23 ديسمبر، 2024 10:34 ص

حذاري من الخَسْ؟!!

حذاري من الخَسْ؟!!

الخَسْ معروف عندنا , ومشهور في مدينتنا , ولا يمكننا أن نتخيل أيام الصيف من غير الخَسْ.

ولا يُعرف لماذا سمّي بالخَسْ, ذلك أن في اللغة الكلمة تبدو كأنها جذر كلمة”خسيس” , والعربية ذات إبداعات وإشتقاقات لا تنتهي.
وربما هناك علاقة ما بين الحالتين.
فخسيس تعني دنيء وكذلك خبيث ونذل.
وخس الشيئ يَخِسّ ويَخِسّ وخساسة فهو خسيس: رذيل.
وشيئ خسيس وخُساسٌ ومَخسوسٌ: تافه.
ورجل مخسوس: مرذول
وقوم خِساس: أرذال
وأخسّ فلان إذا جاء بخسيس من الأفعال.

وقد يكون هذا النبات الطيب اللذيذ إكتسب إسمه في مجتمعاتنا لأنه ينتعش ويربو عندما يكون سماده كما تعرفونه.
فسماد الخس سماد ولكن أي سماد؟!

وهناك خس “أبو الطوبة” , ويكون كبيرا ومعروفا بأنه قد تذوق طعم ذلك السماد , فتتعجب كيف يكون رابيا وقد أكل مما أكل!
ومن الصعب أن تجد “راس خس” أصيل , أي “عضوي” , لم يذق طعم الأسمدة الكيمياوية بأنواعها , وربما النووية!

و”راس الخس أبو الطوبة” , قبل أن تُغرموا بمظهره , عليكم أن تتساءلوا عن سماده!
فلكل “راس خس” سماد يبديه , وكلما إزداد حجمه , وصار “راسه ﭽبير” , وأوراقه دهنية , تنزلق عليها قطرات الماء , كأنها قطرات زئبق , عليكم أن تعرفوا أنه من ذاك السماد!

وبفضل البيوت الزجاجية , والحاضنات المعاصرة , أصبحنا نأكل “خس” , على مدار السنة ,        “أُوُ كل راس يكول آني وبس” , “كلها أبو الطوبة , لو أبو الطوبتين” , ” واشحدك تاكل جمارته”.
“يابة لا تاكل جمارة الخس , تره يموت أبوك” “شلك بيها تريد ترملني” “أستر عليه آني آكلها , أبويه مات من زمان”
فترى أمهاتنا وفقا لهذه الخرافة أو الإعتقاد , يقتلعن جمارة “راس الخس” , ويأكلنها , ونحن نأكل أوراق الخس , “بعد أن خِرب راسه”.
وكم تحايلنا على أكل “الجمارة” , وما مات أبونا , فأخذنا نسفه كلام الأمهات.

لكن “راس الخس أبو الطوبات” , “محد يكدر ياكل جمارته” “محروس إبألله وبسور سليمان” ,   “بَسْ أكلنا وأكل أبو أبونا , ونعل سلفه سلفانا , واشحد اليگول سماده شنو”!

“ما أريد أحْلِفْ , ردِتْ لي راس خس راضع من ترابنا , يا هو الأسئلة إيجاوبني مستورد , الرقي , البطيخ , الطماطة , الباذنجان , الشجر , البصل , حتى التمر مستورد , وروس الخس كلها مستوردة , يا ويلي علينا”!!

“ليش ما تزرعون خسّ, ليش”؟
“مو نحتاجة بالزلاطة , حتى لو صادروا جمارته”؟!!
“شنو ضيعنا صول إجعابنا”؟!!
“شلون حيرة هاي”
“إشْوَكِت إنشوفِنا راس خس رابي بترابنا”؟!
ونبقه إنگول: “حذاري من الخس” “ما عدنا ثقة بسماده , أوُ ما بيه جُماره”!!
ووقاكم الرحمن الرحيم من شرور “راس خس” سماده مما لا تشتهون!!