23 ديسمبر، 2024 1:10 ص

حرب إيران: خاسرٌ نصرها خاسرةٌ هزيمتها..؟!

حرب إيران: خاسرٌ نصرها خاسرةٌ هزيمتها..؟!

يستخدم الغرب بقيادة أميركا أسلوبين في التعامل مع نظام إيران خميني العقيدة:
أسلوب التلويح بحرب أميركية- إسرائيلية وحشد الأساطيل لإنجاح دبلوماسية الترويض.
وأسلوب الدبلوماسية الأوروبية، المرنة المتشددة، لتجنب حرب ربحها خسارة وخسارتها أعظم.
في مواجهة الأسلوبين يقف النظام الإيراني حائر متردد بين خسارتين:
خسارة الحرب أو خسارة السلام. وفي الحالين فإن ما يبدو، ظاهراً على الأقل، هو أن الهدف النووي أصبح رهان بقاء النظام الإيراني بقدر ما أصبح النظام رهينته. هل تصل الأُمور إلى مواجهةٍ خاسرٌ نصرُها خاسرةٌ هزيمتُها، أم هل يحفظ ماء وجه النظام الإيراني ومعه أمنِ منطقة الشرق الأوسط.؟. سؤال يقلق جوابه المجهول كل دول المنطقة، ومعها أميركا والغرب، لصلة هذا الصراع، وقد اقترب من المواجهة الساخنة، بمستقبل وأمن النفط وإسرائيل، أي أمن النفط والمنطقة والعلاقات بينهما.
كيف تتعامل القوى الإقليمية مع هذا الواقع، أو تدير صراعه الخطر.؟. للإجابة. لنحدد أولاً أطراف المواجهة. ثمة ثلاث قوى إقليمية على الأرض، ومن خلفها الغرب: أوروبا وأميركا تحديداً:
عربياً، هنالك المملكة العربية السعودية التي تقود الاستقرار النفطي ويتحكم به استقرارها.. من دون أن نلغي أدوار الآخرين المجمدة حالياً: مصر والخليج العربي وصولاً إلى سورية مروراً بلبنان أرض المواجهة الساخنة- البديل اليوم.
إقليمياً هنالك إيران التي يهدد نظامها، بطموحه وجموحه وشرهه، استقرار المنطقة، ويستخدم قواعده المذهبية والدينية في العراق ولبنان وسورية وغزة والبحرين وجزر القمر واليمن وأفريقيا لحماية مشروعه النووي وما يترتب على نصره فيه أو هزيمته.
إقليمياً، أيضاً، هنالك إسرائيل التي تشعر بخطر وجودي من نحو، وترفض صفقة سرية مع طهران لاقتسام النفوذ في المنطقة، وبخاصةً في بقية فلسطين ولبنان وسورية انطلاقاً منها إلى الخليج العربي من نحوٍ ثانٍ. وذلك أن إسرائيل تعتبر نظام طهران الديني اليوم مختلفاً عنه بالأمس لعهد الشاه ومرحلة حلف بغداد.
إنه نظام ينمو ليس خارج رحم الشرعية الدولية فحسب، بل وفي مواجهة شرسة مع مصالحها.
أخيراً، ودولياً، هنالك الغرب بعصاه الأميركية وجزرته الأوروبية. وتتوزع استراتيجية حربه وسلامه على ثلاثية أمنية تتصل بمصالحه الحيوية هي: أمن العراق. أمن النفط. أمن إسرائيل. الباقي مجرد تفاصيل يستحضرها الربيع العربي.
واضح حتى اليوم، أن رهان إيران محسوم في الحصول على القنبلة النووية لكونها تحمي القنبلة المذهبية، والاستعداد لدفع الثمن مهما كان خطراً غالياً. خلال ذلك تحدد القيادة الإيرانية هدفي حربها في حال المواجهة: إسرائيل، وأرض النفط مواقع ومعابر. وبالرغم من أن الهدف الثاني، أي النفط، هو عربي بالأرض والملكية بقدر ما هو غربي بالحاجة، فإن نظام طهران يغامر بمستقبل علاقاته مع دول المنطقة والعالم في مقابل مشروع قوته النووية الذي سيفرض، في حال انتجت إيران قنبلتها، إعادة نظر في كل العلاقات الإقليمية والدولية لمنطقة الشرق الأوسط ومعها. ويتوقع الكثيرون أن تدخل المنطقة سباقاً خطراً ومحموماً يصعب التعامل مع نتائجه.. وسيكون عنوان ها السباق: القوة النووية للعرب أيضاً إلى جانب إيران وإسرائيل. هذا يعني المزيد من هدر الموارد فيما لا أُفق له سوى المزيد من المخاطر.
هل يعني هذا أن المواجهة أصبحت قدراً أم أنه اللعب على حافة الهاوية ويخسر من يصرخ أولاً.؟. ما زال مبكراً الرهان على العقل في طهران، وخطر فقدان الأمل. أما واشنطن وإسرائيل فتستعدان لحرب خاطفة. ويستعد الغرب لأزمة طويلة. وتعطي بروكسيل عاصمة أوروبا مخارج مقبولة يرفضها المجانين.؟!
وتظل المنطقة أسيرة رهان خاسر، وأنظمتها رهائن مجانين خمينيين يبحثون عن دور.؟.