22 ديسمبر، 2024 11:51 م

حذار من غياب دور روسيا العالمي

حذار من غياب دور روسيا العالمي

لم يعد أمام العالم إلا موقفا واحدا لا غيره ، إلا وهو عدم قبول احادية تحكم الويلايات المتحدة في العالم ، ذلكم التحكم الذي دفع بها رغم أنف البشر احتلال أفغانستان ، وبعدها في 2003 احتلال العراق وقتل أبنائه بالمجان وتدمير كل بناه التحتية ، واوحت فوق كل ذلك لذيولها من حكام بغداد الجدد بتدمير مستقبل البلد الاقتصادي ، فهي خاضعة لحكم قانون الامبريالية الراكض وراء التوسع الرأسمالي وهي تهيئ المواسم ومناسبات الحرب من أجل تصريف مخزوناتها من الإنتاج الحربي ، لذا ابتدعت ما يسمى بالربيع العربي متنكرة لعملائها كما تنكرت من قبل لشاه إيران ، والذي ذيلته بالحروب الداخلية ، مثل حرب سوريا وحرب داعش في العراق وحرب الليبيين الداخلية وحرب اليمن الطائفية ، والحرب الناعمة اللبنانية ،
ان الويلايات كانت قد مهدت منذ مدة للحرب الروسية الأوكرانية من خلال دفع الأخيرة للمطالبة بالانضمام للناتو ، وهو الأمر المخل بثوابت الجغرافية السياسية لروسيا الاتحادية ، وهي أرادت من وراء ذلك دفع الروس للتدخل في اوكرانيا ومنعها من الانضمام لهذا الحلف وكل شئ معد لحرب طويلة الأمد حرب استنزاف الروس وإضعاف الدور المنتظر لروسيا في العالم ومنطقة الشرق الأوسط بالتحديد حيث تأييد روسيا لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، أن بزوغ الدور الروسي يعني تحجيم الدور الأمريكي في الشرق الأوسط وأفريقيا وبحر الصين الجنوبي ، وأخيرا في القطب الشمالي ، وهذا الدور المخرب أصابنا نحن العرب في الصميم ، عليه ليس من مصلحة العرب والعالم أن تضعف روسيا ، لأن الويلايات المتحدة على الأقل في العقدين القادمين ستتعرض لصعوبات اقتصادية جراء توسع نشاطها في المحيط الهادئ ومجابهتا للصين في تايوان وبحر الصين الجنوبي ، وان حقيقة وجود وقوة روسيا والصين هو وجود من أجل التوازن الذي قد ينقذ الشعوب من نوايا الويلايات المتحدة وطموحها الإمبريالي ….