22 نوفمبر، 2024 4:02 ص
Search
Close this search box.

حرب اليمن والمعايير المزدوجة الصارخة

حرب اليمن والمعايير المزدوجة الصارخة

في يوم الإثنين 17/1/2022 ، حدث هجوم الحوثيين على إمارة ابو ظبي ، كانت حصيلته قتل إثنان من المساكين العاملين ، أحدهما باكستاني والآخر هندي الجنسية ، وأسفر عن حرائق وأضرار مادية ، لكنا متفقون على أن الخسائر البشرية لا تُقارَن بالخسائر المادية ، فالإنسان أثمن ما في الوجود ، أو هكذا يقولون .

وقامت الدنيا ولم تقعد ، إدانات بالجملة من جميع الدول والواجهات الأممية ، أولها فرنسا ، ومنها ببغاء “السياسة” الخارجية العراقية ، ربما كنتُ شخصيا سأنضم لهذه الجوقة ، فأنا ضد أي شكل من أشكال الحروب ، وهذه بدورها من أكبر الحجج لإمتهان حقوق الإنسان ، والأخطر إن واجب تلك الحروب في الأساس هو القتل ، وتبقى النفس البشرية محترمة عند الله ولا تُقدّر بثمن ، ولكن لماذا (خرست) جوقة المنادين بادانة ما حدث بعدها ، بالنظر لما إرتكبه “تحالف العار” العربي لاحقا و”ثأرا” لهذا الهجوم ؟ !.

في يوم الثلاثاء 18/1 ، هجم هذا “التحالف” على صنعاء ، موقعة 14 قتيل (سبعة أضعاف العدد) الذي أوقعه هجوم الحوثيين ، من بينهم نساء وأطفال ولم نسمع خبر إدانة واحد ، سوى (مانشيت) صغير ، أو مجرد خبر عادي على وكالات الأنباء ، ولم يكتفِ “تحالف العار” المتعطش لدماء الأبرياء بذلك ، فكرر عدوانه على (صعدة) في 21/1 ، كانت حصيلته 70 قتيلا وعشرات الجرحى من بينهم 3 أطفال حسب هيئة إنقاذ الطفولة ، فيما أعطت منظمة الصليب الأحمر الدولي ، أن هنالك أكثر من 100 قتيل ! ، (50 ضعف ضحايا هجوم الحوثيين) ! ، عدا تدمير العشرات من المساكن على رؤوس ساكنيها !.

لست مع الحوثيين ولا مع من يدعمهم ، وإذا كان الحوثيون يقاتلون بالوكالة عن أيران ، أليس هنالك عشرات الآلاف من اليمنيين يقاتلون بالوكالة عن الأمارات بالذات ؟ !.

أين ألسنتكم يا من تدّعون حقوق الأنسان ؟ ما هذا (الخَرَس) الذي أصابكم ، أين إداناتكم لحرب إبادة ضد بشر يُفترض أنهم أغلى ما في الوجود ، هل قتلى أبو ظبي غير قتلى اليمن ؟ هل لأنهم فقراء فيجب أن يكونوا منسيين ؟! ، الأجدر أن تحاربوا موجة المجاعة الكبرى التي ألمّت باليمنيين بسبب هذه الحرب الملعونة ، بدلا من إمطارهم بآلات الطيران القاتلة والصواريخ “الذكية” وآخر صيحات تكنولوجيا الدمار ، تلك التي تستضيفها معارض الإمارات بكل فخر ؟! ، وصفقات (الترضية) الباهضة لعدوة الشعوب ؟! ، فلا يزال سلاح (بريطانيا) و”الويلات” المتحدة ، يتدفق على “تحالف العار” رغم نفي تلكما الدولتين لكونهما “تدينان” هذه الحرب ، فأي نفاق هذا ؟! .

أعلم جيدا أن المجتمع الدولي ، مجتمع منافق وديدنه الكيل بمكيالين ، فلن ننسَ الحصار المجرم ، وشنه لحربٍ ظالمةٍ على العراق بمبررات غير موجودة ، والغريب أنهم بدؤا بتدمير البنية التحتية التي لم تقم لها قائمة لغاية الأن ! ، وسارعوا إلى مدح ومباركة الإنتخابات الأخيرة ، رغم المقاطعة الملحمية للعراقيين إياها ، على إنها 43% ! ، وهي بالحقيقة أقل من نصف هذا الرقم ! ، حقا إننا نعيش وسط بحر من ذئاب وكلاب سائبة ، فالكلاب تنبح على الفقير ، وتُلَعّبُ أذنابها للغني ، والظاهر أن تصرفات (الكلاب ) تلك تنسحب على دول !.

هل أرضٌ هذه الكُرةِ الأرضيةِ ..

أم وجْرُ ذئاب ! …. مظفر النواب

أحدث المقالات