وانا اقف حائراً افكر في افتتاح المجسرات في بغدادوفرحة الناس بها رغم صعوبة موقفي يومياً وانا فوق تلكالمجسرات الجديدة التي افتتحت في العاصمة انتظرالطابور الكبير الذي ورائي وامامي من عجلات هائلةتنتظر معي فرج العبور والوصول الى مناطقهم، وفيوقوفي هذا وانا في حالة انتظار أخرى لخروج عائلتي مناحدى المحلات التجارية واذ بي اشاهد منظر غريب منالسيارات والعجلات العسكرية يساراً ويميناً وجيش هائلمن العسكر..! اثارني الفضول وقلت لاحد اخواننا منالشرطة المتواجد قرب عجلتهم (الهمر) الأمريكية ، ما هذاكل التجمهر هنا وفي المنطقة عموم ؟
اجابني الشاب الشرطي قائلاً : احتراز أمني لأي تعرضاو هجوم طارئ للمحلات التجارية هنا، وامام هذا الحديثجاءت سيارات سوداء نوع (تاهو) أمريكي واخرى (بيكآب) على الجانب الثاني وكأنما هناك هجوم مسلح علىالمحلات التجارية وكما قال لي الشرطي، وبهذا الحال انابدأت اطلق (الهورن) بشكل مستمر على ان تخرج(عائلتي) من المحل الذي بجواري واكيد خرجوا مهرولين ،وفي تلك الحالة دققت النظر الى العجلة العسكرية القريبةمني اثناء صعود عائلتي السيارة ، ولكن رأيت علاماتالخوف على جبهات الشرطة جميعاً ، وسمعت الشرطيالذي كلمته يقول لرفاقه بلهجة عامية حادة (هسه يكسرونالمحل ويطلعون بسرعة، وما نريد ننادي للسيطرة ولاندخل، لا تصير النا مشكلة)..!
حقيقة رد متوقع, وصح قوله اذً ان سيارات التاهو السوداءوالشباب الذين ترجلوا بتحطيم زجاج (مطعم الكنتاكي) الذي يقال عنه (ماركة امريكية) ، خرجوا مهرولين بسرعة، واكيد بهجومهم هذا تم (رعب) العوائل الموجودة داخلالمطعم والمارة من الناس الذين في الخارج.. فبعد التصويرفي موبايلات (الآيفون الأمريكية) ، ذهبوا الشباب الىعجلاتهم ولم يحرك الجميع ساكنا لا, فرد ولا شرطة ولا(القوة الضاربة) في المكان..! السؤال هنا ماذا جنت هذهالجهة التي عبَّرت عن امتعاضها للسياسة الأمريكية المتبعةوعن الاحتلال الصهيوني و(رعونته) في فلسطين، الإجابةهنا اكيد ان هذا العمل لم يكن مؤثرًا وله اهمية بالنسبةلأمريكا وإسرائيل، بل جاء هذا العمل (كسر لهيبةالدولة) وحكومتها التي جاءت من رحم (الإطار التنسيقيوالاحزاب الدينية والمقاومة الإسلامية) في هذا البلد.
حقيقة من يتابع تصريحات الحكومة ومسؤوليها ترى القوةوالحزم في جميع مفرداتها، ولكن الواقع غير ذلك بالمرة،فإن تلك (القوة) تطبق على غير من جاء بالسياراتالأمريكية الذين تركوا مقر السفارة الأمريكية في (المنطقةالخضراء) وهرولوا على الناس الذين يقال عنهم(مستثمرين) وأرادوا ان يكون لهذا البلد سمعة تجاريةعالية.
نتمنى من الحكومة ان تلجأ مع بناء المجسرات والمقاولاتالتي صرفت فيها المليارات، الى حل المشاكل العالقة علىجثمان الشعب طيلة الفترات المنصرمة ومنها (أزمةالكهرباء) مع بدأ كل موسم صيف ومسلسل الانقطاعاتوالعطلات والحجج الاخرى التي تَعودَ الجميع عليها،وايضا تعالج السيطرة على الاقتصاد الوطني وحلمشاكل الشباب و زيادة الرواتب وحصر السلاح بيد الدولةوالقضاء على مزاد العملة والفساد المستشري فيمؤسسات و وزارات الدولة وان تطبق القانون علىالجميع، وان تعي بحق وواقع ان هناك دولة عميقة يجبان توقفها عند حدها.. وفي ذاك الوقت سنقول عكس مانراه ونسمعه ونعلمه.. ونتمنى ايضا من المقاومة الإسلاميةالشريفة أن نسبت هذه الهجمات اليها، الذهاب إلىالحدود ومن ثم البدء بهجوم كاسح لإسرائيل ومن يدعمها، وتدع الناس البسطاء تتنفس الصعداء في المحلاتالتجارية ولا تحرمهم من اكلة (الكنتاكي) و (البيبسيكولا).. واخيراً سؤال يراودني اين رئيس جمهورية العراقمن تلك الحوادث و ماهو اسمه الكامل..؟