23 ديسمبر، 2024 2:40 م

حرب الأستنزاف بين داحس وداعش

حرب الأستنزاف بين داحس وداعش

الحرب …الحرب …طبول الحرب … الحرب ستستمر لسنوات وعلى العالم أي يعي ذلك ,الحرب على الارهاب يريدونها سنوات طويلة في العراق صناع القرار الأمريكي ,حرب تستنزف البلد بكل طاقاته البشرية والفكرية والروحية والثقافية,وخيراته المادية ,تحت مانشيت عريض كتب بخط كبير انها داعش التي أرعبت العالم أسطورة القرن الواحد والعشرون وماذا بعد؟ العراق ليس هدفاً جوهرياً من المعادلة أنما هو رسالة لأهداف إستراتيجية في المنطقة ,لمعرفة اين تكمن قوة إيران في المنطقة ,وهل تستطيع الحكومة العراقية (الشيعية ) التي جاءت على مضض وبما لا تشتهي السفن ,أن تصمد امام هذه الهجمة ,هل تنجح تجربة الديمقراطية في بلداً تحيطه الأنظمة الدكتاتورية ,هل بالإمكان تغير الخارطة القديمة بخارطة جديدة ,قبل المجيء بسيناريو جديد ,حرب الاستنزاف هذه تذكرني بحرب داحس والغبراء :هي حرب من حروب الجاهلية وقعت في منطقة نجد بين فرعين من قبيلة غطفان هما: عبس وذبيا, داحس والغبراء هما اسما فرسين وقد كان ” داحس” حصانا لقيس بن زهير العبسي الغطفاني، و” الغبراء” فرسا لحذيفة بن بدر الذبياني الغطفاني. كان سبب الحرب هو سلب قافلة حجاج للمناذرة تحت حماية الذبيانيين مما سبب غضب النعمان بن المنذر وأوعز بحماية القوافل لقيس بن الزهير من عبس مقابل عطايا وشروط إشترطها ابن زهير ووافق النعمان عليها مما سبب الغيرة لدى بنى ذبيان، فخرج حذيفة مع مستشاره وأخيه حمل بن بدر وبعضا من أتباعه لمقابلة ابن زهير وتصادف أن كان يوم سباق للفرس. اتفق قيس وحذيفة على رهان على حراسة قوافل النعمان لمن يسبق من الفرسين ,كانت المسافة كبيرة تستغرق عدة أيام تقطع خلالها شعب صحراوية وغابات، أوعز حمل بن بدر من ذبيان لنفر من أتباعه يختبئوا في تلك الشعاب قائلا لهم: إذا وجدتم داحس متقدما على الغبراء في السباق فردوا وجهه كي تسبقه الغبراء فلما فعلوا تقدمت الغبراء. حينما تكشف الأمر بعد ذلك اشتعلت الحرب بين عبس وذبيان دامت تلك الحرب أربعين سنة واشتركت فيها العديد من القبائل العربية.

ماهي الحكمة من أطالت الحرب ,هل هنالك رهان لفرس جديد سيقود المنطقة كفرس داحس والخبراء ليبقي الحرب عشرات السنين؟هل فعلاً عجزت أمريكا وحلفاؤها بأن

تحسم معركة في ثلاث محافظات في العراق ,وحشد شعبي برغم الإمكانيات المتواضعة المتوفرة لديه من ذخيرة وعتاد استطاع وضع حد لهذا السونامي المدمر؟انه السؤال الذي يخفي وراؤه أسئلة كثيرة وكبيرة ,وداعش اليوم تتمدد في دول ومناطق وترتكب ابشع الجرائم والانتهاكات الإنسانية ,ماذا تريد أمريكا من المنطقة بعد هذا الدمار الذي حل بها , ماهو موقف الرئيس السابق بوش الابن من هذه الفوضى لو كان بدل اوباما رئيساً؟.

حرب الاستنزاف هو مفهوم استراتيجي يعني أنه لكي يتم الانتصار في حرب ما، يجب إضعاف العدو إلى الانهيار عن طريق إحداث الخسائر البشرية أو العسكرية. الجهة المنتصرة في الحرب تكون عادة الجهة التي تمتلك عدد أكبر من المصادر والاحتياطات..أغلب العلماء العسكريين من خلال التاريخ ينظرون لحروب الاستنزاف كشيء يجب تفاديه، إذ أن حرب الاستنزاف تمثل محاولة لطحن العدو من خلال الأعداد المتفوقة، وهذا الأمر يخالف المبادئ العادية للحروب، حيث تتحقق الانتصارات الحاسمة من خلال المناورات، وتركيز القوة، والمفاجأة، وغير ذلك. من ناحية أخرى، الجانب الذي يدرك بأنه المتضرر الأكبر في حروب المناورة قد يبحث عن حرب الاستنزاف لكي يهزم تفوق خصمه. إذا كان كلا الجانبين متقاربين في القوة، نتيجة حرب الاستنزاف تكون غالباً انتصاراً باهض الثمن. تحتوي الحروب دائماً على عنصر الاستنزاف. من الناحية التاريخية، طرق الاستنزاف تتم عادة بعد أن يتضح الأمر بأن الطرق الأخرى تؤدي للفشل أو أنها غير ممكنة عملياً.

العراقيين جيشاً وحشداً يريدون حسم النصر بحرب سريعة لإعادة ما تبقى من الوطن ,والشروع ببنائه وبناء مستقبله ,والالتفاف للنهوض به وإزاحة الركام من على أكتافه ,وامريكا تقول ان الظروف غير مهيأة للحرب ,وداعش تغير نهجها من القتل لحفلات الشواء بأقفاص الحديد ,أمريكا لها وجهة نظر في الإطالة لا يهم ماهي كانت ولو حساب ارواح ودماء ونازحين وشعوب تنتهك كرامتها بأسم الحرية والديمقراطية ,وداعش تقتل الناس بأسم الدين والشريعة الإسلامية ونحن بين ناريين ,نار الاستنزاف لكل طاقات البلد ,ونار أكلي لحوم البشر الجدد (داعش ).