23 ديسمبر، 2024 3:59 م

شن الجيش العراقي بقيادة نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة، أضخم حملة عسكرية في صحراء الانبار، على تنظيم القاعدة في العراق والشام فيما يعرف ب(داعش)،وقد عرضت فضائية قناة العراقية التابعة لحكومة المالكي ،أفلاما لضرب أهداف عسكرية في صحراء الانبار،تزعم إنها لملاحقة عناصر داعش ،،لكن سرعان ما اكتشفها المراقبون بأنها أفلاما أمريكية في حرب أفغانستان وغيرها ،وتجيء هذه الحملة ،وسط فشل حكومي كبير وانهيار تام في الوضعين الأمني والسياسي في عموم البلاد ،رافقها تسقيط سياسي قاده اكبر زعيمين في البلاد هما نوري المالكي ومقتدى الصدر، في هجمات صاروخية من التصريحات المتبادلة بينهما ،مع تهديدات بحملات وصولات عسكرية ضد بعضهما البعض،من اجل كسب الشارع العراقي قبيل الانتخابات التي تدق الأبواب ،رافقها هجوم آخر من المالكي ضد ساحات الاعتصام ووصفها بأنها تابعة لتنظيم القاعدة وان (60) من قادتها متواجدون على منصاتها ،وان الأوان لإنهاء هذا الاعتصام ،وهكذا حاصرت قواته ساحة الانبار ، وطوقتها بالدبابات والهمرات تمهيدا لاقتحامها ،إلا أن وقفة العز لأهل الانبار وعشائرها كانت بالمرصاد، فأفشلت هذا الحصار وأرغمته صاغرا على الانسحاب المخزي،وهناك جملة من التصريحات النارية لرئيس الوزراء نوري المالكي ،لا تشم منها إلا رائحة الطائفية ،والحقد والثأر والتحشيد الطائفي ،تمهيدا لإشعال حرب أهلية يرفضها العراقيون، ويؤججها حكام طهران في صفقتهم معه لولاية ثالثة  ،ومنها طلب المالكي لتغيير قبلة المسلمين وجعل كربلاء هي القبلة في الصلاة اليومية ،وهذا مناف للشرف والقران الكريم ،وشحن طائفي معلن ومنظم ودعاية انتخابية مضافة إلى تصريحاته السابقة ،فماذا تتوقعون من هكذا تصريحات ،غير العنف الطائفي والتدهور الأمني والاغتيالات والتفجيرات ،ومزيد من تصاعد وتيرة الانهيارات في عموم البلاد ،مع خلق أعداء جدد لحكومة المالكي من كل الطوائف (التركمانية والمسيحية واليزيدية والشبكية وغيرها ممن تتلظى وتكتوي بنار الطائفية )،اضافة الى عدوه المفترض (السنة )،وهذا يؤكد الغباء السياسي الواضح لدولة القانون التي تقود البلاد الى الهلاك الحتمي والحرب الاهلية الطائفية ،التي ستشارك فيها كل الطوائف المقهورة في العراق ،فبدلا من دعم وكسب واحتضان هذه الطوائف والمذاهب وادخالها في صف الحكومة ،ضد ما يسميه رئيس الوزراء نفسه ب(الارهاب السني )،لتاليب  وتحريض أمريكا والغرب على السنة في العراق وفي دول الخليج وفي سوريا ومصر وغيرها ،هكذا يقود الآن حملته العسكرية باسم الحرب على داعش،ولكن هل سيحقق المالكي من حربه هذه النصر ،ويقضي على داعش كما يزعم ؟؟،أقول بكل تأكيد ومن منظور سياسي ،لا يمكن لجيش العراق وجيش أمريكا وبريطانيا وغيرها من القضاء على داعش في هذا المكان ولا في غيره ،والسبب ليس في قوة داعش العسكرية وامتلاكها القوة النووية والأسلحة الفتاكة الجرثومية والصواريخ العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية ،ولكن ببساطة ،داعش صناعة أمريكية –إيرانية معروفة، فكيف تقضي عليها أمريكا ،وهي من ينفذ أهدافها ومخططاتها وسيناريوهاتها في المنطقة ،حتى دون أن تتفق معها ،هذا هو السبب الذي يؤكد فشل حملة المالكي العسكرية ضد داعش ،ولكن ما نؤكد عليه إننا ضد أي إرهاب وقتل للعراقيين من أية جهة ،وسنكون كعراقيين مع الجيش والشرطة إذا تصرف مع جميع الميليشيات الطائفية المعروفة   الموالية لإيران، والمنفذة لأجندتها في العراق حسب ما يصرح به قادتها ،والتي تقتل وتهجر وتغتال على الهوية الطائفية(الهجوم الاجرامي على معسكر ليبرتي للعزل منظمة مجاهدي خلق المعارضة الايرانية مثالا صارخا على اطلاق يد الميليشيات وعدم السيطرة عليها والوقوف بوجهها من قوة النفوذ الايراني ودعمه لها ) ،كما يتصرف مع ما يسميهم الخارجين عن القانون أو الإرهابيين ،نحن ضد الإرهاب بكل أشكاله الميليشياوية والداعشية التي تقتل العراقيين ،هكذا نريد الجيش والحكومة أن تتعامل بعدالة ووطنية  ومهنية وحرفية وانسانية مع كل فئات  الشعب ،على أن لا تحس فئة بعينها هي المستهدف في الحرب على الإرهاب،ولتأكيد كلامنا هذا أن أمريكا هي من يصنع الطغاة والإرهاب ويصدرهم للعرب والعالم ،انظروا ما يجرى في العراق ،أمريكا ترسل الصواريخ في حرب المالكي على داعش ،وهي من يزود داعش والحركات الإسلامية والجيش الحر في سوريا بالسلاح والدعم اللوجستي ،في وقت نحن ننحني لثورة الشعب السوري وندعمها لإسقاط نظام الأسد الدموي الذي يضرب شعبه بالبراميل ويقتل شعبه بدم بارد ،بدعم أمريكي وإيراني وميليشياوي لبناني وعراقي معلن ،(فضيحة النفط العراقي المرسل لسوريا وقتال حزب الله والميليشيات العراقية مع بشار وغيرها ) ،هكذا توهم أمريكا عملاءها وتدفعهم لقتال شعبهم باسم الحرب على داعش…هل فهمت الدرس يا رئيس وزراء العراق ………………..؟