23 ديسمبر، 2024 4:32 ص

حرب الصواريخ .. عودة للحرب الباردة أم حرب ساخنة

حرب الصواريخ .. عودة للحرب الباردة أم حرب ساخنة

أنشأ مجلس الامن بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ويضطلع بالمهام، ويتمتع بالسلطات، التالية؛ المحافظة على السلم والأمنالدوليين، التحقيق في أي نزاع أو حالة تفضي الى خلاف دولي، تقديم توصيات بشأن تسوية تلك المنازعات أو بشأن شروطالتسوية، وضع خطط لإنشاء نظام لتنظيم التسلّح. وقد حافظ هذا المجلس طيلة فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حتى في أحلكالظروف، كأزمة خليج الخنازير بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة، حافظ المجلس على بعض من المهام التي أضطلعبها، وأهمها الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. لكن، أظهرت مناقشات المجلس والتصويت على القرارات أن هناك خلافات جذريةبين طرفي الأعضاء الدائمين، أمريكا وحلفاؤها، وروسيا والصين “التي إمتنعت عن التصويت” ولو بشكل خفي، أظهرت أن بوادرالحرب الباردة قد أطلت برأسها من جديد، وبقوة. القضية المعروضة على مجلس الأمن، ضربة كيمياوية مزعومة على دوما، طالتمدنيين سوريين، تدعي الولايات المتحدة وحلفاؤها أن الحكومة السورية هي من قامت بها، وتنكر الحكومة السورية ومعها روسياوجود مثل هذه الضربة، أصلاً. يعني أن هناك طرف كاذب في هذه المسألة، وليس الموضوع نزاع على من هو القائم بالضربةالحكومة السورية أم القوى المناهضة لها ” جيش أنصار الإسلام”.

الآن، خرج الموضوع من آليات المجتمع الدولي، وأدواته المعروفة، مجلس الأمن. والعالم يحبس أنفاسة بإنتظار ما تفضي اليهالساعات القادمة، من صراع مدمر، بين قيادة روسية عنيدة تريد إثبات صلابتها ووجودها كلاعب دولي رئيسي غابت عنه القطبيةبسبب سقوط الإتحاد السوفيتي، وبين قيادة متهورة تغامر بأمن العالم عبر سياسات إبتزازية تتعامل بموجبها مع المشاكل الدولية،بمعايير الصفقات التجارية ” بزنس”. روسيا أعلنت إنها ستسقط الصواريخ التي ستطلقها أمريكا، ولن تكتفي بذلك بل ستقومبضرب منصات إطلاقها، إذا ما تعرض جنودها للخطر، وجنودها ومعداتهم في دائرة الخطر المباشر، فهم موجودون في كلمفاصل الدولة السورية، وفِي أغلب أراضيها. وترامب يسخر بتغريدتين له، ويطلب من الروس إستقبال صواريخه الجميلة والذكية.

العالم، وشعوب المنطقة، ليسوا يعانون من قلة الذكاء، ليصدقوا إن المسألة عبارة عن ضربة كيمياوية لمجموعة من السوريين فيدوما، تحركت لها الضمائر اليقضة والإنسانية لتحمي شعب سوريا. إن المنطقة  تتجه نحو حرب مدمرة إن أشتعل فتيلها لنيتمكن أحد من إطفائه بسهولة. بوادر الحرب تشير اليها اللقاءات، الثلاثي لبوتين وأردوغان وروحاني في محور، والمحور الأخرجولة محمد بن سلمان لكل من لندن وواشنطن وباريس وزيارة تميم الى واشنطن. وليس لنا إلا أن ننتظر صواريخ أمريكاوالصواريخ الروسية المضادة، والأعلام ليس عن حرب باردة، بل حرباً ساخنة، وتدميراً  أكبر وأعظم مما عليهاالمنطقة من تدمير.ولعلها إعادة صياغة لمؤسسات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لما بعد الحرب العالمية الثانية، وعلى رأسها مجلس الأمن الذي أخفقفي أن يحفظ السلم والأمن في المنطقة، والعالم، بعد حرب مدمرة، أن فلتت الأمور عن عقالها.