18 ديسمبر، 2024 11:14 م

حرب إعمار غزّة .!!

حرب إعمار غزّة .!!

افترضُ او لا استبعدُ أنّ بعضاً من القرّاء ” مهما كان عددهم ضئيلاً , او اكثرَ قليلاً ” قد يعتبر او يفسّر – حرب الإعمار – وكأنها اقرب الى منافسة بين شركات لتعمير واعادة البناء في غزة المدمّرة , لكنّ ذلك ليس المقصود اطلاقاً وبتاتاً .

نُنَوّه وبأيجاز أنّ اسرائيل كانت قد انسحبت من قطّاع غزة في عام 2005 , وبقيّ القطاع محاصراً من خارج حدوده بالجيش الأسرائيلي , وانّ حكومة تل ابيب تتحكّم بشكلٍ كبيرٍ للغاية بما يجري ادخاله الى غزّة بما في ذلك الكهرباء والوقود ” الذي يُشترى من اسرائيل ” واعتباراتٌ اقتصادية ومعيشية وحياتية اخرى , وجميعها بشكلٍ محدود ومقيّد .! , والى ذلك فالى اليوم الذي سبق الحرب الأخيرة , فأنّ الحياة كانت طبيعية لدى سكّان القطّاع , ولا تعني انها بأيّ مستوى من الرفاهية .! وكان الضغط الأسرائيلي المعنوي والأجتماعي وسواه ملموساً , ولا بديل عنه .

< ما بعد المعركة > : رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال ” افيف كوخافي ” صرّح بأنّ منحة الأموال القطرية الى غزة يجب تحويلها الى السلطة الفلسطينية وليس الى حركة حماس ! .. أمّا عملية الإعمار التي لم تبدأ بعد فأنها ستؤدي اولاً الى خلافاتٍ حادة بين السلطة الفلسطينية من جهة , وبين حركتي الجهاد الأسلامي وحماس , وغير متوقّع كيف ستغدو آلية هذا الخلاف ولا كيف ستنتهي .!

من الناحية الهندسية والتقنية , فحيث الخطوة الأولى لإعادة الإعمار توجّب ازاحة ورفع كلّ ركام ومتبقيات احجار المباني والعمارات والأبراج المتهدمة التي تعرّضت للقصف الأسرائيلي , ولم يجرِ بعد تحديد الجهة التي ستتولى القيام بهذه المرحلة , لكنّ الجانب الستراتيجي – الهندسي الذي يعقب ازالة الأطلال والانقاض يتطلب الكشف عن شبكة الأنفاق التي استخدموها مطلقو الصواريخ وممرات تنقلاتهم وامكنة خزن الصواريخ ومتطلباتها العسكرية والفنية , ومن المحال تجاوز والأستغناء عن ذلك , تحت ذريعةٍ واقعيةٍ – فنيّة تتمحور ” على الأقل ” في مد انابيب المياه والغاز وكيبلات الكهرباء , وانشاء اساسات البناء وما الى ذلك من الإعتبارات الهندسية , وهذا اذا ما حدث فأنه سيجرّد ويعرّي المقاومين الفلسطينين هناك من سلاحهم الستراتيجي الوحيد , واذا ماتمّ ذلك فقطعاً سيضحى تحت مراقبة الكاميرات السرية والتصوير الجوي الأسرائيلي – الأمريكي , فضلاً عن عمليات الأستطلاع المكثفة للطائرات المسيرة وغير المسيّرة والأقمار الصناعية , فضلاً عن عددٍ مفترضٍ مسبقاً ممّن يجري تجنيدهم وتجييرهم من المشاركين والمهندسين والعمّال في عملية البناء واعادة الإعمار .. ومن الطبيعي او ما يشابه ويدنو من ذلك ان ترفض الفصائل الفلسطينية الأقتراب من المناطق التي تتواجد تحت ارضها المواقع البالغة السرية ” كقواعد ومنصّات الصواريخ و” لوجستك ” حركة المقاتلين , واذا ما حدث مثل هذا الأفتراض في الرفض الفلسطيني هناك , فإنّ حدود هذه المناطق ومساحتها ستكون مؤشّرة ومحددة مبدئياً للخبراء العسكريين الأسرائيليّن .

وبالرغم من أنّ هذه التفاصيل تسبق اوانها قبل ان تبدأ معركة الإعمار , لكنها تشكّل خارطة الجيو – بوليتيك العسكرية والمخابراتية للمرحلة القادمة , وانّ كلّ الأطراف المختلفة داخل وخارج قطّاع غزّة لابدّ ان يكونوا على دراية مسبقة بها , وخصوصاً جمهورية مصر العربية , وإمارة قطر الى حدٍ ضئيلٍ ما .!

المرحلة الأولى من معركة الإعمار ستبدأ وتنطلق بتحديد الجهة او الجهات التي ستتولى ذلك , وهل هنالك إجماع او تزكية لشرعيتها الوطنية او غير الوطنية .! او سيجري فرض ذلك فرضاً .!