22 ديسمبر، 2024 11:44 ص

حرامية إسرائيل في السجون و حرامية العراق يصولون و يمرحون رغم أنف القانون

حرامية إسرائيل في السجون و حرامية العراق يصولون و يمرحون رغم أنف القانون

إيهود أولمرت سياسي إسرائيلي، في عام 1973 أنتخب عضواً في الكنيست الإسرائيلي لثلاث دورات. عمل وزيراً لشؤون الأقليات منذ عام 1988 و حتى عام 1990، و كذلك عمل وزيراً للصحة منذ عام 1990 وحتى عام 1992، و في عام 1993 عُين أولمرت رئيساً لبلدية القدس، و استمر في هذا المنصب لمدة عشر سنوات حتى عام 2003. عُين أولمرت عام 2003 وزيراً للتجارة و الصناعة و نائباً لرئيس حكومة أرئيل شارون آنذاك، و في عام 2005 عُين وزيراً للمالية. بعد إصابة أرئيل شارون بجلطة دماغية في عام 2006، عُين أولمرت رئيساً للحكومة الإسرائيلية،و واصل مهامه كرئيس للحكومة حتى عام 2009.
في عام 2014 قضت محكمة إسرائيلية بسجن إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق 6 سنوات، بالإضافة لغرامة مالية قدرها مليون شيكل (و يساوي 250 ألف دولار و يساوي 330 مليون دينار)، و ذلك لقبوله رشاوى في مشروع الإسكان (هولي لاند) في مدينة القدس، و ذلك عندما كان رئيساً لبلدية القدس منذ عام 1993 و حتى عام 2003. و بذلك يُعتبر إيهود أولمرت أول رئيس وزراء إسرائيلي يُسجن على خلفية قضايا فساد. و في عام 2015 أدانته المحكمة العليا الإسرائيلية بتلقي رشوة، و لكنها خفضت الحكم من 6 سنوات إلى سنة ونصف. و دخل أولمرت السجن بتاريخ 15/2/2016، و حصل على عفو بثلث المدة و خرج من السجن بتاريخ 2/7/2017، أي أنه بقى في السجن سنة واحدة و 4 أشهر و 17 يوم.
صرح رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي بتاريخ 12/3/2023 في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، بأن الفاسدين سرقوا 600 مليار دولار من أموال الشعب العراقي منذ عام 2003. و هذا يعني بأن حصة الفرد العراقي الواحد من هذا المبلغ المسروق يساوي 15000 دولار ( بإفتراض أن معدل نفوس العراق يساوي 40 مليون نسمة)، و بلغة السوق فإن المبلغ المسروق من كل عراقي يساوي دفتر و نص، و رغم ذلك فإن الفاسدين يصولون و يمرحون رغم أنف القانون.
إيهود أولمرت الإسرائيلي حكم عليه بالسجن و دخل السجن و لم يشفع له تاريخه و ثقله السياسي و النضالي في سبيل إسرائيل لطمطمة الرشوة التي أخذها، بينما الحرامية العراقيون خارج السجون يصولون و يمرحون على الرغم من أن ليس لهم تاريخ و ثقل سياسي و نضالي في سبيل العراق.
في آخر إنتخابات برلمانية جرت في إسرائيل في عام 2022، إشترك فيها 63% من الشعب الإسرائيلي، بينما في آخر إنتخابات برلمانية جرت في العراق في عام 2021، إشترك فيها 20% من الشعب العراقي.
الإسرائيليون يجتهدون في الإنتخابات لإختيار الأفضل الذين لهم رؤية واضحة في العمل لبناء إسرائيل و القضاء على الفاسدين بحكم القانون حتى لو كان رئيس وزراء مثل إيهود أولمرت، و هذا غير موجود لدى العراقيين الذين لا يبالون بالإنتخابات، و النتيجة شيوع الفساد و دمار العراق، و في هذا قال سبحانه و تعالى {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (هود 117)، و {وَ لَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة 179).