في ستينات القرن الماضي ‘ روى لي الفنان التشكيليالمعروف ( الاستاذ جمال بختيار ) حكاية طريفه التالية :
• كنت سامع أن ( …..) وهو شخصية اجتماعية معروفه ‘ مصاب بمرض غريب ورغم ان وضعه المريح ماديا والناس يعرفونه كرجل ( محترم ) ولكن كان يعاني من ( التلذذ بالسرقه …سرقة اي شيء يرغب سرقته ..!!) لماكن اصدق الحكايه ‘ ولكن صادف في احد الايام انالتقيت به وهو يريد دخول مطعم ‘ وعندما رايته و تبادلناالسلام ‘ طلب مني ان ادخل معه الى المطعم وقال : انالاهل ذاهبين لزيارة احد الاقارب فضطررت ان اتغذى فيالمطعم …. ولكن انا بادرت طالبا منه ان ياتي معي للبيتوقلت له : عندنا اليوم ( دولمة ) حبذا لو تتفضل ونتغذىسويا … اقنعته و ذهبنا الى البيت ‘ كنت قبل ذلك قداشتريت من احد الدكاكين ( بطاريتين ) لـ ( اللايت الذينستعمله في البيت ) اول ما وصلت ودخلنا غرفةالاستقبال وضعتهم على جهاز الراديو في زاوية الغرفة ‘ بعد ان جلس ضيفي و رحبت به ‘ خرجت من الغرفةلاجلب له قدح من الماء ‘ عند عودتي وانا اقدم له الماءشعرت انه مرتبك بشكل واضح و هو يمد يده لقدح الماء ‘ وبشكل لاارادي نظرت الى مكان الراديو رايت اخفاء ( البطاريتين ) من مكانها وتذكرة مرض الرجل ‘ شرب قليلامن الماء و اخذت منه القدح و خرجت من الغرفة ‘ عندعودتي رايت الرجل جالس بشكل مريح و رايت انالبطاريتين عادتا الى مكانهم سالمين ‘ بعد قليل نادتنيزوجتي لافرش السفره للاكل ‘ وخرجت لجلب السفرةوعدت ورايت الرجل عاد مرتبكا و غابت البطاريتين منمكانهم …. وعندما خرجت لاجلب الطعام رفعت يدي الىالسماء داعيا ان تأتي الشجاعة لضيفي ويسرقالبطاريتين دون ارباك لنتغدى كلينا براحة ….!!! و عندماجلبت الطعام رايت الرجل في وضع طبيعي والبطاريتينفي مكانهم ‘ بعد الغذاء وانا اقوم بلملمة الطعام و خرجتالى خارج الغرفة وعند عودتي رايت ( الحرامي الخجولواقفا وراسه منحني ويقول بارباك :
– سفره عامره .. انا لازم ارجع للبيت ‘ الاهل على وصولومفتاح البيت عندي ..قال هذا و توجه الى الباب وخرج…نظرت الى مكان الراديو ورايت البطاريتين سرقتوالحمد الله ……
وختم استاذ جمال حكايته قائلا : شعرت براحه نفسيه انالسارق قد ارتاح نفسيا و ريحني والله لايبلي احد بايمرض عموما والسرقه من هذا النوع خصوصا …
غريبة الدنيا ‘ بعد مرور العشرات من الاعوام على حكايةهذا السارق الخجول ‘ وصلنا الى زمن نرى ونسمع عنوجود سراق ‘ يسرقون خلال رمشة عين مدينة بالكامل ويفرغون البنك ولا تنزل قطرة عرق من ( جبينهم خوفا وليسخجلا ….) ….!!!
وانا اتذكر هذه الحكاية ‘ وكلي حزن على احد الاخوه مناعضاء البرلمان عندنا يتعب نفسه و يعلن بالارقام والدلائل الواضحة فقدان الاموال العامة للرأي العام ‘ معذلك ماراينا اي تحقيق وبالتالي ضاع جهده …والسراقمرتاحين احسن راحه.