23 ديسمبر، 2024 5:57 ص

حربُ غزّة. غضّ الطرف عن الحل الوسط الآمن

حربُ غزّة. غضّ الطرف عن الحل الوسط الآمن

 

رائد عمر – العراق

إذ الذريعة او الحجّة التي يسوّغ بها نتنياهو الإستمرار والتمادي في شنّ الحرب على غزّة هي تأمين الأمن لإسرائيل ومدنها بإجتثاث وازالة حركة حماس من الوجود او التواجد في اراضي القطّاع , وبالتالي لتقود الى منع وايقاف وازالة الصواريخ الفلسطينية التي تدكّ اسرائيل , بالرغم من انها تشكّل الإسلوب الدفاعي شبه الوحيد لدى حماس , او الأخذ بالمقولة العسكرية ( الهجوم خير وسيلةٍ للدفاع ) بالرغم من النقص في افتقاد المدفعية والدبابات وسلاح الطيران ! في هذا الهجوم .

اذا ما يراد توفير الأمن للجانب الإسرائيلي فعليّاً وعلى مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن , وبشكلٍ خاص لتأمينه من الإدارة الأمركية ومعها البنتاغون ككفيل .! , فإنّ كلتا حركتي ” حماس والجهاد الأسلامي ” مضطرّتان للقبول والرضوخ بتقديم تعهّد ستراتيجي بعدم اطلاق الصواريخ وعدم القيام بأيّة اعمال مسلّحة ضد الصهاينة , مقابل الوقف الشامل للغارات الجوية والقصف الإسرائيلي من البرّ والبحر ايضاً , وانهاء حالة الحرب كلياً , على أن يغدو مثل هذا التعهد المفترض , بقبول حماس والجهاد ” بتعهّدٍ خطّي ” بأيّ ردّ فعلٍ عسكري من الولايات المتحدة وحتى بعقوبات الأمم المتحدة في حالة عدم الإلتزام الدقيق بهذا التعهّد , وقد يعزّز ذلك نشر قوات دولية وامريكية على امتداد الخط الفاصل بين حدود القطّاع واسرائيل ..

بالرغم من أنّ هذا ” الحلّ الوسط ” هو في حالةِ تضادٍّ من الرؤى والطروحات السياسية والأيديولوجية لحماس , لكنها مرغمة قسراً ” او نحو ذلك ” للقبول به طالما يوقف وينهي القصف الجوي اليومي للمقاتلات الإسرائيلية على كلّ سكّان القطّاع , ويوقف عملية الحرمان من الغذاء والماء والدواء < التي تشكّل عملية ادخال المساعدات الحالية عبر الهدنة المؤقتة وعبر الشاحنات المحدودة العدد , كأنها مرسلة بالقطّارة لمليونين ونيف من البشر> .!

ثمة تساؤلاتٍ ستراتيجية عجلى ومتدافعة حول هذا ” الحلّ الوسط ” , واولى تلكنّ التساؤلات المبهمة , هي عدم طرحه وتداوله في وسائل الإعلام الأمريكية , الإسرائيلية , والغربية وسواها عموماً .!؟ , ثمّ ما يعقب ذلك لتساؤلٍ آخرٍ يجيب نفسه بنفسه ! بأنّ نتنياهو سيرفض هذا الحل تلقائيا او اوتوماتكياً .! اذ سيعني سقوطه السياسي متدحرجاً , ويعرّضه لإتهامات الشعب الإسرائيلي والأحزاب والقوى المعارضة , عن التسبب بمقتل عشرات المئات من المدنيين والجنود الإسرائيليين دونما مقابل , فضلاً عن الأضرار بالبنى التحتية في عموم اسرائيل جرّاء الصواريخ الفلسطينية , وغير ذلك ” ممّا لا تتسع مساحة المقال للتعرّض له ” .

بموازاة ذلك , فغضّ الطرف من الأمم المتحدة وأمينها العام عن ما يمكن وقد يؤدي الى وقف الحرب قبل ان تستعر حدتها او اثناءها , فذلك ما محاط بأسلاكٍ من علائم الإستفهام والإبهام الشائكة ,ودونما تشكيكٍ بنسبة 100 % 100 بحُسن النوايا او ” النيّات ” .! , ولعلّ الأكثر والأشد مرارةً في ذلك هو صمت وتجاهل واغفال دولتي قطر ومصر لذلك , وانهماكهما فقط في الهدنة التكتيكية واطلاق سراح بضعة انفار وربما ” نفرات ” من الرهائن لدى كلا الطرفين المتصارعين من دونِ حلبةِ مصارعةٍ قانونية او شرعية أمام الأنظار والأضواء .! والجامعة العربية ليست بمستثناة من ذلك ولا اعفاءها بإجازةٍ زمنيةٍ منه .!