23 ديسمبر، 2024 5:39 ص

حراك .. نفس الطاسة وذاك الحمام

حراك .. نفس الطاسة وذاك الحمام

مع اقتراب كل مرحلة انتخابية يخوض الساسة وملحقاتهم، حراكا قويا، ليس من اجل الوطن والمواطن، ولا من اجل تصحيح أخطائهم التي تسببت في خراب وطن وهلاك شعب، هذا لو فرضنا أنهم يشعرون بأنهم مخطئون، وإنما الحراك من أجل البقاء في السلطة…..!!!.
ولذلك فإن الحراك خالٍ من أي إستراتيجية ناجعة ، أو برنامج إصلاحي وطني صادق يترجم إلى عمل دؤوب، لتصحيح المسار أو إنقاذ ما تبقى من وطن جريح وشعوب مسحوق.
جُل ما في الحراك هو أن يقوم الساسة، وبعد دراسات مستفيضة في الدوائر المظلمة لصناعة المصالح الشخصية، بتأسيس قوائم وكتل وتجمعات وتحالفات تدين بالولاء والتبعية المطلقة للحزب الأم أو الكتلة الأم أو التحالف الأم، في خطوة جديدة لخداع الشعب من جديد، وإيهامه بان ثمة تغيير حصل تماشيا مع تطلعات الشعب التي أربكت الساسة ، ومن يقف ورائهم، الأمر الذي دفعهم لركوب الموج، حفاظا على مصالحهم ومصالح أسيادهم….
لكن أي إنسان يمتلك ذرة من العقل، ينبغي أن لا تنطلي عليه هذا الحركات البهلوانية التي اعتداد الشارع العراقي على مشاهدتها، لأن الشرع والعقل والمنطق والأخلاق والتجربة… تؤكد أن الفساد لا يمكن أن ينتج صلاحاً، وان العقلية الفاسدة الفاشلة التي أنتجت الفساد والمفسدين، لا يمكن أن ينبثق منها رؤية ناجعة أو مشروعا إصلاحيا، هذا لو سلمنا جدلا بوجود رغبة حقيقة عندهم بالإصلاح….!!!.
يضاف إلى ذلك فأنه ليس من العقل أن يُتَوَقَع من الشخوص التي (لو فرضنا انه جديدة ولا تنتمي لتلك الجهات التي ثبت فشلها وفسادها)، لا يمكن أن يُتوَقع منها خيرا، لأن الشخوص التي تسمح لنفسها بان تنضوي تحت تلك القوائم الفاسدة الفاشلة، وتأتمر بأمرها وتطبق أجنداتها لا يؤتمن عليها مصير وطن ومستقبل شعب، ولو تنزلنا عن ذلك وقلنا بنزاهة تلك الشخوص وبقاء صفة النزاهة حتى بعد أن ذاقت طعم المنصب وتربعت على الكرسي، فانه تبقى المشكلة قائمة وهي أن تلك الشخوص الجديدة لا يمكن لها أن تعمل ما دامت هي تحت إمرة وسلطة القائمة ورئيس القائمة….
ينبغي على الشعب أن يعي حقيقة تلك المسرحيات التي يكثر عرضها على المسرح العراقي مع اقتراب كل مرحلة انتخابية، وأن يتذكر المثل العراقي الشهير: “نفس الطاسة وذاك الحمام”.