في القادمات من الاوقات، بين امريكا وايران، بابعادها التاثيرية على دول المنطقة؛ ان امريكا في حيازتها او انها تمتلك اوراق ضغط كبيرة جدا، من تلك التى لها ثقل كبير جدا في انتاج النتائج..من هذه النتائج انخفاض صادرات النفط الايراني بدرجة كبيرة في المستقبل القريب جدا، ان لم يكن قد انخفض فعلا. لكنه وفي مطلق الاحوال سوف لن يصل الى مرحلة التصفير، ليس بسبب التهديد الايراني باغلاق مضيق هرمز، فالذكاء الايراني يعرف ما يترتب على هذا الاجراء ان اقدمت عليه من نتائج، تقود الى تدمير اسطولها البحري؛لأنه يعطي الحجة الدولية او الشرعنة الدولية، لأمريكا على ان تقدم على هذا العمل التدميري، لسبب اخر يختلف كليا عن التهديد الايراني ألا وهو: ان امريكا لاتريد وفي اي حال من الاحوال، تدمير ايران كدولة، بل تسعى الى تغيير النظام او هو من يغير تحت الضغط الاقتصادي المسلط على شعوب ايران والغير مسبوق، طوعا ذاته ويلبس ثوبا اخر غير ما هو يرتديه الأن..وهو امر مستحيل لسبب واضح وبسيط: لأن هذا التغيير سوف ياتي على اعمدة ارتكاز النظام الايدولوجية، ذا الابعاد الوجودية..وهذا امر مرفوض جملة وتفصيلا، من رأس الهرم حتى القواعد..ان الاعلان الامريكي عن الانسحاب من سوريا والتموضع في العراق، يقع في اطار هذا المخطط الذي تهيء امريكا عوامل وشروط انجاحه. بومبيو وزير خارجية امريكا قال عند زيارته الخاطفة الى العراق بان امريكا سوف تعمل على استقلال العراق في حقل الطاقة وهنا نسأل اين كانت امريكا عن حقل الطاقة في العراق خلال ستة عشر عاما منذ غزوها واحتلالها، العراق. ان هذا التوجه او الاجراء وكذلك غيره من الاجراءات الاخرى، جميعها تقع في دائرة حرب امريكا الاقتصادية على ايران. وزير خارجية امريكا زار وسوف يزور دول الخليج العربي بالاضافة الى مصر والاردن والعراق لتكوين جبهة او لتجيش جبهة بامكاناتها في حقل الطاقة والاقتصاد ضد ايران او معاونة امريكا في تغيير النظام الايراني من خلال مدارج الاقتصاد. السؤال الملح هنا ماهي مصلحة تلك الدول وشعوبها في محاربة ايران وبالذات في هذا الوقت الذي يشهد تحولا جذريا في السياسة الامريكية في المنطقة العربية واول هذا التحول هو العمل الجدي على تصفية القضية الفلسطينية وجعل الكيان الاسرائيلي دولة طبيعية بلا ثمن قانوني واخلاقي اي حق الفلسطينيين بدولة ذات سيادة، ووضعها في الخانة التى بها تتسيد اقتصاديا وعلميا وتقنيا على اقتصادات دول المنطقة العربية بما فيها بل في اولها دول الخليج العربي، نقول ان مصلحة لشعوب العرب في الحشد والتوجه الامريكي ومن وراءه الاسرائيلي بل على العكس هو ضد مصالح شعوب العرب في المنطقة العربية. ان الاعلان الامريكي عن الانسحاب من سوريا؛ يؤشر او يشير الى بداية تحول ستراتيجي خطير في المنطقة العربية وجوارها الاسلامي..