اراد الاعلام الداعشي خلط الاوراق وتشويش الافكار عندما رفع راية الدفاع عن اهل السنة في العراق ضد الاضطهاد والتهميش والظلم الذي لاقوه من الحكم الشيعي الصفوي كما يدعي , وقد نجحوا الى حد ما بكسب الطائفين والمتطرفين من اهل السنة الذين انطوت عليهم وغرتهم هذه الكذبة الكبرى التي اليوم انكشفت حقيقتها حتى لاصحاب العقول القاصرة والمغفلة , فالسعودية لم يكن الحاكم فيها شيعيا بل الشيعة محرمون من الوظائف العسكرية والامنية ورغم هذا حصل فيها انفجران الاول بمسجد العنود في مدينة الدمام والثاني لمسجد في بلدة القديح بالقطيف , واليوم الكويت تصحوا على حادث مروع استهدف مسجد الامام الصادق (ع) ولم يكن امير الكويت ولا وزير داخليتها ولا رئيس مجلس الامة فيه شيعيا .
ان استهداف المساجد التي يرتداها الشيعة كشف كذبة كبرى ثانية للفكر التكفيري المتمثل بالقاعدة والجيل الثاني لها داعش فقد كانوا يسوغون الافكار المظللة بان الشيعة غير مسلمين لا يصلون ولا يصومون وها هم التكفيرون يستهدفوهم في محراب صلاتهم وهم متجهون الى القبلة واثناء سجودهم , فكان المستهدف المسجد (بيت الله) والمصلين فيه الشيعة … بصمة الفاعل وهويته واحدة وان اختلفوا بالاشخاص انهم الدواعش اعداء اهل البيت الذين يتحسسون ويتنفرزون من ذكر هم بالامس فجروا مسجد الزهراء وهو خاص باهل السنة في حمام العليل بمدينة الموصل خارج وقت الصلاة لكون هذا المسجد يحمل اسم الزهراء (ع) انهم ابناء القوم واحفاد بنو امية الذين بلغ بهم الامر إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه! ولذلك غيّر رباح اللخمي اسم ابنه من علي إلى عُلي! … الطامة الكبرى لم نسمع احد استنكر هذه الجرائم التي انتهكت حرمة الدماء وفي بيوت الله بل على العكس هناك من يشمت ويفرح بهذه الجريمة المروعة من مشايخ ورجال دين وقادة وامراء …وقد تحضرني تغريدة للشيخ السعودي حسن بن فرحان المالكي يقول فيها قد نكون المجتمع الوحيد في العالم الذي يفرح بتفجير المساجد ويمنعون من الترحم على الضحايا الا يدل هذا على خلل فكري ونفسي من المسوؤل ؟ وعليه كل من رضي بالجريمة في نفسه هو محاسب عليها , فكيف بمن حرض وشرعن؟ (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)… نعود الى مسالة الخلل العقدي والنفسي التي وراء هذا الشر كله هي معتقدات واراء ابن تيمية وخطب ومناهج ودعوات ائمة الظلال في السعودية والامارات وقطر وبعض مشايخ الازهر , الاموال السخية وقناة وصال الطائفية هذا كله وراء هذه الجرائم البربرية , تراخي الاجراءات الامنية وعدم تشديد العقوبات على المتطرفين الغلاة عامل اساسي ومهم شجع الجريمة وسهل تنفيذها … ان الطائفة الشيعية في السعودية او في الكويت لا تطالب اكثر من ان تعتبروهم مسلمين وتوقفوا دعواتكم بالتحريض الطائفي ضدهم بانهم كفار او مشركين … وهذه هي شكواهم التي على لسان الشيخ حسن المالكي التي يحاور بها د. سفر الحوالي وهو من كبار علماء السلفية المتطرفين يقول المالكي شكوى الشيعة والصوفية يا د. سفر الحوالي أنكم تكذبون عليهم بما يوجب الكفر؛ ثم تكفرونهم بهذا الكذب؛ ثم تستبيحون دماءهم بهذا التكفير؛
هذه شكواهم بالضبط. ثم لا تقبلون حواراً؛ ولا مناظرة؛ ولا تصحيحاً؛ولا سماحاً لهم ببيان وجهة نظرهم؛ ولا شيء!فقط تتيحون لهم حق الموت والحياة كالحيوانات والنباتات.
تختزلون الإسلام كله في رؤيتكم؛ وتختزلون الوطن كله في رؤيتكم؛ وتختزلون الحقوق في رؤيتكم؛ وتختزلون الحرية في رؤيتكم.. الخ.تواضعوا قليلاً.
لا أريد أن أفتح حواراً مع الشيخ سفر؛ ولا استعراض بعض أقواله المتطرفة؛ إنما أنا أخاطب فيه شهادته لله؛ وادعوه لتقوى الله ومراجعة هذه الأفكار.
هل تعرف يا شيخ سفر أين تكمن قوتكم؟!
ليست في الدليل ولا البرهان؛ إنما في منع الطرف الآخر من الدفاع عن نفسه؛ فلا تحتكروا الإسلام مخدوعين بأقوال سلفكم؛ ثم تخدعوننا؛ الإسلام يا شيخ سفر أعظم وأكبر من أن يتم ضغطه في مذهبكم أو في مذاهب خصومكم؛ بالله عليكم افهموا هذه المسألة جيداً .