23 ديسمبر، 2024 9:52 ص

ثلاثة عشر عاما مرت ونفس الزعامات السياسية تتقاسم المشهد وتشارك في تكريس التخلف والردة على جميع المستويات ،، زعامات تضخمت وتحولت الى أصنامٍ متجذرة في واقعنا المأساوي المؤلم ،،، إنْ تَحالفَتْ فيما بينها دفعنا ثمن أئتلافاتهم من دمائنا واموالنا وحاضرنا لأن تحالفهم يعني تقاسم النفوذ وتوزيع مغانم الدولة على منظماتهم الحزبية البائسة  ،،وأن أختلفوا ،، أستنزفوا  طاقاتنا وبددوا جهودنا في صراعاتهم التي غالبا ماتكون شخصية وحزبية ضيقة  …  ثلاثة عشر عاما والتحالف الوطني بمكوناته الاساسية المجلس والتيار والدعوة  لم يحقق أي مُنجز في محاربة الفساد والدفاع عن كرامة قواعده الجماهيرية  ،التحالف الذي يتندر عليه  العراقيون لأنهُ  لم يعزل فاسداً ولم يبني شارعاً ولم يطعم جائعاً ولم يَفي بعهد ولم يثأر لكرامة البلد  ولم يردَّ عدوان ،،   لم يَكُن سوى تحالف نفعي…..تحالف المقاولين واللجان الأقتصادية  والاقطاعيات العائلية … لقد  تاجَرَوا بمظلوميتنا  وفَرَّطَوا  بالامانة والكرامة وأساؤا لنضالنا الوطني و تأريخنا المُشرف وجعلوا حاضرنا أسوأ من الماضي الدكتاتوري الأسود ….. وبدأنا نسمع اصوات البعثيين النشاز وهي تقارن وتحرجنا !!! السيد المالكي ومشروعه السياسي الذي لم نجني منهُ الا عودة الفصائل البعثية بمختلف مسمياتها من الحرس الخاص الى فدائيي صدام ….!!!  وبالرغم من تصديه للحكم في دورتين وبموازنات انفجارية الا إنهُ لم يترك خلفه الا أمبراطوريات فساد وخراب سياسي مازلنا ندفع ثمنه الى اليوم من ضعف في  القضاء  وأداءٍ سيء لمؤسسات الدولة  بعد ان  أُستُبعدت الكفاءات وكرست الحزبية في اسوأ صورها    ،، السيد عمار الحكيم ونظريته ِاليابسة  في  تكريس المحاصصة والتوافق وأصرارهِ  على التحالف الكردي الشيعي الذي حول الشيعة الى عرابيين للمشروع العنصري الكردي!!!!  .. وحملهم مسؤولية الفشل الذريع في أدارة الدولة ،،،هذا الاجتهاد الذي ساهم في تمرير عشرات القرارات التي أَدَتْ لإضعاف بغداد وتضخيم كردستان وجعلها تبيع نفط كركوك المسروق الى اسرائيل  في وضح النهار وتشارك فقراء الشيعة في نفط البصرة …. هذا التغول الكوردي ساهم في حرق السياسيين الشيعة ونفور الجماهير منهم .السيد مقتدى الصدر وانفعالاته  وأجتهاداتهِ  المفاجئة التي أربَكَتنا وأرهقتنا  وجعلتنا في أحيان  كثيرة نفقد البوصلة ونركض وراء السراب ….  وحزب الدعوة ونرجسيته المريضة وأفقه الضيق بعد ان تحوّلَ من حزب مُضحّي نخبوي الى طبقة نفعية معزولة  عن قواعدها الجماهيرية ،، أذا أضفنا اليهم الاصنام الصغيرة من آل النجيفي وأزلام البعث صالح المطلك والكرابلة و الحزب الاسلامي وباقي جوقة دواعش السياسة الذين فتحوا  سوقاً للنخاسة في عمان لبيع  الوزارات والمناصب  ،،، المستفيد الوحيد من  كل هذه التناقضات والصراعات هو مسعود البارازاني الذي يخرج من كل أزمة منتصراً يبنى امبراطوريته على تناقضاتنا وصراعاتنا الغبية ،،، أعتقد ان هذه السطور ستواجه  بمعارضة شديدة من  الحزبيين  ،،، لأن كل واحد منهم يعتبر زعيمه هو الحق ويحمل الآخرين مسؤولية الكارثة … ولااعرف مالذي يفرقنا في ذلك عن البعثيين ، الذين تمسكوا بصنمهم الى هذه اللحظة بالرغم من كل المآسي  والمظالم  التي حَلَّتْ بالبلد … دعوة مخلصة للجميع الى المراجعة ،، لاندعوا  الى أسقاط هذه الزعمات التي تمتلك الكثير من الشرعية  ولكن على الاقل دعونا لانُألهَهُم ونعصمَهُم من الخطأ  ،، بل نساهم جميعا في تصويب المسار واصلاحه يجب أن يتحملوا جزء من الكوارث التي حَلَّت بالبلد ،، لان ذلك يمثل بداية حقيقية  للأصلاح …لأن إستحقاقات التغيير بدأت ولايمكن ايقافهاً  فلنجعلها بوابة لضمان أمن بلدنا وتطوره وازدهاره …