أسفر الفساد عن عريه علنا.. أشكرى، منذ وطأت قدم مارد التغيير، جوع العراقيين المحاصرين حينها بالعقوبات الدولية والخدمة العسكرية الإلزامية التي لا سقف زمني لها؛ لذلك إرتضوا الإحتلال او التحرير او أية تسمية إصطلاحية تنقلهم من المرارة الى الحلاوة الموعودة، لكن… “لا قند ضكنة ولا واشي يبطل ولم”!
بقي الجوع وإزدادت غائلته ضراوة، وأضيف إليه إرهاب نفذ الى الشوارع والمحلات والأزقة والبيوت، بعد أن كانت الحرب التي يهربون منها على الجبهات.. صارت تحت أَسِرَةِ نومِهم، والفساد أكل الأخضر واليابس… إلتهم الحاضر والمستقبل متعكزا على قدسية الماضي، الـ “ما رضه بجزة رضه بجزة وخروف”.
وبينما الشعب يتلظى جوعا؛ أبناء المسؤولين يترفهون، منكلين بالشعب كما لو بينهم وإياه ثأر، حتى بات المواطن حطباً قابلاً للاشتعال، و… تفجر بركانٌ، كلما قمعوه وركبوا موجة التظاهر ومهما أطال حماة المفسدين التنظير للنزاهة؛ ساعين الى الخداع، إزداد الناس تشبثا بوطنيتهم، أين ما اطفأوا حريقا في بقعة إتقد على مشارف أخرى.
و… كنا قلنا للحكومات المتعاقبة الفساد: لا تطمئنوا لتقبلكم من الجيل المذعور.. الذي دجنته معتقلات البعث وحروب صدام وحصار التسعينيات، ثمة جيل لا يخاف، نشأ و… “ما بعينه زلم”.
هذا الجيل ثار ولن يهدأ الى أن يتلاشى المفسدون عاجزين عن التناسل.
وفعلا حصل ما قلنا.. واقعا أشد مما تصورنا… فحينما ظل ابناء المسؤولين يتمتعون بحياة رغد مرفهة، والمواطن يتلظى وسط ظروف بالغة القسوة، دمرها السياسيون بفسادهم، وهم يتخبطون عامدين إرباك البلد؛ كي يخبطوه ويشربوا الصافي، فاض الكيل فإنفلت الشعب متظاهرا ضد الحكومة ولن يقف إلا بحلول تشكيلة وزارية غير حزبية.. إنما وطنية.. فلا تراهنوا طويلا على صبر الشعب؛ لأن صدام فعل ذلك وإنتهى الى حفرة “زاغور” بعد أن ضاقت عليه الدنيا بما رحبت، يوم 9 نيسان 2003 ولكل واحد منكم 9 نيسانه في عام مفتوح.
ايمان الخزرجي.jpg
مُرفقان (2)