يحتدم النقاش هذه الايام حول اطلاق مصطلحات مختلفة على المنطقة المحصورة بين تلعفر شمالاً ومندلي جنوباً (الاراضي المتنازع عليها) حيث أدرج في الدستور في غفلة من الزمن ومن السياسيين الخدج والذين لم يعقلوا مغزى هذه الكلمة بل كترجمة من اللغة الانكليزية (dis pute areas) وبإرشاد من السيد بول بريمر بترجمة عربية(متنازع) فالجانب الكردي كان واعياً لهذه الكلمة وما ستؤول اليه الامور عند التنفيذ واما اللجنة من السياسيين الجدد الذين قاموا بادارة كتابة الدستور لم يخطر ببالهم المغزى الحقيقي لهذه الكلمة بل اعتبروها خلاف بسيط سيذوب في الفترة الانتقالية ويمكن الاتفاق حولها بعد استقرار الامور وتنفيذ الدستور. واعتقد جازمأ لو كانوا يعرفون انها تعني تفجير العراق من الداخل الى اجزاء متناحرة لاحول لها ولا قوة ومحل اطماع الاخرين لما وقعوا على هذا الدستور مهما بلغت شدة الضغوط لان الموافقون هم الان من يدافعون عن تعددية هذه المناطق التي تبلغ ربع مساحة العراق ان لم يكن اكثر… والان بعد افتضاح جميع النوايا والالاعيب الظاهرة منها والخفية التي كانت تحت وضع المادة 140 المنتهية صلاحيتها في الدستور الجامد لا ندري نلوم من في هذا البلاء الجلل اهو جهل ام انعدام الاختصاص او بريق الاقلام الذهبية والماسية التي وقعوا بها الدستور او التأثير بمباهج امريكا والربيع العراقي المؤقت في البداية ووصفات السياسي الباهت بول بريمر ومن لف لفه من الخدج ناهيك عن الجوانب الاخرى… والان بعد هذا العرض البسيط لواقع الحال نرجع الى المنطقة نفسها انها جغرافيا على الشكل الاتي: تسكنها قوميات وطوائف متعددة متعايشة ابتداءً من تلعفر فكلها تركمانية بجانب العربية الى الموصل العربية واطرافها وجنوباً الى وادي الثرثار(اسم المنطقة المحصورة بين جنوب الموصل الى شمال سامراء هي وادي التتار)وحوضها قرى كور درة وطاطران(التتار) ومنصورية الجبل (ادنة كوي) ومناطق عشائر البيات وكفري وقرة تبة ومقام سيدنا ابراهيم سمين وقراها ودلي عباس ومندلي وخانقين وقرة خان(جلولاء) وقزلرباط(السعدية) وغيرها كثيرة لا اتذكرها جميعاً ومن ثم الى جهة طوزخورماتو وداقوق وتازة خورماتوا وكركوك واطرافها والتون كوبري واطرافها وحتى طق طق (تك تك) واربيل وغيرها فهل من المعقول ان هذه المناطق كلها مقطوعة من كردستان وتابعة جغرافياً لهم واذا كان هناك من يدعي بأنها اسماء عثمانية فهل كان العثمانيون موجودون في شمال العراق فقط في الوطن العربي واذا كان كذلك فما اسمائها قبل ذلك ياترى…المعروف لدى كافة الشعوب ان الذين يسكنون في اي مكان لاول مرة هم من يطلقون الاسماء عليها بلغتهم كالمخترعات والاستكشافات كما هو الحال في امريكا واستراليا وغيرها في العصر المعروف ان سكان هذه المناطق من قوميات واديان متاعيشة وبشكل رئيسي العرب والاكراد والتركمان وغيرهم فلكل حق العيش بكرامة على ارضه ولايمكن لأي طرف اخضاعهم لمشيئته واذلالهم في عقر دارهم او قيام احد الاطراف بتهيئة الظروف لصالحها مسبقاً بعد 2003 ثم المطالبة بالاستفتاء عليها لضمها الى أرضيها وسيادتها مع سكانها زوراً وبهتاناً واذا كان الاساس الشرعي للمطالبة بهذا الاستفتاء هو الدستور فهناك سلطة اقوى واعلى وهي سلطة الشرعية الدولية وهي مواد الاعلان العالمي لحقوق الانسان حيث ينص في مادته الاولى ان للشعوب كبيرها وصغيرها نفس الحقوق والواجبات والكرامة علماً ان العراق قد وافق وقبل هذا الاعلان في حينه…واذا كان الاصرار على تطبيق المادة 140 من الدستور مطلوباً عند ذلك لايمكن اجراء الاستفتاء بقائمة واحدة لان طلب الاستفتاء منصب في مغزاه وروحه القانوني على الاساس القومي فيجب والحالة هذه ان تكون هناك اربعة قوائم للقوميات يتطلب الحصول على الاغلبية في كافة القوائم لصالح الانضمام الى جهة الاقليم او الحكومة المركزية حسب القانون الدولي لحقوق الانسان فمصطلح(المنطقة المختلطة المتعايشة) كتوصيف للحالة هو الصحيح جداً من الناحية الشرعية والواقعية وعلى جميع الاطراف الاعتراف بذلك لان جميع سكانها من العراقيين ولم يجلبوا من مكان اخر… لذا نناشد جميع شعوب المنطقة والعالم والمنظمات الانسانية العالمية كافة مساعدتنا في التخلص من الهيمنة والابتزاز والتهديد بالحروب والارهاب المنظم في ظل الربيع الانساني الذي يحتاج جميع شعوب العالم… وان الموضوع لايتحمل المساومات والتراضي والحلول والمباحثات لانه يتعلق بمصير وطن وبقاء اُمة اسمها اُمة العراق…والا ستبقى الخطيئة كخطيئة سيدنا ادم وحواء…
* فريق متقاعد / بكالوريوس علوم سياسية