23 ديسمبر، 2024 4:15 م

حرب القواسم المشتركة

حرب القواسم المشتركة

الصراع منذ قابيل وهابيل لا يزال هو الصراع نفسه.. تقاطع مصالح وعجز سياسي يفضي الى ازمة تنتج الصراع . والمشكلة ان الذي تصارع عليه قابيل وهابيل هو اختهما الواحدة غير القابلة للقسمة وهكذا هو كرسي الحكم في العراق غير القابل للقسمة ايضا في نظر الاسلامسياسيين كونهم بؤمنون بالولاية والخلافة والتي هي من الله الواحد الاحد وما على العباد الا الطاعة والتسليم
هؤلاء الاسلامسياسيون كلهم اصبحوا بعد العصر الامريكي يدعون الايمان بالتداول السلمي للسلطة نظريا وبالديمقراطية والحداثة واحترام الراي الاخر وغير ذلك  ويتباكون  على الاقليات غير المسلمة في جبل سنجار وغيره بينما هم  يقتلون المسلمين الآمنين بالبراميل المتفجرة ويضربون مستشفياتهم ومساجدهم دون قطرة دمع واحدة ولعل من يقتل ابناء دينه من العيب عليه ان يتباكى بلا حياء على غيرهم لأن الانسان هو الانسان مهما كانت انتماءاته  وهو خليفة الله في الارض وسجدت له الملائكة الا المتاسلمون ابو واستكبروا ورفضوا تماما فكرة الانسنة واعدوا الانسان مفهوما يشمل اتباع مذاهبهم فقط وغيرهم كفرة (واغيار)كما يسمي اليهود غير اليهود واشبعة يسموا غير الشيعة (ابناء العامة) والسنة يسمون الشيعة (روافض)
لننظر قليلا الى خارطة الصراعات ان كانت داخل العراق او في العالم الاسلامي لنجد انها كلها اسلامية اسلامية ، وان كلها طائفية تتسمى بالاسلام …الدولة الاسلامية في العراق والشام هي ليست اسلامية بل سنية وهي ليست وطنية كونها عابرة للحدود وهذا ينطبق على الحزب الاسلامي الذي هو سني وليس اسلامي وقائمة متحدون هي سنية بحتة وحزب الدعوة العابر للوطن هو شيعي وليس اسلامي وينطبق ذلك تماما على المجلس الاعلى والتيار الصدري ومن يلمهم الذي هو التحالف الوطني والذي لا تصح تسميته هكذا لان للوطن حدوده وهم ليس لهم حدود للوطن كاخوانهم السنة المتاسلمين
هم عملة واحدة وكلهم يكفر كلهم بالسر وبالعلن وكلهم لا يؤمنون بالآخر من غير مذاهبهم والصريح الوحيد فيهم هو من اعلن الخلافة ومارس ما يؤمن به وسط ضجيج واستنكار لمن يؤمنون بما يؤمن به ولا يفصحون عنه تماشيا مع روح العصر (كرسي الحكم) يسبون داعش وكلهم دواعش ذلك لأن الداعشية سلوك بقدر ما هي انتماء وسلوكهم في قمع التظاهر السلمي وضرب المدنيين ان لم يكن داعشيا فكبف يفسر؟؟ بل ان داعش اهون منهم فهي تقتل الرجال فقط بدم بارد وخلال التكبير،  وهم يقتلون النساء والاطفال بالبراميل المتفجرة ويستهدفوهم والدليل انهم لم يقصفون داعش في سهل نينوى لانه فرغ من الاهالي والنساء والاطفال.
هؤلاء هم المتصارعون كلهم كما هم وليس كما يدعون وقاسمهم المشترك الاعظم هو الطائفية القذرة مما يقودنا للتفكير ان لا خلاص والدين السياسي يسرح ويمرح في سوح السياسة ولا يعود الى مكانه الصحيح  وألى واجبه الرباني في الارشاد الديني ولا يدخل ساحة السياسة ولا يدخل السياسة الى المسجد لأنها لا تتوضأ.